لعبت التجمعات النسائية غير المشروعة دورًا أساسياً في انتقال الفكر الذي تصفه السعودية بكلمة "ضال" من ولاية قندهار جنوبأفغانستان إلى مكةالمكرمة، بفضل سيدتين، يمنية هربت مع زوجها السعودي إلى قندهار وحضرت دروسًا في منزل أسامة بن لادن بالذات، وسعودية تشبعت بهذا الفكر وهي تعمل في مؤسسة خيرية بباكستان. التقتا يومًا بثلاث سعوديات، بينهن الهاربة أروى بغدادي، وعقدن اجتماعات نسائية مع أسر الموقوفين أو القتلى من الفئة "الضالة"، يجمعن المال لدعم "القاعدة" بأفغانستانوالعراق. كما أن إحداهن أرسلت ابنيها إلى أفغانستان، وسعت لتزويج ابنتها القاصر من مقاتل أفغاني. رواية اليمنية ألقي القبض على هؤلاء النساء في الفترة الماضية بالسعودية، فاعترفت اليمنية بأنها لحقت بزوجها السعودي إلى أفغانستان، ودخلت برفقته مضافة تابعة للقاعدة في كويتا الباكستانية. هناك، سُحب منهما جوازا سفرهما، ونقلا إلى قندهار. اصطحبها زوجها، وهو موقوف في السعودية حاليًا، إلى منزل أسامة بن لادن في قندهار، فواظبت على حضور درس أسبوعي تقدمه زوجة بن لادن، تتناول فيه العقيدة والفقه ودروس القتال ودور القاعدة ودور المرأة في الدعاء للمقاتلين ومؤازرتهم. وكانت تتعلم اللغة العربية عند زوجة بن لادن الأخرى، وهي سعودية الجنسية. وتروي المتهمة اليمنية: "بعد الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001، توجهت مع مجموعة من النساء إلى قرية انجواي، ورحلنا في حافلات إلى الحدود الباكستانية ثم كويتا، ثم سافرنا إلى اليمن، بعد أن تسلمت جواز سفري من المضافة، وهناك قبض عليّ الأمن السياسي، وأوقفت شهرًا، ثم قمت بالتسلل عبر الحدود السعودية - اليمنية بواسطة شقيقي، والتقيت زوجي في جازان، وانتقلت معه إلى شقة بجوار الحرم المكي". وكانت هلال حديثها كله تكفّر الحكومة السعودية والأنظمة العربية التي تعطل فريضة الجهاد، وتتعامل مع الولاياتالمتحدة. في منزل أم صهيب رحلت اليمنية إلى اليمن بعد القبض على زوجها، ثم عادت إلى السعودية بتأشيرة حج مع والدتها وأشقائها. تعرفت على الهاربة السعودية أروى بغدادي، وذهبتا إلى منزل سيدة تدعى أم أسماء، حيث مكثت اليمنية 4 أشهر. كانت تجري في هذا الوقت مقابلات مع زميلاتها، ويتبادلن الأحاديث عن ذوي الموقوفين، وكلهن يحملن الفكر التكفيري ضد السعودية، وكانت تلتقي معهن المتهمة الثالثة أم صهيب، وحضرت في ما بعد المتهمة الأولى أم تركي وأم اليزن، وبدأن جمع التبرعات للمقاتلين، وإرسال البعض الآخر إلى أفغانستان. مكثت اليمنية في منزل أم صهيب 8 أشهر، فأنشأت لها بريدًا إلكترونيًا، وأخبرتها بأنها سافرت إلى باكستان أثناء الحرب مع السوفيات، ودرّست في مدرسة للأيتام بباكستان، ثم عادت إلى السعودية فأوقف زوجها في قضية أمنية، وكانت مطلوبة للجهات الأمنية، إلا أنها كانت تتخفى في المنازل. تجمعات نسوية أقرت المتهمة "أم اليزن" بأن ابنها المطلوب قد التحق بصفوف القاعدة في العراق في 2007، "وبعد 20 يومًا وردني اتصال من مجهول يفيدني بأنه قُتل في عملية انتحارية، وبعد عام واحد ارسلت ابني الآخر، والمطلوب أيضًا، للقتال في أفغانستان، فوردني اتصال بعد عامين يفيدني بأنه قتل في قصف أميركي". كما أفادت بأن ابنها كان يلتقي محمد عصام بغدادي، الذي قُتل في مواجهات أمنية بنقطة تفتيش المثلث في وادي الدواسر في العام 2010، وهو شقيق أروى الهاربة إلى اليمن. وطلب نجلها منها سيارة لتهريب القتيل بغدادي إلى جازان للخروج إلى العراق عبر اليمن، مرتديًا عباءة نسائية للتخفي عن أنظار رجال الأمن، فعرضت على ابنها مرافقتهما إلى جازان حتى لا يُكتشف أمرهما، فرفض. لم يستطع الخروج، فعاد إلى الرياض حيث قُبض عليه بعد مواجهات في وادي الدواسر. واعترفت أم اليزن بوجود تجمعات تضم زوجات الموقوفين بسجون المباحث في مكةالمكرمة، يحملن توجهات فكرية تؤيد الأعمال