أمرت الحكومة الألمانية بطرد مسؤول وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في برلين ردا على حالتي تجسس مزعومتين من جانب الولاياتالمتحدة. وقيل إن المسؤول تصرف كأنه عميل للاستخبارات الأمريكية في السفارة، بحسب ما قالت التقارير، في فضيحة أثارت غضب السياسيين الألمان.
وكان مسؤول بالاستخبارات الألمانية - يبلغ من العمر 31 عاما - قد قبض عليه الأسبوع الماضي للاشتباه بانخراطه في التجسس.
وقالت تقارير الأربعاء إن تحقيقا بدأ مع جندي ألماني.
وقال شتيفان سايبيرت، المتحدث باسم الحكومة إن "ممثل أجهزة الاستخبارات الأمريكية في سفارة الولاياتالمتحدة أبلغ بمغادرة ألمانيا".
وقال رئيس اللجنة البرلمانية التي تشرف على خدمات الاستخبارات الألمانية في البرلمان (بوندستاج) إن الإجراء اتخذ بسبب تجسس أمريكي على السياسيين الألمان، وفشل المسؤول في التعاون وتوفير الردود الكافية.
تمرير وثائق ولم تنف الولاياتالمتحدة الادعاءات بأن موظفا ألمانيا بوكالة الاستخبارات قبض عليه الأسبوع الماضي وأنه كان يمرر وثائق سرية إلى الوكالة الوطنية للاستخبارات.
غير أن التقارير الأخيرة التي تقول بأن جنديا من وزارة الدفاع كان أيضا يتجسس لصالح الولاياتالمتحدة تعد أكثر خطورة. ولكن لم يلق القبض عليه بعد، فقد بدأ البحث عنه الأربعاء في الوزارة وأماكن أخرى.
جدول زمني: فضائح التجسس الألمانية أكتوبر 2013: اتصلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالرئيس الأمريكي باراك أوباما عقب كشف تقارير بأن أمريكا ربما تجسست على هاتفها المحمول.
4 يوليه 2014: قيل إن أمريكيا يشتبه بتجسسه يعمل في وكالة الاستخبارات الألمانية قبض عليه.
9 يوليه 2014: ظهرت قضية أخرى عندما بدأ البحث في وزارة الدفاع.
10 يوليه 2014: أمرت الحكومة الألمانية بطرد مسؤول وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية.
وظلت الولاياتالمتحدةوألمانيا حليفين مقربين لعقود، غير أن العلاقة بينهما تضررت العام الماضي عندما اتضح أن وكالة الاستخبارات الوطنية كانت تراقب هاتف المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، المحمول.
وقد رفض مسؤول في البيت الأبيض اتصلت به بي بي سي التعليق على الأمر، لكنه قال إن العلاقات الأمنية والاستخباراتية مع ألمانيا مهمة للجانبين.
وأضاف "من الضروري أن يستمر التعاون في جميع المجالات، وسنواصل الاتصال مع الحكومة الألمانية عبر القنوات المناسبة".
"هدر للطاقة" وقالت ميركل الخميس إن التجسس على الحلفاء "هدر للطاقة".
"لدينا مشكلات كثيرة جدا، ويجب أن نركز على الأمور المهمة"، بحسب ما قالته في مؤتمر صحفي خلال زيارة رئيس الوزراء المولديفي إيوري لينكا.
ويقول مراسل بي بي سي ستيفين إيفانز في برلين إن ميركل حاولت الحفاظ على التوازن بين التنديد بأعمال الولاياتالمتحدة، والحفاظ على العلاقات الودية في نفس الوقت. غير أن كل كشف جديد - كما يقول - يجعل تحقيق هذا التوازن أصعب.
وقيل إن مسؤول الاستخبارات الألماني الذي قبض عليه الأسبوع الماضي كان يحاول جمع تفاصيل عن اللجنة الألمانية البرلمانية التي تحقق في فضيحة تجسس وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية.