في اليمن تعتقد الحكومة ان توفير الخدمات من الرفاهية للمواطن وذلك المفهوم مترسخ من عهد الجمهورية العربية اليمنية لان لو تتبعنا هذه السياسة فهي موجودة ومتأصلة في الدولة اليمنية العربية منذ عشرات السنين فمثلا في صنعاء الماء يشترى من الوايت كما يسمونه والكهرباء تجدها في النجوع والقرى أهلية ولكن عدم توفر الخدمات ألقت بظلالها على الجنوب الذي عاش مسألة توفير الخدمات حق مكتسب للمواطن فمثلا كان الخدمات الصحية مجانية بنسبة 100٪ في الجنوب وضمن سياسة الدولة وكذلك مجانية التعليم لكل المراحل من الأساسي الى الجامعي لا يدفع المواطن اي مبلغ كان ولو شلن في العلاج او التعليم كما يتم توفير المياه والكهرباء بمبالغ رمزية جداً مع دوام توفير الخدمة على مدار الساعه دون انقطاع الكهرباء تدخل البيت بكلفة بسيطة وتنور البيت بدون انقطاع وعندما يتم عمل صيانة الدولة تشعر المواطن عبر التلفزيون والإذاعة بإعلان للفترة الزمنية للانقطاع وتعتذر من المواطنين لذلك الخلل الطارئ
اما المياه فكانت تغذي المنازل من الشبكة العامة مباشرة دون الحاجه لخزانات فوق المنازل مع عمل فحوص دورية على صلاحية المياه وعمل مواد تقتل البكتريا في الماء مثل الكلور . مع صيانة الشبكة في حال كسر او خلل فيها ولحساب الهيئة العامة للمياه
اليوم أصبحنا في حال غير الحال الكهرباء نوع من انواع الرفاهية والماء عند الحكومة ليس ذو أهمية للمواطن الدولة ألغتها من خانة الخدمات الاساسية وأصبح لديك مال اشتري مولد كهرباء لإنارة بيتك وإذا احتجت للماء اتصل بصاحب بوزه يأتيك وما عليك الا أن تدفع قيمة الماء
الدولة أسقطت كل الأوليات في الخدمات واعتبرتها غير ضرورية حتى الأمن يعتبر ليس بالضرورة للمواطن ان تحميه الدولة بل تحمي نفسك بنفسك كما أسقطت من المهام والاولويات الكثير من توفير الوظيفة الى إلغاء مجانية التعليم والتطبيب والإسكان لمتوسطي الدخل ألغت كل شئ وتحولت الى حكومة جباية فقط