كان عوض شاعراً ينتقد السلطة في الجنوب باسم مستعار (عوض) وكان يكتب قصائده باللغة العربية وأحياناً باللغة الإنجليزية، وإلى الآن لا يعرف عن عوض هذا أي شيء على الاطلاق ومن يكون هذا الشخص وهل مازال على قيد الحياة أو قد مات في أحداث 13 يناير لعام 1986م بحيث انقطعت اخباره واشعاره بعد الأحداث. ومن يقرأ شعره الغاضب على السلطة في الجنوب يرى أن الشاعر والمثقف عوض من العقول النيرة يسخر من القادة في الجنوب وسياستهم التي لا تروق له والتي يراها تصرفات هوجاء و يؤيدهم الشعب لتلك التصرفات ونرى في أحد قصائده ينتقد المجتمع وربما ينتقد نفسه في نفس الوقت عندما يخرجون جماعات في مسيرات يطالبون السلطة بأن يخفضوا من رواتبهم ويقول من سيصدق ذلك في هذا العالم، حيث يقول :
كان علينا الخروج في مسيرات ضخمة
لنهتف مطالبين بتخفيض رواتبنا!
من سيصدق ذلك في هذا العالم.
وكان علينا أن نهتف
بأن أفكار بعض القادة
الذين لا يجيدون كتابة أسمائهم
كانت نوراً وضياء تنير لنا ظلمات الرجعية.
من في العالم سيصدق أننا نفعل ذلك.(1)
موقف عوض يذكرني بما يحدث اليوم في ظل الإصطفاف الوطني الوهمي بحيث يخرج الناس مطالبين بإبقاء الأسعار والجرعات السعرية كما هي ومزيداً من التجويع والقهر والقمع والقتل في الجنوب، من سيصدق ذلك أن هؤلاء الذين نراهم اليوم في مسيرات كانوا بالأمس ثواراً ضد الرئيس السابق ونظامه، وكان هؤلاء الثوار يطالبون بتحسين وضعهم الأقتصادي والسياسي والاجتماعي ومطالبين من الرئيس أن يرحل. أما اليوم نرى عكس ذلك تماماً، بل نراهم مطالبين بالاستمرار في سياسة الحكومة في التجويع وقتل الإنسان في الجنوب محرضين القيادة والجيش بالاستمرار في ذلك، من سيصدق ذلك في هذا العالم كما يقول عوض؟ من سيصدق هذا الإصطفاف من أجل تجويع الناس واستمرار الوضع كما هو، من سيصدق أن العقلية هي نفس العقلية لم تتقدم والنظام بنفس العقلية السابقة والمصطفين كان الأولى بهم أن يتحرروا من الحزبية والمناطقية في زمن الألفية ولكن بكل أسف نقول أن هؤلاء لم تغيرهم الأحداث ولم تغيرهم الثورة التي قاموا بها على الرئيس السابق ولم تغيرهم الكتب التي ربما لم يقرؤها وأن قاداتهم الذين يحشدونهم في الشوارع والمنصات لا يعرفون القراءة ولا الكتابة وان عرفوها لم يقرؤ أي كتاب.
هؤلاء لن يقودوا اليمن إلا إلى خراب ونحن نحتاج إلا ألف عوض وعوض لنقد هذه العقول وهذا النظام الكريه العنصري.
هامش. 1-هذه الأبيات نشرت في مجلة دبي العدد 102 نوفمبر 2013 ترجمة د. شهاب غانم