القتالية داخل السعودية وخارجها، تقوم عليهن أم صهيب، ومتهمة أخرى هي الرابعة، تقومان بإعطاء دروس في منزليهما، تحضرها زوجات الموقوفين في سجون المباحث العامة، ولأم صهيب طرقها لإرسال الشباب إلى أفغانستان. زوّجتك ابنتي أدينت أم اليزن بتواصلها عبر الهاتف والبريد الإلكتروني مع السعودي عبد المحسن الشارخ، المطلوب رقم 49 في قائمة ال85، الذي تبنى مجلس الأمن الدولي أخيرًا بالإجماع القرار الذي تقدمت به بريطانيا لإدراجه على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم القاعدة، وذلك حينما كان يتنقل بين إيرانوأفغانستان، قبل أن ينتقل إلى سوريا، وينضم لجبهة النصرة أميرًا على الساحل. أمر زوج أم صهيب، الموقوف في قضية أمنية، أبناءها وبناتها بترك الدراسة لأنها حرام، وتواصلت هي عبر الهاتف والبريد الإلكتروني مع أحد المقاتلين في أفغانستان ويدعى «جابر»، وطلب منها مبلغًا ماليًا، وقامت بتوفيره من الهاربة أروى بغدادي، حيث استعدت المتهمة لإرسال ابنتها (12 سنة) للسفر إلى أفغانستان للزواج من جابر. لكن المحاولة لم تنجح. مشاهدة النحر أقرت أروى بغدادي، التي هربت إلى اليمن مع شقيقها وزوجة شقيقها القتيل، وطفلها الرضيع، وأطفال قامت بتبنيهم، بانتهاجها فكر القاعدة، وبإن أم اليزن طلبت منها عرض الأفلام والمقاطع القتالية والعمليات العسكرية ومقاطع النحر على أطفال تبنتهم. وكانت ترى أن أسامة بن لادن ليس شيخاً للمجاهدين، بل أن عبد الله عزام يستحق هذا اللقب. تزوجت أروى من أحد الموقوفين، تعرف على شقيقها القتيل محمد قبل أن يطلق سراحه. وقامت بعد القبض عليها بسبّ ولعن المجندات في السجن وتوجيه ألفاظ غير أخلاقية إليهن، وحاولت الاعتداء بالضرب على إحدى المجندات، وإثارة الفوضى والإضراب عن الطعام، كما لعنت الدكتورة أثناء الكشف عليها، ورمتها بجهاز الضغط، وقذفت إحدى المجندات بالزنا. اعترفت أم صهيب بأنها تأثرت بالمجلات الدعوية وعزمت على الذهاب إلى أفغانستان، وبعد زواجها طلبت من زوجها الذهاب إلى باكستان، والتحقت بمؤسسة دار الأيتام، ومعها مجموعة من النساء المصريات والجزائريات اللواتي يحملن الفكر نفسه، وتعرفت على المتهمات الأربع ونساء أخريات، وجهّزت رجالًا للقتال في أفغانستان، وزودتهم بنحو 60 ألف ريال، وبربط أحدهم مع أفغاني يعمل في المدينةالمنورة. شيخ سلطة كفّرت المتهمة أم سليمان الدولة السعودية، واتهمت أفرادها وضباطها بالردة، وقدحت في أمانة مفتي عام المملكة العربية السعودية، ووصفته بأنه شيخ سلطة. ادعي عليها بالانتماء إلى تنظيم القاعدة وتأييدها الأعمال التي يقومون بها، وحيازتها مقاطع مرئية تحث على المشاركة في القتال، ودورات تدريبية في صناعة الأسلحة، والتشريك وعمل المتفجرات. هربت أم سليمان إلى الجوف، ومكثت هناك خفية 20 شهرًا. وكانت تجمع النساء في منزلها للحديث عن الجهاد بشكل عام، وجهاد تنظيم القاعدة، وتجمع الأموال لصالح مؤسسة خيرية، إلا أن المؤسسة أغلقت بأمر من السلطات الأمنية، وجرى إيقاف مديرها، فحولت الأموال إلى أفغانستان. اعتراف موقوف اعترف أحد الموقوفين السعوديين بوجود تجمعات نسائية في مكة لا تقل خطرًا عن تجمعات الشباب المتطرفين، بل هي أشد خطورة لسهولة تواصلهن بحجة الزيارات العائلية، إذ أصبح ارتباط النساء المتطرفات عن طريق النسب في ما بينهن غطاء لتنقلاتهن، مفيدًا بأن هؤلاء النساء يحرِّمن الالتحاق بالوظائف الحكومية والمدارس، وأن أنشطتهن بدأت تنتشر في منطقتي الجوف والقصيم. وقال الموقوف إن أهدافهن تتضمن التواصل مع أسر السجناء لاحتوائها، وتقديم المساعدات المالية لها، وإقامة محاضرات داخل الاستراحات لنشر الأفكار التكفيرية والجهادية المتطرفة، وجمع الأموال، وتزويج الشباب بهؤلاء النساء. وأكد الموقوف أن المتهمة أم سليمان بمثابة "الشيخ" عند النساء، وأم صهيب من أكثر النساء تطرفًا في المجموعة.