سبع سنوات من مسيرة الحراك السلمي الجنوبي وعشرون عاما من الاحتلال الهمجي للجنوب لقد كانت انتفاضة الحراك الجنوبي في 2007م تتضمن مطالب حقوقية مشروعة يكفلها الدستور والقانون واتفاقية الوحدة الاندماجية الفورية السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والشعبية المتفق عليها مسبقا بين الدولتين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والكل هنا من السياسيين والمفكرين والأكاديميين والاقتصاديين وكل فئات الشعب في الجنوب وفي الشمال رقصوا وباركوا هذه الخطوة المباركة في تاريخ الشعب الجنوبي والشعب الشمالي التي كانت بمثابة حلم عظيم يتحقق ثم منحوا واعطوا الثقة الكاملة والشاملة للقيادات الجنوبية والشمالية التي دخلت التأريخ من اضيق فتحاته ان يديروا الدولة الموحدة من خلال امكانات الدولتين العسكرية والأمنية ودفن خلافات سنين وأعوام من التوترات والعداوات التي كانت قائمة ابان التشطير . طبعا هذا ما كان ظاهرا للعيان لكن ما كان تخفيه الصدور والعقول والقلوب باطنا هو الذي كان يدير الامور داخليا وخارجيا وكلا بحسب علاقاته السياسية وما تمليه عليه المصالح الخاصة والعامة في المنطقة مع الداخل او مع الخارج هنا وبعد فترة بسيطة لا تتعدى 4 سنوات عجاف اتضحت الامور وبرزت الازمة على السطح وتحول الفرح الى كابوس والعرس الى مآتم واشتدت الازمة ووصلت الى مواجهات حربية بين الطرفين وقسمت الشعب الذي توحد اختياريا وليس اجباريا الى شعبين مرة اخرى وفرزت وضعا جديدا مغايرا لتوجه الطرفين الجنوب اعلن فك ارتباطه من الوحدة من جانب واحد والشمال ظل يتمسك بالوحدة حتى يومنا لغرض ما في نفس يعقوب . هذا وسارت الامور في الاتجاه المعاكس وقامت الحرب في 1994م وهزم الجنوب امام الشمال الذي احتل الجنوب كاملا وفرض عليه سياسة كسر العظم ونهب ثرواته وحاول طمس هويته والقضاء على معالم تأريخه وشطبه من الخارطة جغرافيا وسياسيا وكرس اساليب القمع وصدار فتواي القتل في حق الجنوبيون والتنكيل بهم وعمل سريعا على الاستيلاء على كل مقدرات ومؤسسات الجنوب وسرقة اراضيه مع استمرارية سياسة القمع اليومي لأبناء الجنوب والعالم العربي والدولي يتفرج على هذا العبث المتعمد الذي يمارسه حكام صنعاء في الجنوب العربي بداية من السياسي والعسكري ونهاية بالقبيلي والمتطرف دينيا وفئويا وطائفيا . لكن ما اعاد العالم الى رشده ومراجعة حساباته السياسة خاصة فيما يتعلق بوضع احداث الربيع العربي التي وقع فيها دون ان يعمل حساب لمستجداتها وأحداثها ومتغيراتها والتي وصلت رياحها الى مشارف حدود المصالح الهامة في الجزيرة والخليج والجنوب الامر الذي فرض على الجميع من دول المنطقة والعالم معا وضع استثنائي ادى الى الاهتمام بالقضية الجنوبية وإعلان مواقف ايجابية حيالها ليس من باب الحب للجنوب او من اجل التعاطف معه ولكن وضعوا الجنوب ضمن الخارطة الجديدة المعدة للعالم العربي من حيث اولويات المصالح الاستراتيجية المشتركة في منطقتنا ولما للجنوب من موقع استراتيجي عالمي هام في المنطقة يحتوي على العديد من المسارات والاتجاهات ويتحكم في اهم ممرين في البحر العربي والبحر الاحمر وباب المندب ويشرف على القرن الافريقي ولما لديه من ثروة بشرية واعية ومثقفة اضافة الى وجود ثروات طبيعية هائلة من النفط والثروات الاخرى كالأسماك والزراعة وأهمها الذهب الابيض القطن والذهب الاحمر وغيرها من الثروات الاقتصادية والتجارية . ونحن هنا بصدد توضيح الاخطاء التي يرتكبها العالم بحق الشعب الجنوبي شعب صغير مثقف وواعي ويمتلك كثير من الموروث التاريخي والثقافي والأدبي ويحوز على احترام الجيران والعالم بالإضافة الى مجمل الثروات على ارضه ولديه القناعات والارادة السياسة والاستعداد التام ان يقدم للعالم برامج علاقات سياسية واقتصادية وتبادل تجاري راقي في التعامل يوثق سبل تعاون عسكري وامني على مستوى كبير من الندية وما يخدم مجالات المصالح المشتركة لكل طرف في اطار الاحترام المتبادل في ظل هذه الظروف المضطربة عسكريا وامنيا واقتصاديا وسياسيا برغم ان العالم يدرك جيدا بان لكل منطقة لها خصوصيتها والجنوب يتميز بخصوصية تستحق كل الاهتمام والرعاية اجتماعيا وثقافيا وسياسيا وعسكريا وامنيا لأنه يعتبر قفل للجزيرة والخليج وخط ملاحي هام لشرق اسيا بما فيها الصين والهند واليابان تلك الدول التي تحظى بمراكز تجارية عالمية وكثافة سكانية وثورة الكترونية حديثة . اذ ما هو مطلوب اليوم من العالم من موقف تجاه الجنوب وقضيته العادلة هل الاسراع الى مساعدته في الحصول على استقلاله وتمكينه من استعادة دولته وخروجه من دوامة الصراعات الشمالية وأي تراخي او تغافل او تقاعس سوف يجعل من الجنوب بؤرة حاضنة للإرهاب وما يدور في حضرموت وشبوة في الجنوب وما يدور في صنعاء مؤشر بداية لما هو موجود في العراق وسوريا وليبيا كذلك العالم مطالب اليوم وليس غدا العمل على رفع يد الوصاية والتفريخ للقيادات الجنوبية كانت هذه القيادات في الخارج او في الداخل ودعوتهم الى رص الصفوف في اتجاه وصوب المشاريع التي تخدم الجنوب وأهله وان تكون معول بناء وليس الة هدم والاستفادة مما يدور في الشمال من صراعات قد تؤدي الى انفجار للموقف ما سوف يؤدي الى حرب اهلية ستعطل كثير مشاريعكم الاستراتيجية في الجنوب كالنفط ومشتقاته ولا تجعلوا منهم ادوات ابتزاز وتعطيل للحلول . وكما تعودنا خلال السنين والأعوام الماضية نراهم كل ما ظهر ضوء في اخر النفق نجدهم يتسابقون لإطفائه والانقضاض عليه ارضاء لبعض الجهات التي لا يهمها ان يكون الجنوب في مصاف الدول المتحررة ومسيطر على سيادة اراضيه وثرواته الطبيعية وأمنه واستقراره وأوضاع شعبه المعيشية نقول لهم جميعا التأريخ لا يرحم المبتزين وأصحاب المواقف المترهلة واقتناص الفرص وان الشعب في الجنوب واعي لكل الفتاوى السياسية المخجلة وهو يراقب كل التحركات المشبوهة هذه الايام اخجلوا لشعبكم وتسامحوا بنية صادقة من اجل وطنكم الجنوب العربي المنهوب والمسلوب الارادة ونتمنى لكم التوفيق في لقاءاتكم واصطفافكم الميمون والخروج بهدف واحد ورأي موحد والله المستعان .