يبدو أن أمنياتي تميد بي مرة أخرى ووجهي ينخفض. أعاود ارتشاف العلل المبادئ التي وفرتها في سنوات تتخضب بالرعب ثانية.
يبدو أن أوزان النار وقوافيها تضطرب في نوروزنا القادم، زلزال مختل يضرب المنطقة. الكلام الجميل يهاجر، والضحك يسترسل في الصمت.
يبدو أن الضوء يخرب بيته. ينبغي أن أخفي الظلال ثانية في مستودع العتمة. سنوات ولم أستطع.. أن أنظم ضجيجاً. دأب التقهقر لا يبرحني، وأنا لا أزال أدرب نفسي.. على الخسارة. سنوات ولم استطع.. أن أبلط شارعاً بالحنين أن أفتح محلاً للبطالة وأبدأ بوضع أبجدية للواردات. سنوات ولم أستطع.. أن أكتشف دواء للدردشة وأنعش سوق الثقة.
الأغنية الثانية
لو مضى الأمر هكذا .. سوف يصدأ الصمت. المشاكل تٌزهر. والظلام يتراكم. السهول والهضاب التي سقيتها لا تُحبل، فتعصر أحشاءها.
لو مضى الامر هكذا .. سوف يُضيع الجدول طريقه ينعطف ظمآنا نحو بيت وحيد لُيستجدي رشفة ماء. سوف تصاب الأشجار بالحمى وتتعرى، عاجزة عن أن تتقدم خطوة أخرى فتتكور في مكانها.
لو مضى الأمر هكذا ... سوف يكف الجبل عن التلصص، فيعجز عن أن يرفع هامته سوف يغفو برشقة مطر مقيتة. السهول تُقفر، خوفاً من نسمة.. تهب فزعة.
الاغنية الثالثة
ربما ينتابني النسيان ثانية.. فيأخذ التشرد بيدي في نزهة مساء على شاطئ الانهيار، ويٌحدثني عن أسباب.. عدم طبخ قدر رغباتنا مرة واحدة.
ربما يرتخي عصب السماء فلا تشع النجوم، والقمر يتهاوى. من أجل حفنة وميض يستجدي متنقلاً بين البيوت.
ربما تكبل الأنباء ويُرسل تبادل الزيارات الى المتاحف، سورة الطفولة تُمحى، الأناشيد والأغاني لا يرد ذكرها الا كتذكار.
الاغنية الرابعة
تُرى، هل يٌغير الزمن دثاره؟ هل يٌعدل ضوء الشمس قانونه؟ وتُقرأ الجذور؟ هل يصدر أمر للتأريخ ليقف على رجليه ويراقب مستقبله؟
تُرى، هل سيسأل البرق عنا؟ هل سيزور قبائل الكهوف؟ هل سيعدنا بغلق المداخل الحدودية للويلات، ويفتح لنا أبواب الصوت؟ هل سيٌلقننا درس صبر الرياح؟ وهدوء الامواج؟
ترى، هل يأتي يوم، نستطيع فيه أن نزيح الظلام؟ أن نكسو أحشاء الشك بالضوء؟ أن نحرر بلد التوافق واللاتوافق، من رطوبة القلق ومزج الأوبئة؟