عبدالرزاق المحسن تحولت شوارع مناطق القيروان والصباحية وجابر العلي والقصر وصباح السالم وعبدالله المبارك والصليبية وغيرها من المناطق، الى «حلبة سباق» بين سائقي التناكر على مدار الأيام القليلة الماضية، وتحديدا أوائل شهر ابريل، للتوافد على منازل المستهلكين فيها، بسبب الانقطاعات المتكررة للمياه عن بعض المنازل هناك، على الرغم من عدم بداية موسم الذروة فعليا حتى الان، وما يترتب عليه من زيادة في الطلب على المياه، حيث اشتكى الاهالي من كثرة الانقطاعات وعدم التعامل بشكل سريع من قبل طوارئ الوزارة، في حين غابت الاسباب الحقيقية لهذه الانقطاعات عنهم، مشيرين الى استغلال بعض اصحاب التناكر لفترة الانقطاعات من خلال رفع اسعار تعبئة الخزان للمنزل، وسط غياب تام لدور الوزارة في مراقبة هذه الاسعار، والتي وصلت أحيانا الى ضعفي الاسعار الحقيقية للتعبئة، لافتين الى انهم يضطرون الى تعبئة خزاناتهم بأي سعر، حيث انه من الصعب ان يبقى الاهالي من دون مياه ولو لفترة بسيطة، لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ ووجود الغبار في احيان كثيرة، مستغربين من تكرار هذه الانقطاعات، التي تستغرق احيانا يوما كاملا، خصوصا ما حدث لاهالي القيروان قبل أسبوعين تقريبا، حيث انقطعت المياه عن منازل كثيرة في القطع الثلاث، قبل ان تعود في ساعة متأخرة من اليوم ذاته، واليكم التفاصيل: في البداية، أرجع عدد من المواطنين سبب تكرار انقطاع المياه عن بعض المنازل الى وزارة الكهرباء والماء تحديدا، بسبب عدم الاستعداد الكافي لمواجهة موسم الذروة، وما يشهده من زيادة في الطلب على خدمتيها، وأكد المواطن حسين دشتي، ان القيروان شهدت قبل فترة وجيزة انقطاعا للمياه شمل اجزاء واسعة منها، حيث لجأ الاهالي الى اصحاب التناكر، الذين اخذوا يتحكمون بالاسعار من دون حسيب او رقيب عليهم، مبينا ان الاهالي مضطرون لجلب اي تنكر وبأي سعر، نظرا لحيوية خدمة المياه وصعوبة الاستغناء عنها في مثل هذه الاوقات، متمنيا الا يشهد فصل الصيف الحالي، لاسيما مع بداية شهر رمضان اي انقطاعات للمياه او الكهرباء. من جانبه، اشار المواطن فهد العجمي الى ان منطقة الصباحية شهدت ايضا انقطاعا للمياه عن اعداد كبيرة من المنازل في منتصف شهر ابريل، لافتا الى ان مراكز الطوارئ احيانا لا تقوم بالرد على اتصالات وشكاوى المستهلكين، وحينها يضطر المواطنون الى اللجوء لاصحاب التناكر والذهاب لمحطات التعبئة في المنقف او ام الهيمان وغيرها، لضمان الحصول على المياه، من دون النظر الى الاسعار المبالغ فيها التي يضعها بعض اصحاب التناكر، موضحا ان بعض المواطنين يساهمون في هذه الازمة بشكل غير مباشر من خلال تركيب بعض المعدات التي تعمل على زيادة ضخ المياه لديهم، ومن ثم ضعف المياه على المنازل المجاوره له! استغلال وشدد المواطن محمد السهلي على اهمية زيادة المشاريع الخاصة بالمياه، والعمل على زيادة عدد مضخات ومحطات التعبئة في عدد من المناطق، وذلك للتعامل بشكل سريع مع اي انقطاع للمياه وفي اي منطقة، مشيرا الى ان ما يحدث حاليا هو استغلال واضح من بعض اصحاب التناكر لاي انقطاع، وذلك من خلال رفع الاسعار وعدم الارتباط مع المستهلكين الذين يدفعون لهم مبالغ بصفة شهرية، مقابل ملء خزاناتهم في المناطق السكنية او حتى الجواخير، مبينا ان هذا الامر يدفع لحدوث مشادات ومشاحنات كثيرة في محطات التعبئة بسبب تضارب المواعيد لدى اصحاب التناكر. ولفت عادل عبدالحميد الى ان انقطاعات المياه كثرت في الاونة الاخيرة في مناطق القصر والقيروان والصباحية وصباح السالم، حيث ان