في التاسع من اكتوبر لعام 1996 كتب أحدهم معلقاً في مجلة الإيكونوميست البريطانية عن اختراع الهاتف الجوال قائلاً: “إنه أداة مدهشة للتحرر الشخصي، لقد أصبح بمقدور الشخص أن يدير أعماله وأنشطته بصورة أكثر كفاءه، وبإمكان الجميع أن يظلوا على اتصال دائم معه، إن الهاتف الجوال يمثل حدثاً مثيراً في عالم التواصل البشري، سوف يغير حياة الملايين من الناس، إنه المستقبل”. تبسمت كثيراً وأنا أقع على هذا الخبر مصادفة في أحد كتب علم الاجتماع، التي ترصد التغيرات في الظواهر الاجتماعية، وتأثير دخول التقنية عليها، تبسمت حين تذكرت مقولة لأحد نجوم تويتر السعوديين وهو يقول: “إن تويتر هو المستقبل”. تعجبت أيضاً وأنا أجد الباحث يعلق على حدث اختراع الهاتف الجوال، ناقلاً مخاوف بعض الناس من هذا الجهاز (الثورة)، قائلاً :”إن الهاتف الجوال على الصعيد الشخصي يمثل انتقاصاً واقتحاماً للحياة الخاصة للأفراد، إذ أنها تيسر الوصول لهم في أي لحظة، وعلى الصعيد العام فإن أصوات الهواتف الجوالة قد تكون مصدراً للضيق والازعاج في الأماكن العامة كالمؤسسات والمطاعم ووسائل النقل وأماكن العبادة”. يبدو أن ردة العفل الإنسانية تجاه أي منتج أو مخترع يقتحم حياتها متشابهة جداً، نحن نندهش، نندفع، ننجرف، وآخرون يتحفظون ويقلقون ويترقبون، وآخرون يصرخون بصوت عال: “المستقبل ها هنا”، ثم ننسى ولا نجد أي غضاضة في تكرار ردة الفعل ذاتها بعد سنين، حين يقتحم حياتنا اختراع آخر. بطبيعة الحال لم يكن اختراع الهاتف الجوال حدثاً اعتياداً، ولم يكن حدثاً بعيداً حتى لا نتذكر وقع تأثيره على حياتنا، يكفي فقط للمرء أن يتساءل بغرابة: كيف كانت تسير أمور حياته، ومهامه قبل اختراع الهاتف الجوال؟ ولكن على الرغم من ذلك يغيب عنا أن الهاتف الجوال لم يولد من فراغ كما يقال، فقد كان نتيجة لتطور تدريجي طبيعي في عالم الاتصال والهواتف الأرضية. الحمام.. مضمون الوصول والأهم أنه لا يثرثر! الحمام.. مضمون الوصول والأهم أنه لا يثرثر! أتذكر دوماً هذه المعطيات كلما أشاهد ورشة في مؤتمر، أو ندوة أو مقالة تحلل مستقبلنا من خلال واقع الإعلام الجديد، وتتحدث عن الثورة التي أحدثتها هذه الوسائل تويتر منها على وجه التحديد في واقعنا الاجتماعي والسياسي، وتزداد الإثارة الدرامية والتشويق أكثر حين يتم تفسير أحداث سياسية كبرى، وتغيرات دولية من خلالها، وكأننا كنا في السابق صماً بكماً نعيش في كانتونات مغلقة، فجأة اقتحم حياتنا الإعلام الجديد، وغيرها بعنف! وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تويتر، فيسبوك، يوتيوب على جلالة قدرها واحترامي لها، إلا أنه لا يمكن اعتبارها هي المستقبل، لأن هذا يعني الحكم على العقل البشري بالموت والجمود، والتغافل عن الأرضية التقنية الممهدة التي أوصلتنا لهذه المرحلة، وسوف توصلنا إلى قفزات هائلة أخرى لم نتوقعها، ثم نضحك كثيراً على أنفسنا حين قلنا بأن “تويتر هو المستقبل”. المستقبل كلنا يراه من خلال مجاله وتخصصه، فالإعلامي والصحافي والمختص في شؤون التواصل الاجتماعي، سيرى في تويتر ثورة ومستقبلاً، لكن الطبيب والباحث في مختبره سيرى في مصل أو عقار معين مستقبلاً وثورة، والمهندس الكيميائي والباحث البيولوجي سيرى المستقبل والثورة في مصدر جديد من مصادر الطاقة، كل هؤلاء الثلاثة ربما يجهلون أو لايحفلون كثيراً بمستقبل البشرية من منظور الآخر. * مقولة غير موثقة: (إن الحمام الزاجل هو طريق المستقبل).. أحدهم معلقاً بعد اكتشاف استخدام الحمام الزاجل في إيصال