كشفت وثیقة نشرتھا وسائل إعلام یمنیة، الیوم الأحد، عن "صفقة سریة" بین رجل الدین المتشدد عبد المجید الزنداني ووكالة الإستخبارات الأمیركیة (سي آي ایھ)، یبدى الزنداني بموجبھا إستعداده للتعاون لقتل أفراد وقیادات القاعدة في الیمن مقابل شطب اسمھ من لائحة المطلوبین بتھم الإرهاب من قبل الأممالمتحدة. وأشارت الوثیقة التي نشرتھا وسائل إعلام محسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام في الیمن، والتي تحمل توقیع الزنداني وصادرة عن مكتبھ، الى إرتباطھ ب"صفقة سریة" مع دبلوماسیین أمیركیین وقیادات في وكالة المخابرات الأمیركیة، تقضي بتعاونھ مع الإستخبارات الأمیركیة وتقدیم معلومات عن خلایا وأفراد وقیادات في تنظیم القاعدة مقابل شطب اسمھ من قائمة الأممالمتحدة بشأن المتھمین بدعم الإرهاب، وهي القائمة التي أع ّدت عام 2004 عم ًلا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1267.
ووصفت الوثیقة بأنھا عبارة عن مذكرة رسمیة تحمل ترویستھا اسم "الزنداني" ومذیلة بتوقیعھ وختم مكتبھ، تقع في 7 صفحات، بالإضافة إلى نسخة مترجمة باللغة الإنجلیزیة في 4 صفحات، مرفوعة إلى "السیدة كیمبرلي بروست أمین المظالم في الأممالمتحدة".
وأظھرت المذكرة إستعطافًا غیر مألوف من الزنداني في تخاطبھ مع موظف في منظمة الأممالمتحدة التي ظل ھاجمھا طیلة السنوات الماضیة في محاضراتھ وتصریحاتھ ویصفھم ب"الصلیبیین".
ونفى الزنداني، وهو أحد أهم المطلوبین بتھم الإرهاب، حسب المذكرة المنسوبة إلیھ "أیة علاقة تربطھ بمؤسس تنظیم القاعدة الذي قتل في باكستان أسامة بن لادن أو حتى معرفتھ الشخصیة بھ".
وأوضح الزنداني في مذكرتھ المرفوعة للأمم المتحدة، أنھ لم یكن لھ "صلة مباشرة مع أسامة بن لادن"، وقال إنھ كان یلقي بعض الدروس في المساجد والمؤسسات التعلیمیة لمن سماهم "عامة الناس والطلاب" حینما كان مقیمًا في السعودیة، وأضاف "وربما كان أسامة بن لادن قد حضر بعضھا (الدروس) كغیره من الحاضرین".
وطالب الزنداني في المذكرة بأهمیة الفصل بین مرحلتین في حیاتھ، الأولى هي "مرحلة جھاد الشعب الأفغاني ضد الاحتلال السوفیتي"، والثانیة هي المرحلة التالیة لانسحاب السوفییت من أفغانستان، نافیًا خوضھ أیة معركة للجھاد في أفغانستان، وقاصرًا دوره في "جلب التأیید والمساندة ودعوة المسلمین لنصرة الشعب الأفغاني المظلوم".
وشدد الزنداني على نفیھ الإرتباط ب"أیة علاقة مباشرة وغیر مباشرة" مع تنظیم القاعدة أو مع "جماعة أنصار الإسلام" الكردستانیة المرتبطة ب"القاعدة".
یشار إلى أن حزب الإصلاح الذي ینتمي إلیھ الزنداني قد أعلن في بیان رسمي أن الأخیر مستعد لأن یمثل أمام محكمة وطنیة لتبرئة نفسھ من تھم الإرهاب.