موسم الذروة لم يبدأ بعد، مشيرا الى ان هذه الانقطاعات ساهمت في رفع اسعار تعبئة المياه من قبل اصحاب التناكر، الذين استغل البعض منهم هذه الاوضاع في زيادة الاسعار الى الضعفين في بعض الاحيان، مبينا ان المستهلك يضطر للذهاب الى محطات التعبئة، والمكوث طويلا حتى خروج اي تنكر معه، في حين تكون الاجواء العامة فيها متوترة بسبب الفوضى العارمة هناك، وحرص كل مواطن على جلب اي تنكر معه وبأي سعر! أصحاب التناكر من جانب اخر، حمّل اصحاب التناكر الوزارة، مسؤولية الاختناقات في محطات التعبئة والتي تصل الى خارج البوابات في بعض الاحيان، وما يترتب عليه من تأخير في الوصول الى منازل المواطنين. سائق التنكر محمد شاهين قال: «لقد حضرت الى محطة تعبئة مياه الصليبخات منذ الصباح، ومكثت وقتا طويلاً حتى اتى دوري للتعبئة، لافتا الى انه يعمل في شركة ويوجد فيها اكثر من 800 عامل يحتاجون الى المياه بصورة مستمرة، لا سيما بعد عودتهم من اعمالهم، حيث ينقل لهم المياه في مسكنهم، والذي يحتاج الى تعبئة خزاناته كل يوم ونصف تقريبا. والتقط اطراف الحديث السائق أحمد صبحي، الذي أشار الى انه يقوم بتوصيل المياه الى مناطق القيروان والصليبخات والدوحة وغرناطة بسعر التكلفة تقريبا، مبينا وجود العديد من المتاعب اليومية، جراء الزحام والارتباك في محطة تعبئة مياه الصليبخات والتي يصل فيها الزحام احيانا الى الطريق العام، مما يتسبب ايضا بعرقلة حركة السير هناك، موضحا ان الأسعار تختلف عند حدوث اي انقطاع، وذلك بسبب زيادة الطلب على التناكر، وما يترتب عليه من ضغط على المحطات وقلة الخروج لاصحاب المنازل. نقاط التوزيع وشدد السائق محمد أكبر على ان بعض محطات التعبئة توجد فيها اكثر من عشر نقاط توزيع بالمحطة، الا انها ضعيفة جدا، وتتسبب في ازدحام غير طبيعي بصورة يومية، مشيرا الى انه ولدى الاستفسار من مسؤولي المحطة عن سبب الضعف، يعزونه الى انه خلل من المحطة الرئيسية التي تضخ لمحطة التعبئة، مبينا ان بعض نقاط التوزيع تتعرض للخلل فجأة، مما يساهم في تفاقم الازمة، وحدوث تدافع من قبل اصحاب التناكر امام محطات التعبئة، مطالبا بوجود فرق فنية تتبع للوزارة وتعمل على معالجة اي خلل فني وطارئ. ثمن التعبئة بدوره، لفت السائق نور الدين إلى أن قائدي التناكر يواجهون العديد من الصعوبات والمشكلات المتكررة، بصفة يومية، لاسيما حينما يتأخرون عن توصيل المياه إلى منازل المواطنين، حيث يتذمر صاحب البيت، وأحياناً يرفض دفع ثمن التنكر، تحت ذريعة أن التأخير يسبب لأصحاب المنزل مشاكل ومتاعب، مشيرا الى ان انقطاع المياه خلال شهر ابريل في بعض المناطق، ساهم في وقوع بعض المشاكل للمواطنين واصحاب التناكر ايضا. أما السائق حسن شريف، فقال: «غير معقول ما يحدث من شح للمياه وضعفها بصورة متكررة في محطات التعبئة، ونحن في بداية موسم الصيف، فكيف إذاً ستكون الحال حينما ندخل في موسم الذروة»، مطالباً بزيادة ساعات عمل بعض المحطات، أو فتحها على مدار اليوم كله، وذلك للتعامل مع حالات انقطاع المياه التي تصيب بعض المناطق، وتتسبب في حدوث زحام وتدافع لاصحاب التناكر امام المحطات، ووقوع العديد من المشادات والمشاجرات ايضا. تعامل فوري وأضاف المصدر ان القطاع يعمل على التعامل الفوري، من خلال جهاز الطوارئ مع الشكاوى ودراسة اسباب الضعف او الانقطاع وايجاد حلول فورية لها، بالاضافة الى اصدار اوامر عمل من مراكز طوارئ المياه لمقاولي قسم العقود والصيانة بإصلاح الاجزاء التالفة بالشبكة التي تسببت في الشكوى الخاصة بالمستهلك، موضحا تواصل العمل في تحديث بيانات