بدأت المفاوضات غير المباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في العاصمة المصرية القاهرة من أجل التوصل لاتفاق حول شروط التهدئة في قطاع غزة. وقد وصل الوفدأن إلى القاهرة بعد إعلان هدنة مؤقتة مدتها 72 ساعة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة استمرت أربعة أسابيع وأودت بحياة حوالي 1900 شخص معظمهم من المدنيين الفلسطينيين. ويقوم وسطاء مصريون بالوساطة في المفاوضات. وتدخل الهدنة المؤقتة المتفق عليها بين الطرفين يومها الثاني. وقد حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الطرفين على استغلال وقف إطلاق النار للانطلاق إلى مفاوضات شاملة. وقال كيري في مقابلة مع بي بي سي إن الوضع قد يجعل الطرفين يفكران بالحاجة للتفاوض على حل الدولتين. مطالب ويضم الوفد الفلسطيني مفاوضين من حماس والجهاد الإسلامي والسلطة الفلسطينية، ولم تعلن أسماء أعضاء الوفد الإسرائيلي. ومن أهم المطالب الفلسطينية رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وتمويل دولي لإعادة إعمار غزة. وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف إن ما تركز عليه إسرائيل الآن هو نزع السلاح من غزة من أجل ضمان حالة هدوء طويلة الأمد، لكن عزت الرشق أحد المسؤولين في حماس قال "سننزع روح من يحاول نزع سلاح المقاومة". عودة إلى الركام وبدأت الهدنة التي تستمر لمدة 72 ساعة في الثامنة من صباح الإثنين بالتوقيت المحلي. الإسرائيليون المقيمون قرب الحدود يتساءلون إن كانت العملية العسكرية حققت الأهداف وقد انسحبت القوات الإسرائيلية إلى خارج حدود غزة، وبدأ بعض السكان بالعودة إلى منازلهم، وقال جون دونيسون مراسل بي بي سي في غزة إن الكثيرين منهم لم يجدوا سوى الركام. والتقى مراسلنا عائلة الزعنون في بيت حانون القريبة من الحدود مع إسرائيل والتي عانت الدمار الأكبر جراء القصف الإسرائيلي. بيت العائلة دمر للمرة الثالثة، لكن العائلة تصر على بنائه للمرة الرابعة، كما قال الجد البالغ من العمؤر 80 عاما، وتساءل قائلا "وهل معنا خيار؟". وقد عاصر أحد الأحفاد واسمه محمود أربعة حروب منذ ولادته قبل 14 عاما. أهداف ولم يقتنع بعض الإسرائيليين الذين يقطنون قريبا من الحدود أن الجيش الإسرائيلي أنجزمهمة هدم الأنفاق التي يستخدمها مسلحون للتسلل عبر الحدود. وقالت ليا وسافي التي تقطن كيبوتس نير عام "من يستطيع أن يضمن لي أن الأنفاق دمرت ؟ أنا غاضبة لأنهم لم يكملوا المهمة". وكانت إسرائيل أعلنت أن هدف العملية تدمير الأنفاق، لكن الجانب الفلسطيني يقول إن هذه ذريعة أعلنت في وقت لاحق وأن إسرائيل شنت العملية من أجل ضرب حكومة الوحدة الوطنية التي تشارك فيها حماس.