قد لا تتمكن حملة شعبية يقودها نشطاء محليون من مدينة عدن من إسقاط حاكم المدينة المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي تواجه إدارته اتهامات بالفساد وسوء الإدارة لكن هذه الحملة يمكن لها ان تمثل معيارا لمدى حالة الاستياء الشعبية التي يواج بها الأهالى "إدارة حكومة وحيد رشيد". اوائل شهر يوليو من العام 2014 أعلن نشطاء محليون من مدينة عدن عن إطلاق حملة شعبية مناهضة لحكم "وحيد علي رشيد" أطلقوا عليها مسمى الحملة الوطنية لإقالة وحيد رشيد .
تمكنت هذه الحملة وخلال أيام فقط من انتزاع متابعة واعجاب عشرات الآلاف من أهالي المدينة الذين باتوا يرون ان وضعها على جميع المستويات يتجه نحو المزيد من الانهيار في كافة الخدمات .
يحكم "رشيد" مدينة عدن منذ العام 2012 وتولى مقاليد الحكم في ظروف صعبة ومعقدة للغاية وذلك عقب انتفاضة شعبية تحولت إلى أعمال عنف وتخريب وقطع طرقات في العام 2011 . دأب رشيد على القول بأنه تولى حكم المدينة في ظروف معقدة لكنه في ذات الوقت يؤكد بأنه قدم الكثير للمدينة .
على خلاف ذلك يتفق الغالبية العظمى من أهالي المدينة ان "رشيد" بات يمثل توجه حزبه السياسي وهو حزب التجمع اليمني للإصلاح في مواجهة عامة الناس الأمر الذي يرون انه انتج فشل إدارة على جميع الاصعدة .
يعكس التجاوب الشعبي الكبير مع هذه الحملة المناوئة لرشيد حالة الاحباط التي باتت تسكن الناس في مواجهة إدارة وحيد علي رشيد . بعد أيام من إطلاق الحملة المناوئة لوحيد رشيد التحقت شخصيات كثيرة بينها بينها مسئولون حكوميون وشعراء وصحفيون وكتاب وقيادات احزاب ومثل جميع هذا الخليط تأكيدا على ان هنالك اجماع شعبي ان الإدارة الحالية لمدينة عدن ليست "جيدة".
يرى كثير من الناس ان مدينة عدن تعيش ظروف غاية في السوء على جميع المستويات حيث لاتزال انقطاعات الكهرباء مستمرة وتتدهور خدمات الطرقات والاتصال ولايسجل الأمن إي حضور منذ انعدامه في العام 2011 .
قد لا تتمكن هذه الحملة الشعبية من الإطاحة بحكم رشيد في مدينة عدن لأسباب كثيرة بينها ان توليه منصبه كحاكم للمدينة جاء وفق تسوية سياسية بين أطراف سياسية متصارعة في صنعاء هي حزبي المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح .
تتزامن هذه الحملة مع خسائر فادحة تعرضت لها جماعة الإخوان المسلمين في الشمال وتحديدا في عمران ، لذا فان إي تحرك رئاسي لإقصاء حزب الإصلاح من حكم مدينة عدن خلال الفترة الحالية قد يكون مستبعدا وغير ممكنا .
يمكن لهذه الحملة الشعبية ان تعكس مدى حالة الاحباط التي تسكن الناس في مدينة عدن حيث بات الناس يطالبون بان يتولى مقاليد حكمها شخصية توافقية لاصلة لها بالاحزاب .
في حال ما إذا تمكنت هذه الحملة الشعبية من حشد الكثير من الناس الرافضين لحكم رشيد لمدينة عدن فإنها ربما تكون أول عملية استفتاء شعبية في مواجهة حكم "حزب الإصلاح" لمدينة عدن .