الرسائل وتسلمها. في التاسع من اكتوبر لعام 1996 كتب أحدهم معلقاً في مجلة الإيكونوميست البريطانية عن اختراع الهاتف الجوال قائلاً: “إنه أداة مدهشة للتحرر الشخصي، لقد أصبح بمقدور الشخص أن يدير أعماله وأنشطته بصورة أكثر كفاءه، وبإمكان الجميع أن يظلوا على اتصال دائم معه، إن الهاتف الجوال يمثل حدثاً مثيراً في عالم التواصل البشري، سوف يغير حياة الملايين من الناس، إنه المستقبل”. تبسمت كثيراً وأنا أقع على هذا الخبر مصادفة في أحد كتب علم الاجتماع، التي ترصد التغيرات في الظواهر الاجتماعية، وتأثير دخول التقنية عليها، تبسمت حين تذكرت مقولة لأحد نجوم تويتر السعوديين وهو يقول: “إن تويتر هو المستقبل”. تعجبت أيضاً وأنا أجد الباحث يعلق على حدث اختراع الهاتف الجوال، ناقلاً مخاوف بعض الناس من هذا الجهاز (الثورة)، قائلاً :”إن الهاتف الجوال على الصعيد الشخصي يمثل انتقاصاً واقتحاماً للحياة الخاصة للأفراد، إذ أنها تيسر الوصول لهم في أي لحظة، وعلى الصعيد العام فإن أصوات الهواتف الجوالة قد تكون مصدراً للضيق والازعاج في الأماكن العامة كالمؤسسات والمطاعم ووسائل النقل وأماكن العبادة”.يبدو أن ردة العفل الإنسانية تجاه أي منتج أو مخترع يقتحم حياتها متشابهة جداً، نحن نندهش، نندفع، ننجرف، وآخرون يتحفظون ويقلقون ويترقبون، وآخرون يصرخون بصوت عال: “المستقبل ها هنا”، ثم ننسى ولا نجد أي غضاضة في تكرار ردة الفعل ذاتها بعد سنين، حين يقتحم حياتنا اختراع آخر. بطبيعة الحال لم يكن اختراع الهاتف الجوال حدثاً اعتياداً، ولم يكن حدثاً بعيداً حتى لا نتذكر وقع تأثيره على حياتنا، يكفي فقط للمرء أن يتساءل بغرابة: كيف كانت تسير أمور حياته، ومهامه قبل اختراع الهاتف الجوال؟ ولكن على الرغم من ذلك يغيب عنا أن الهاتف الجوال لم يولد من فراغ كما يقال، فقد كان نتيجة لتطور تدريجي طبيعي في عالم الاتصال والهواتف الأرضية.الحمام.. مضمون الوصول والأهم أنه لا يثرثر! أتذكر دوماً هذه المعطيات كلما أشاهد ورشة في مؤتمر، أو ندوة أو مقالة تحلل مستقبلنا من خلال واقع الإعلام الجديد، وتتحدث عن الثورة التي أحدثتها هذه الوسائل تويتر منها على وجه التحديد في واقعنا الاجتماعي والسياسي، وتزداد الإثارة الدرامية والتشويق أكثر حين يتم تفسير أحداث سياسية كبرى، وتغيرات دولية من خلالها، وكأننا كنا في السابق صماً بكماً نعيش في كانتونات مغلقة، فجأة اقتحم حياتنا الإعلام الجديد، وغيرها بعنف! وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تويتر، فيسبوك، يوتيوب على جلالة قدرها واحترامي لها، إلا أنه لا يمكن اعتبارها هي المستقبل، لأن هذا يعني الحكم على العقل البشري بالموت والجمود، والتغافل عن الأرضية التقنية الممهدة التي أوصلتنا لهذه المرحلة، وسوف توصلنا إلى قفزات هائلة أخرى لم نتوقعها، ثم نضحك كثيراً على أنفسنا حين قلنا بأن “تويتر هو المستقبل”. المستقبل كلنا يراه من خلال مجاله وتخصصه، فالإعلامي والصحافي والمختص في شؤون التواصل الاجتماعي، سيرى في تويتر ثورة ومستقبلاً، لكن الطبيب والباحث في مختبره سيرى في مصل أو عقار معين مستقبلاً وثورة، والمهندس الكيميائي والباحث البيولوجي سيرى المستقبل والثورة في مصدر جديد من مصادر الطاقة، كل هؤلاء الثلاثة ربما يجهلون أو لايحفلون كثيراً بمستقبل البشرية من منظور الآخر. * مقولة غير موثقة:(إن الحمام الزاجل هو طريق المستقبل).. أحدهم معلقاً بعد اكتشاف استخدام الحمام الزاجل في إيصال الرسائل وتسلمها. * من عبدالله الرشيد