اتهمت الحكومة الأوكرانية الانفصاليين شرقي أوكرانيا بمحاولة طمس الأدلة بوقوع "جريمة دولية" في موقع تحطم الطائرة الماليزية. وقالت الحكومة إن المتمردين "الذين تقودهم روسيا" يمنعون المراقبين الدوليين من بدء التحقيق، موضحة أن فريق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا منع لليوم الثاني على التوالي منن الوصول إلى موقع الحادث من طرف رجال مدججين بالسلاح. ومن المعتقد أن الطائرة الماليزية في الرحلة رقم MH17 أسقطها صاروخ أرض جو أطلق من المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون شرقي أوكرانيا. وأدى الحادث الى مقتل جميع ركاب الطائرة وطاقمها وعددهم 298 شخصا. وتبادلت الحكومة الأوكرانية والانفصاليين التهم بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة الماليزية. وكانت الطائرة في رحلة من العاصمة الهولندية امستردام الى العاصمة الماليزية كوالا لامبور، وسقطت بين منطقتي كراسني لش في لوهانسك وشاختارسك في منطقة دونتسك المجاورة. وتشير آخر الاحصاءات الصادرة عن خطوط الطيران الماليزية الى أن الطائرة كانت تقل 192 مسافرا حاملين الجنسية الهولندية (احدهم كان يحمل جنسية مزدوجة هولندية-أمريكية) و44 مسافرا ماليزيا (بما في ذلك طاقم الطائرة وعددهم 15) و27 مسافرا أستراليا، و12 إندونيسيا، وعشرة بريطانيين (أحدهم كان يحمل جنسية بريطانية-جنوب أفريقية) وأربعة ألمان وأربعة بلجيكيين، وثلاث فلبيين ومسافر واحد من كندا وآخر من نيوزيلندا. الضغط على روسيا واشتكت الحكومة الأوكرانية في بيان لها من أن من وصفتهم ب"الارهابيين" قد نقلوا 38 جثة الى مشرحة في مدينة دونتسك التي يسيطرون عليها. كما قالت إن المتمردين يحاولون نقل حطام الطائرة الى روسيا. واضافت الحكومة قائلة إن المجتمع الدولي لابد أن يمارس ضغوطا على روسيا لسحب من سمتهم "ارهابيها" والسماح للخبراء الاوكرانيين والدوليين بإجراء التحقيق. لكن روسيا ردت بالقول إن الغرب يشن حربا إعلامية على موسكو. وتحدى وزير الدفاع الروسي أوكرانيا أن تكشف عن تفاصيل ما كانت تقوم به مدفعيتها المضادة للطائرات وقت تحطم الطائرة. وقال متحدث باسم منظمة التعاون والأمن الأوروبية إن الدخول الى موقع تحطم الطائرة يسيطر عليه رجال مسلحون كان أحدهم يطلق النار في الهواء. ويتبادل المتمردون والحكومة الاتهام بإسقاط الطائرة. وقال مراسل بي بي سي الذي زار مكان تحطم الطائرة الماليزية، ريتشارد غالفين، إنه شاهد عمال إغاثة ينقلون جثث ركاب الطائرة لكن لم يتسن له التأكد من هوية هؤلاء الأشخاص هل هم موالون للانفصاليين أم للحكومة الأوكرانية. وقال وزير الخارجية الهولندي فرانز تيمرمانز الذي يزور أوكرانيا إنه يشعر بالصدمة من التقارير التي أفادت بنقل الجثث من مكان تحطم الطائرة. وأضاف الوزير الهولندي قائلا "بمجرد الحصول على الأدلة، لن نهدأ حتى نحاكم المذنبين: ليس فقط الذين ضغطوا على الزر وإنما أولئك الذين جعلوا ذلك ممكنا". وحض وزير الخارجية الروسي، سيرغي لابروف، السبت طرف النزاع في أوكرانيا على "بذل قصارى الجهود من أجل وصول الخبراء الدوليين إلى مكان تحطم الطائرة". غموض ولا يزال الغموض يكتنف مسألة ما إن كانت الصناديق السوداء للطائرة قد عثر عليها. وكانت مزاعم أشارت في وقت سابق إلى أن الصناديق السوداء للطائرة قد رصدت وأن أحدها أرسل إلى روسيا لكن أحد قادة الانفصاليين قال إنها لم يعثر عليها. وكانت الحكومة الأوكرانية وصفت إسقاط الطائرة بأنه "عمل من أعمال الإرهاب"، وسمحت بالاطلاع على تسجيل صوتي قالت إنه عبارة عن مكالمة هاتفية تثبت أن الطائرة قد أسقطها الانفصاليون. وأضاف مسؤولون أوكرانيون أن بحوزتهم أدلة على أن عسكريين روس شغلوا نظاما صاروخيا يعتقد أنه استخدم لإسقاط الطائرة. لكن الانفصاليين الموالين لروسيا يزعمون أن طائرة تابعة لسلاح الجو الأوكراني هي التي أسقطت الطائرة الماليزية.