غادر قطار يحمل جثامين ضحايا الطائرة الماليزية التي تحطمت شرقي أوكرانيا إلى مدينة خاركييف الواقعة خارج المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون. ويأتي نقل جثامين الرحلة (ام اتش 17) عقب ضغوط دولية على الانفصاليين الموالين لروسيا وسط اتهامات بإسقاط الطائرة.
وسلم الانفصاليون الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة إلي خبراء ماليزيين.
وتحطمت الطائرة وهي من طراز بوينغ 777 يوم الخميس الماضي ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها والبالغ عددهم 298 شخصا.
وسقطت الطائرة في منطقة خاضعة لسيطرة المتمردين الأوكرانيين بالقرب من قرية غاربوف.
ومعظم الضحايا كانوا هولنديين، وستنقل الجثامين جوا من خلال مركز تنسيق في خاركييف إلى هولندا للتعرف على هوية أصحابها.
وأكدت الحكومة الأوكرانية أنها ستبذل "قصارى جهدها" لإرسال جثامين الضحايا إلى هولندا الثلاثاء.
وكان هناك قلق دولي من عدم غلاق موقع تحطم الطائرة بشكل جيد، وهو ما يهدد بفقدان أدلة قيمة.
وتقول دول غربية إن هناك أدلة متزايدة على أن الطائرة الماليزية أصيبت بصاروخ أطلقه المتمردون كانوا قد حصلوا عليه من روسيا، في حين أنحت روسيا باللائمة في الحادث على السلطات الأوكرانية.
أدلة يؤمل أن يقدم الصندوقان الأسودان معلومات بشأن ما جرى خلال رحلة الطائرة حتى سقوطها
وسلم ألكسندر بورداي، القيادي البارز لدى مؤيدي انفصال شرق أوكرانيا، في وقت متأخر من الاثنين أجهزة تسجيل الرحلة أو ما يعرف "بالصندوق الأسود" إلى مسؤولين ماليزيين في اجتماع بمدينة دونيتسك.
ويؤمل بأن تقدم أجهزة التسجيل، التي وصفت بأنها في حالة جيدة، أدلة مهمة بشأن ما حدث للطائرة.
وجاء تسليم "الصندوقين الأسودين" ونقل جثامين الضحايا عقب محادثات جرت بين بورداي ورئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق، حسبما أعلن رزاق في بيان له.
وقال "خلال الأيام الأخيرة، كانت هناك أوقات أردت بأن أعبر بشكل أقوى عن الغضب والحزن العميق الذي يشعر به الشعب الماليزي وأشعر به أنا".
وأضاف "لكن أحيانا، يجب علينا العمل في هدوء بهدف تحقيق نتائج أفضل".
عقوبات ويلتقي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لدراسة فرض المزيد من العقوبات على روسيا بسبب دعمها المزعوم للمتمردين في شرق أوكرانيا، والذي تنفيه موسكو أحيانا.
ويعتقد أن اجتماع بروكسل على الأرجح سيناقش توسيع قائمة المسؤولين الروس الذين ستستهدفهم عقوبات، لكن الاتحاد الأوروبي نأى بنفسه حتى الآن عن استهداف قطاعات كاملة للاقتصاد الروسي.
وفرض كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على روسيا عقب ضمها لجزيرة القرم واندلاع الاشتباكات في شرقي أوكرانيا.
صورة جديدة التقطت بالأقمار الصناعية تظهر موقع تحطم الطائرة وسط قرية غاربوف شرق أوكرانيا
وأصدرت الأممالمتحدة قرارا، باقتراح من أستراليا، يطالب بتحقيق "دولي وشامل ومستقل" في حادث إسقاط الطائرة الماليزية في 17 يوليو/تموز.
كما طالبت "بإدانة المسؤول عن الحادث، وأن تتكاتف كل الدول لإعلان هذه المسؤولية".
وصوت كل أعضاء مجلس الأمن، بما فيهم روسيا، لصالح القرار.
وكانت هناك حالة من الغضب الدولي بخصوص طريقة تعامل المتمردين مع الحادث، إذ تركوا جثث الضحايا في العراء في حرارة الصيف، وسمحوا بدخول متطوعين غير مدربين لتمشيط موقع الحادث.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن هناك أدلة قوية على أن الانفصاليين الموالين لروسيا هم من أسقطوا الطائرة الماليزية بنظام سلاح مضاد للطائرات يعرف باسم "باك".
في حين جددت روسيا الاثنين نفيها لهذه الاتهامات وتزويد المتمردين بهذا السلاح "أو أي نوع آخر من الأسلحة".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرة حربية أوكرانية حلقت فوق نفس الموقع قبيل سقوط الطائرة الماليزية، لكن أوكرانيا نفت هذه الادعاءات.