في طفولتي، كان خطيب الجمعة يدعو : اللّهم انصر إخواننا في فلسطين ..! كبُرت، فأصبح خطيب الجمعة يدعو : اللّهم انصر إخواننا في فلسطين و أفغانستان ..! ثمّ كبُرت، فدعا خطيب الجمعة : اللهم انصر إخواننا في فلسطينوأفغانستان والشيشان ..! ثمّ كبُرت، فدعا خطيب الجمعة : اللّهم انصر إخواننا في فلسطينوأفغانستان والشّيشان والصّومال ..! كبُرت، فدعا خطيب الجُمعة : اللهم انصر إخواننا في فلسطينوأفغانستان والشّيشان والصّومال والعراق ..! ثم كبُرت، فدعا خطيب الجمعة اللّهم انصر إخواننا في فلسطينوأفغانستان والشّيشان والصومال والعراق ,وبورما واحقن دماء اخواننا في سوريا ومصر ..!
اليوم يدعو خطيب الجمعة : اللهم انصر إخواننا في فلسطينوأفغانستان والشّيشان والصّومال والعراق وبورما واحقن دماء اخواننا في سوريا ومصر واليمن ..! وعندما كبرت أكثر، صار الخطيب يقول (( اللهم انصر الاسلام واحقن دماء المسلمين في كل مكان )) ..!
فماذا بقي من أمّةٍ ذهب شامُها ويمنها وعراقُها وقُدسُها وانشغل اهلها بقتل بعضهم البعض ؟! لا حول لنا ولا قوة إلا بالله ....يارب اكشف الغمة عن هذه الامة. عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم . . واعتقدوا بأنه لايوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن ..!
خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات ! وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه . .! بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب. لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس . . ! فبناء الإنسان .. يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم ..
يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمه فهناك وسائل ثلاث هي: هدم الأسرة هدم التعليم سقط القدوات والمرجعيات *لكي تهدم الأسرة:عليك بتغييب دور (الأم) اجعلها تخجل من وصفها ب"ربة بيت" *ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.
*ولكي تسقط القدوات: عليك ب (العلماء) اطعن فيهم قلل من شأنهم، شكك فيهم حتى لايسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد. فإذا اختفت (الام الواعية) واختفى (المعلم المخلص) وسقطت (القدوة والمرجعية) فمن يربي النشئ على القيم؟