على صدر هذه الصحيفة نشرت مقال بعنوان (البرازيل ومأساة نهائي عام 1950) في العدد الصادر في تاريخ 13 يونيو 2014 وهذه المأساة تكررت من جديد مساء الثلاثاء 8 يوليو 2014 يعتبر يوم تاريخي شهد تكرار مأساة المنتخب البرازيلي لكرة القدم أمام جمهوره وعلى أرض ملعب ماراكانا هزيمة قاسية وهي الأولى في تاريخية حيث تلقى ضربة قاضية امام المنتخب الالماني بنتيجة 7 أهداف مقابل هدف وهو رقم من الصعب ان يتكرر وخاصة امام المنتخب البرازيلي وهي المرة الثانية التي يذوق فيها مرارة هزيمة تاريخية وكانت المرة الاولى الأولى في نهائي كاس العالم في البرازيل وفي نفس الملعب في عام 1950 امام الأوروجواي (الأوروغواي).
اما هذه المرة تعتبر سقوط مدوي اكثر فداحة سوف تغير نظرة ومفاهيم فنون لعبة كرة القدم لهذا المنتخب وخاصة عندما نذكر اسم البرازيل وأول ما يخطر في بال الجميع هو كرة القدم, اللعبة الشعبية الاولى حيث يتم ممارستها على رقصات وأنغام موسيقى السامبا في هذا البلد العملاق والذي يعيش فيه ما يقارب مائتي مليون نسمة والواقع في قارة امريكا الجنوبية ولا يوجد في القاموس الرياضي أبدية القمة الكروية العالمية لأي منتخب مهما كثرت حجم أرقامه القياسية ونتائجه وتاريخية في تحقيق الانتصارات على الصعيدين القاري والعالمي وتربعه على عرش تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم ولكل بداية نهائية ومن النهاية يتم استخلاص الدروس والعبر.
في عام 1950 تمكن المنتخب البرازيلي من الوصول الى المباراة النهائية اما هذه المرة اي عام 2014فقد أخفق هذا المنتخب من الوصول الى اللقاء النهائي وتحطم أمام صخرة الالة الالمانية ومعها تبخرت آماله وخلفة الملايين من مشجعيه في داخل البرازيل وخارجها وعبر شاشات التلفاز شاهدنا لحظات الحزن العميقة في وجوة الجماهير الرياضية المتحمسة ومعها انطفئت شمعة مضيئة في تاريخ كرة القدم البرازيلية في بطولات كاس العالم منذ انطلاقتها الاولى في عام 1930
وبعد مرور لحظات الحزن والانفعال المشحوم بالتحسر والغضب وتوجيه اللوم الى مدرب المنتخب البرازيلي واللاعبين وكل من ساهم في هذه الهزيمة المرة , بعدها تتضح ملامح التغيير التي ستتم يرافقها حملة تطهير وتنظيم بنية هذا المنتخب من القاعدة الى القمة وسوف تطال ضحايا كثر ولا يكفي بان يصرح مدرب المنتخب لويز فيليبي سكولاري بانة هو المسؤول الأول لهذه الهزيمة ,بل المسؤولية هي شاملة باعتبار كرة القدم البرازيلية تتمتع بسمعة طيبة وشهرة كبيرة والكل سيتحمل جزء من هذه الكارثة وفي نفس الوقت الكرة البرازيلية لديها القدرات والإمكانيات الكبيرة والمواهب الكروية والمبدعة لتستعيد مكانتها العالمية بعد نكسة السبعة الاهداف المحزنة في سجلها الرياضي وسوف تعود اكثر قوة وعزيمة بعد هذا الدرس.
الصحافة الرياضية العالمية أبرزت على صفحاتها وفي المواقع الالكترونية وبشكل واسع نتيجة اللقاء البرازيلي الألماني واعتبرته الحدث الأهم في تاريخ كرة القدم الحديثة والسبعة أهداف في شباك البرازيل غير طبيعية وعكس غياب لاعبيه على أرض ملعبة وكأنهم عميان والبعض منهم لم يصدق حجم وقساوة هذه النتيجة الى بعد انتهاء المباراة تجسدت ايضا بين الحزن العميق لرئيسة البرازيل ديلما روسيف والفرحة الكبيرة للمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ولكن هذه هي الجولة الأولى ستلحقها جولات اخرى بين المنتخبين مستقبلا.
الاتحاد البرازيلي سوف يتخذ إجراءات عاجلة وقائية تليها اجراءات صارمة ومدروسة من أجل رد الاعتبار لهذا المنتخب بصفة خاصة والكرة البرازيلية بصفة عامة بعد ان خيب آمال الملايين من البرازيليين وغير البرازيليين في عجزة على تحقيق البطولة السادسة.