بعد فترة من الصمت حفاظاً عليها، وأمام عدم وجود رد فعل إيجابي من السلطات الإيرانية تحركت أسرة المواطنة البريطانية من أصل إيراني غونشيه قوامي من خلال حملة علنية للمطالبة بإطلاق سراحها. وكانت غونشيه قوامي (25 عاماً) اعتقلت من جانب السلطات الإيرانية بعد انتهاء مباراة في الكرة الطائرة في العاشر من شهر يونيو (حزيران) الماضي. وتقول أسرتها إنها لا تعلم إن كانت قد اعتقلت بناء على تهمة معينة أم لا. وذكرت بعض التقارير أنها معتقلة الآن في سجن إيفين السيء السمعة بالعاصمة طهران. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها على علم بالتقارير التي تحدثت عن اعتقال بريطانية في إيران وإنها "تتابع" حالتها. وأضافت الوزارة إن "قدرتها على مساعدة (المواطنين البريطانيين) الذين يواجهون صعوبات محدودة" في إيران، كما أن السلطات الإيرانية "من غير المرجح" أن تمنح بريطانيا تسهيلات قنصلية". احتجاجات وشهدت إيران آنذاك احتجاجا على منع النساء من حضور هذه المباريات. وقال أخوها، إيمان (28 عاماً) المقيم في لندن لبي بي سي وصحيفة (إنديبندانت) إنها "كانت موجودة هناك لمشاهدة المباراة ليس إلا". وأضاف إنها لم يسمح لها بالاتصال بمحاميها منذ اعتقالها كما أن أبويه لم يسمح لهما بزيارتها إلا بعد مرور خمسين يوما على اعتقالها. وتابع قائلا: "إنها بلا شك تتعرض لكابوس. الجميع يريدون أن ينتهي هذا الكابوس". ويشار إلى أن السلطات الإيرانية كانت أطلقت سراح قوامي وهي طالبة حقوق في كلية لندن للدراسات الشرقية، بعد اعتقالها لكنها عادت إلى المكان بعد مرور أيام قليلة لجمع أغراضها المتبقية هناك وآنذاك أعيد اعتقالها ووضعت في الحبس الانفرادي لبعض الوقت عند اعتقالها. وتقول منظمة العفو الدولية (أمنيستي) إن السلطات الإيرانية تفرض حظرا على حضور النساء مباريات كرة القدم وقد وسعت نطاق هذا القانون ليشمل الكرة الطائرة في عام 2012. وتضيف المنظمة قائلة إن الحظر لا يزال يثير جدلا في إيران، وقد تجدد هذا الجدل قبيل اعتقال البريطانية بقليل أي يوم 13 يونيو (حزيران) الماضي. وسمح آنذاك لنساء برازيليات بمشاهدة مباراة بين المنتخب الإيراني والمنتخب البرزايلي في إيران وتقديم الدعم المعنوي له لكن لم يسمح للنساء الإيرانيات بمشاهدة هذه المباراة في الملعب وتقديم الدعم للفريق الإيراني. وناشدت سوزان مشتاقيان (50 عاماً) وهي أم الطالبة السجينة السلطات البريطانية ضرورة العمل لإطلاق سراح ابنتها، ووجهت رسالة مفتوحة لابنتها على موقع (فيسبوك) عبرت فيها عن قلقها وقلق الأسرة على غيابها الطويل وأوضاعها في سجن إيفين سيء السمعة في طهران. مشاركة باحتجاج وتقول تقارير إنه كان القي القبض على الطالبة قوامي في 20 يونيو (حزيران) بعد مشاركتها في احتجاج سلمي ضد الحظر المفروض على النساء حضور مباريات الكرة الطائرة رابطة العالم في استاد أزادي في طهران. ولكن بعد عشرة أيام من أطلاق سراحها اعتقلت ثانية من قبل ضباط يرتدون ملابس مدنية وصلوا إلى منزلها واستولوا أيضا ملابسها وحاجياتها ومن بينها والكمبيوتر المحمول وأودعت سجن إيفين. وفي السجن احتجزت غونشيه قوامي في زنزانة انفرادية لمدة 41 يوما كما انها تعرضت لاستجواب مكثف من دون الحصول على محام وبدون أية تهمة رسمية، حيث كانت أودعت السجن رهن التحقيق بتهمة بث دعايات مضادة للدولة الإيرانية. وفي الختام، يشار إلى أن الكرة الطائرة هي واحدة من الألعاب الرياضية الأكثر شعبية في إيران ووصل فريق الرجال الوطني في نهائيات بطولة العالم في يوليو (تموز) الماضي. وقال متحدث باسم الاتحاد الدولي للكرة الطائرة، ان الاتحاد خاض بالفعل مناقشات مع السلطات حول كيفية التعامل مع من أنصار اللعبة ولكن من دون نتائج.