امتدت الاحتجاجات اليمنية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح، أمس، إلى منطقة قبلية، تعتبر معقله السياسي، كما انتشرت عربات تابعة للجيش في العاصمة صنعاء، فيما قتل سجينان وجرح العشرات في مواجهات بين رجال الأمن وسجناء السجن المركزي بصنعاء خلال أعمال شغب. وقال أحد سكان مدينة ذمار الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا، جنوبصنعاء، إن نحو 10 آلاف شخص تظاهروا في المدينة، وهتف المحتجون ضد صالح، بعد يومين فقط من تنظيم موالين له تظاهرة موالية للحكومة، وكانت بالحجم نفسه. وفي صنعاء، التي يعتصم فيها آلاف المحتجين منذ أسابيع، انتشرت عربات الشرطة والجيش في الشوارع، ما أثار مخاوف من إمكانية وقوع مواجهات جديدة. وساد الهدوء صنعاء في الأيام القليلة الماضية، بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة في أنحاء البلاد بين موالين للحكومة ومحتجين، الأمر الذي أسفر عن مقتل 27 شخصا على الأقل. من جهة أخرى، قتل سجينان وجرح العشرات في مواجهات بين رجال الأمن وسجناء السجن المركزي بصنعاء، خلال أعمال شغب اندلعت قبل يومين، إثر هتافات للسجناء، تنادي بسقوط نظام صالح. وقال حزب الإصلاح المعارض علي موقعه، لقد «اندلعت أعمال فوضى وشغب عارمة، داخل السجن المركزي بأمانة العاصمة، منذ مساء الاثنين، وسمع دوي إطلاق الرصاص إلى خارج السجن». وقالت رئيس منتدى الشقائق العربي أمل الباشا ل«يوناتيد برس إنترناشونال»، إن هناك 21 سجينا مصابون بالاختناق، نتيجة القنابل الغازية المسيلة للدموع، التي أطلقت باتجاه السجناء، إضافة إلى عشرات مصابين بجروح، جراء إصابتهم بالرصاص الحي. وقالت وزارة الدفاع اليمنية، عبر موقعها الإلكتروني، إن صالح أمر بالتحقيق في أحداث المواجهات بين السجناء وقوات الأمن، وأمر النائب العام بالتحقيق في الحادثة دون أي ذكر لعدد الإصابات بين السجناء ورجال الأمن. وأفاد مصدر يمني مطلع ل«يوناتيد برس إنترناشونال»، بأن المواجهات اندلعت في ثلاثة عنابر داخل السجن، هي العنبر العام، والإصلاح، ومدرسة السجن، ما جعل قوات الأمن تقوم بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع، إثر هتافات من قبل السجناء تنادي برحيل صالح. ورجحت مصادر مستقلة أن يكون السبب في اندلاع أعمال الشغب، في السجن المركزي بصنعاء أكبر السجون في اليمن، بسبب حدوث تمرد داخل السجن، في محاولة لهروب السجناء، على غرار ما حدث في سجون مصر وتونس. من جهة ثانية، قتل قيادي محلي مفترض في تنظيم «القاعدة»، يدعى عمر المعلم في محافظة شبوةجنوب اليمن، على يد مسلحين ثأروا لاغتيال ضابط من قبيلتهم، حسب ما أفاد موقع وزارة الدفاع اليمنية. كما أصيب ضابط في الاستخبارات، في محاولة اغتيال نفذتها «القاعدة»، في محافظة أبينالجنوبية. ونقل موقع وزارة الدفاع عن مصدر محلي قوله، إن عمر المعلم قتل على يد قبيلة آل عمر، بمديرية بيحان في شبوة، انتقاما لمقتل الضابط المساعد في تحريات البحث الجنائي عاتق محمد العمري، الذي قامت عناصر إرهابية من التنظيم باغتياله، منتصف يناير الماضي.