(لا إحساس لاشعور بالندم / قد رجعنا الى الخلف / وتركنا خط الدفاعات الأولى ليحتلها البغاة / واختبينا خلف خوفنا كالشياه / حين عادت جحافل ابا رغال الى الحياة).
في ظل هذه المعمعة والاحداث المتسارعة .... يختلط الحابل بالنابل ...ويضيع الحساب على بعض الأطراف ..وبدلا من توجيه سهامها الى عدوها الحقيقي .... يمكر بها عدوها فتوجه باستعجال او بنيه مبيته سهامها الى أطراف محايده او ليست عدوه او قد تكون صديقه. الحوثيين يؤكدوا مرارا ان اعدائهم هم أعداء الشمال والجنوب من النافذين. في عصابة 7/7/94م وكما يقولوا ان حربهم مع حزب الإصلاح وذراعه العسكري (القاعدة وأنصار الشريعة). لذا نجد ان 75% من أبناء الجنوب متعاطفين مع الحوثيين (مع العلم ان 90% من أبناء الجنوب من اهل السنة) ومن لم يتعاطف فبسبب البعد الطائفي الذي طغى على البعد السياسي والوطني وهذا ما نجحت فيه عصابة صنعاء وهي نسبه لا باس بها ولكنها تشكل خطر مستقبلي حين يتقرر مصير الجنوب كدوله مدنية.
أبناء الجنوب المتعاطفين مع الحوثيين بسبب ما عانوه من قهر وظلم وقتل ونهب ثروات واقصاء وتهميش ولازال من نفس قوى النفوذ التي الان تشكل الطرف الأول للازمه بنفس الوجوه القبلية والحزبية والعسكرية والدينية. هذا التعاطف قد ينقلب راسا على عقب في حاله واحده في هذه الاحداث وهي...ان يدير الحوثيين وانصارهم سهام حرابهم الى صدر الرئيس هادي بحجة انه راس النظام وهو المسئول عن القتلى من المعتصمين في الساحات مع علمهم مسبقا بالآتي من المسلمات:
1-الرئيس هادي او أي رئيس يحترم نفسه لن يسكت على اقتحام الوزارات ومؤسسات الدولة من أي طرف كان وتتحول الاعتصامات السلمية الى سيطرة على مؤسسات الدولة بالقوة.
2-الرئيس هادي جاء عبر مبادرة توافقية. وليست له الصلاحيات بإقالة او تغيير او استبدال الا بعد التشاور مع طرفي الازمه الذين فصلت عليهم المبادرة للحفاظ على وجودهم. فحتى تغيير قائد لواء لا يستطيع ولكنه من خلال اخلاصه وصدقه والتزامه في محاولة اخراج الشمال والجنوب من المأزق الذي وضعتهم فيها عصابة 7/7/94م واستفادته من وجود بعض القادة الشرفاء الى جانبه وحب الناس المتزايد يوما بعد يوم لأدائه الحكيم...ونتيجة لفشل طرفي الازمة استطاع ان ينتزع بعض الصلاحيات. وحين يحاول استبدال وزير فاشل باخر يتم تهديده بانه سيرحل ان هم رحلوا وتلغى أي اتفاقيات (المبادرة ومؤتمر الحوار برمتها وهو تهديد خطير وجدي).
3-معلوم ان من يحكم ويدير الأمور هو الإقليم والدول الكبرى في الشمال عبر ما شكلوه من نافذين وعصابات ومليشيات تتبعهم ولا سلطة لشعبنا منذ الانقلاب على الرئيس الحمدي ... وما تصريح أحد وزراء دولة مجاوره عندما قال نعرف صغائر الأمور في اليمن ولأتخفى علينا شيء.... وهذا معناه ان الرئيس هادي بين فكي كماشه ... ان يتعامل مع الحوثيين بحزم وهذا ما تريد قوى النفوذ تحميله كلما سقطت ضحايا ..لعزله شعبيا واسقاطه سياسيا. او ان يرفض التعامل بحزم مع سلوك الحوثيين واستفزازهم واقتحاماتهم لمؤسسات الدولة مما سيدفعهم الى تنفيذ تهديداتهم بتمكين ميليشياتهم المتطرفة للسيطرة على الجنوب. وهذا ما يفسر الرفض من قبلهم تنفيذ النقاط الخاصة بالجنوب ورفض تسليح وتشكيل لجان شعبيه لحماية أراضيه من قبل أبنائه واغتيال كوادره التي يروا فيها خطورة على وجودهم مستقبلا.
4-لن يغامر الرئيس هادي بالجنوب في ظل تهديد قوى النفوذ بتسليمه لميلشياتهم المتطرفة (في ظل حراك لا يعنينا) ... إذا تمادت عناصر الحوثيين في زعزعة الامن واقتحام المؤسسات ...واعتقد انه سيفضل ضرب وإخراج المقتحمين باي طريقه كحل أخير مدعوما بالشرعية الدولية.
و-من خلال هذه الصورة أعتقد ناصحا ..ان على الحوثيين وانصارهم ان يوجهوا سهامهم الى اعدائهم بعيدا عن الرئيس هادي ويفعلوا الاعتصامات السلمية في صنعاء ومراكز المدن بدون اقتحامات او استفزاز للرئيس هادي ..وكلما طال امد الاعتصامات كلما قصر عمر الحكومة واصبح مصيرها بيد الرئيس كمصدر قوه لموقفه وليس ضعف .او ستغرق السفينة بمن فيها .
(قراصنة سرق)
(استولى القراصنة على السفينة / وجمعوا الأموال والغنائم وبراميل العرق / وأعدموا البحارة والقبطان وقيدوا الركاب / واحتفلت في المساء قطعان الذئاب / وبنشوة النصر كالفرسان احتسوا الشراب / سكارى يفكرون بالغنيمة وداهمهم القلق / لا احد منهم يوما بالأخر وثق / فكلهم مجرمون قراصنة وكلهم سرق / وكشرت الانياب واظهرت طباعهم الذميمة / اختلف القطيع على الغنيمة وافترق / وانقسم فريقان وكلا يحد سكينه / واعتركا وكلا يدعى انه الاحق / ويتهم الاخر بانه غير مستحق / كلا يدعي العثور عليها اولا وله السبق / وكسرت الأشرعة وتعاركت الفرق / وأحدثوا في السفينه شرخا وشق / وأغرق البحر كل سطحها / واصبحت على صفحة الماء اخشابها / متناثرة والموج يزيد ارتجاجها / كالريح حين تلعب بالريش والورق / ضاعت السفينه ومات الكل بالغرق / اعوذ منهم برب الخلق والفلق)