المناطق التي فيها شكاوى متكررة ودراسة اسبابها ووضع حلول جذرية لها، لضمان عدم حدوث اي عوائق تذكر. كسور طارئة وأشار المصدر، الى ان بعض الشكاوى تكون ناتجة عن انسداد في الشبكة الداخلية للمنزل او تعطل محابس الارتباط، او وجود مواقع عليها (مضخات وفلاتر ونظام ضخ داخلي)، او حدوث اي كسر طارئ بالشبكة التخديمية تزول معه الشكوى بعد اجراء عملية الاصلاح، لافتا الى وجود اسباب اخرى للانقطاع او الضعف، كإجراء اعمال ربط جديدة على الخطوط الرئيسية، او تركيب مضخات مباشرة بعد العداد، تتسبب في انخفاض الضغوط للمنازل المجاورة. وكشف المصدر، ان القطاع يعمل وفق منظومة مبرمجة وخطط استراتيجية تتبلور دراستها مع التطورات المختلفة لمعدل الاستهلاك، وذلك للتعامل مع فصول السنة المختلفة، ومنها اوقات ذروة الاستهلاك بفصل الصيف، مشيرا الى انجاز برامج اعمال الصيانة الروتينية لشبكة المياه العاملة لتأهبها لموسم الذروة بفصل الصيف الحالي، وتطوير وانشاء خزانات المياه للمحافظة على المخزون الاستراتيجي للدولة من المياه اثناء تلك الفترة من دون التأثير على المستهلكين، حيث انه آمن ولا يدعو الى القلق، بالاضافة الى دراسة معدلات الاستهلاك في الاوقات المماثلة، لوضع تصور بنسبة ارتفاع معدلات الاستهلاك في فصل الصيف، واخيرا دراسة تنفيذ مشاريع مستقبلية اخرى، من شأنها زيادة انتاج المياه لتتناسب مع معدلات النمو السكاني الملحوظ في الاونة الاخيرة. التناكر وعن أزمة التناكر المتكررة والطوابير امام محطات التعبئة، لفت المصدر، الى ان القطاع يعمل على تأمين وصول المياه لمحطات التعبئة على مدار الساعة، بالإضافة الى أعمال الصيانة لمصبات التعبئة واصلاح التسربات داخل المحطة، مبينا ان المياه متوافرة بجميع محطات التعبئة، إلا أنها تضعف في أوقات الذروة وأثناء اعمال الصيانة الروتينية والاصلاحات الطارئة، موضحا ان تعبئة أي تنكر سعة 1000 غالون امبراطوري، تستغرق خمس دقائق فقط للتعبئة وهو وقت قياسي، إلا ان بعض المستخدمين لمحطات التعبئة يرغبون في تقليص فترة التعبئة الى أقل من ذلك، وهو ما يعد أمرا صعبا في الفترة الحالية. 15 ديناراً أشار المواطنون الى ان سعر تعبئة بعض الخزانات يصل احيانا الى 15 دينارا، في حين ان سعرها الحقيقي لا يتجاوز 5 دنانير، لافتين الى ان بعض اصحاب التناكر يتعذر بان الاسعار تكون نتيجة الضغط وزيادة الطلب على التناكر، بالاضافة الى الزحام الموجود في اكثر من محطة تعبئة. مشادات ومشاحنات لفت سائقو التناكر الى ان اكثر محطات تعبئة المياه، تكون مسرحا للمشادات والمشاحنات والمشاجرات بين سائقي التناكر والمواطنين، مشيرين الى ان اي شخص يتوافد للمحطة يرغب في خروج اي تنكر معه، من دون الالتفات الى المواعيد المسبقة لصاحب التنكر، مبينا ضرورة وجود حراس امن للحيلوية دون وقوع اي مشاكل فيها. انسداد الشبكة الداخلية أو كسور طارئة تسبب الانقطاع أكد مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء والماء ل القبس، استعداد قطاع تشغيل وصيانة المياه للتعامل مع كل شكاوى المواطنين، سواء من ضعف او انقطاع المياه خلال موسم الذروة، وذلك من خلال الاستجابة الفورية على مدار 24 ساعة لشكاوى المواطنين، وتوفير مراكز طوارئ المياه متفرقة تخدم جميع المناطق. شهر رمضان تخوف المواطنون من حدوث ازمة للمياه خلال شهر رمضان المقبل، الذي يبدأ اوائل شهر يوليو، مطالبين بضرورة وضع خطة لمواجهة زيادة الطلب المرتقبة على خدمتي الكهرباء والماء، لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاحمال الكهرومائية فيه.