كتبت ليلة أمس منشور على صفحتى في الفيس بوك وقلت: إن الذي سقط اليوم ليست العاصمة صنعاء كما يصورها البعض، وإنما سقطت بعض مراكز النفوذ والفساد والتخلف. وقلت: أتمنى إن نرى يمن جديد يقرر فيه شعب الجنوب مصيرهم، ويحدد فيه أبناء الشمال طريقة حكمهم. من خلال ما سبق نتمنى من الرئيس هادي وأنصار الله وجميع القوى الفاعلة على الساحة اليمنية وبحسب الاتفاق الجديد الموقّع أمس في صنعاء أن يأتوا لهذا الشعب بأوجاه جديدة لم تتلوث أياديهم بدماء الأبرياء وأموال الشعب، والمطلوب من الحكومة الجديدة هو القضاء على سياسة الإفقار والتجهيل والحروب، وإقامة العدل والمساواة وتأمين حياة كريمة لهذا الشعب الذي عانى الويلات طوال عقود مضت. كما لا نخفيكم سرا أن الشعب في حالة ترقب وحذر وهو منقسم بين متفاءل ومتشاءم مما قد يحصل مستقبلا بسبب التغيرات التي طرأت أمس على المشهد في صنعاء. لا ننكر أن أغلب الشعب في الشمال والجنوب استبشر وفرح بما حدث أمس، ولكن لم تكن هذه الفرحة بقدوم الحوثيين ولا بالحروب والدمار وإنما كانت بسبب إزاحة بعض عتاولة الفساد الذين أجرموا بحق هذا الشعب لسنوات طويلة. كما أن الشعب يريد تقديم الفاسدين إلى محاكمة عادلة كل الفاسدين وبدون استثناء، وننوه إلى أن شعبنا لا يريد إن يتفاجأ بأن هذه الحركة الحوثية يقودها أو يتحالف معها علي عبد الله صالح كما يردد البعض، لأنه إذا تبين ذلك جليا للشعب ستكون كارثة وسيفقد الشعب الأمل بأي إصلاحات مستقبلية، وستظهر حركات أخرى للإطاحة بالجميع، وقد يعود من تمت إزاحتهم بالأمس إلى تشكيل تحالفات جديدة وهذا سيحصل بكل يسر وسهولة وسيدعمهم الكثير من أبناء الشعب إذا ثبت إن كل ما حدث هو من أجل إعادة إنتاج النظام السابق، لأن الدماء التي سالت في 2011م ، و 2014م غالية على شعبنا. نعم هي كارثة بكل المقاييس عندما ناضل شعبنا لمدة 3 سنوات دفع خلالها الغالي والنفيس للإطاحة بنظام جثم على صدورهم 33 عاما وسيأتون اليوم من يسمون أنفسهم بالمنقذين لإعادة إنتاجه، للأمانة لن يرضاها أشد الكارهين للإخوان المسلمين وأكبر المتفائلين بالرئيس هادي وأنصار الله. خلاصة ما سبق إذا لم يتم محاكمة صالح وأعوانه عن الجرائم التي ارتكبوها، فنحن أمام ثورة أخرى ولو بعد حين سيقودها الإخوان أو غيرهم، فنجاح أنصار الله بالقضاء على بعض مراكز النفوذ بهذه السرعة أتت بموافقة شعبية ، بسبب اختطاف ثورة فبراير (2011م).من هذه العناصر التي تم القضاء عليها بالأمس، وإذا قام الرئيس الهادي وأنصار الله بإعادة أنتاج النظام السابق ستدور عليهم الدوائر وسيواجهون نفس المصير الذي واجهه الحمران مؤخرا. أما بالنسبة للقضية الجنوبية لا يهمنا مع من يكون التفاوض وبأي طريقة يتم التفاوض فيها، ما تهمنا هي النتيجة التي يرتضيها أبناء الجنوب وهي ليست أقل من تقرير المصير باستفتاء شعبي. وأدعو سيادة الرئيس هادي إلى الشروع بالتشاور مع قيادات الحراك بعد تشكيل الحكومة مباشرة للتفاهم على طريقة استفتاء الشعب في الجنوب، لأن أبناء الجنوب لا يستبعد أن يتخلوا عن نضالهم السلمي ويقومون بنفس الخطوة التي قامت بها الحركة الحوثية لفرض السيطرة على أرضهم، لأنه تبين بما لا يدع مجالا للشك بأن النضال السلمي لم يعد مجديا، ولم يلتفت إليه أحد، لا بالداخل ولا بالخارج، حتى وإن قتل كل شعب الجنوب، فمن الطبيعي أن يفكر الحراك الجنوبي أو بعض فصائله باختيار الطريق الأكثر نجاحا في اليمن وهي السيطرة على الأرض بقوة السلاح. سيادة الرئيس لم تكن اليمن أكثر حرصا على وحدتها من المملكة المتحدة فهاهم قبل أيام منحوا الشعب الاستكتلندي حق تقرير المصير وكانت النتيجة لصالح البقاء ضمن المملكة المتحدة مع منح الأقاليم صلاحيات أكثر. رغم أن الفارق كبير بين استكلندا والجنوب، لأن ما حدث في الجنوب من مآسي وكوارث بسبب هذه الوحدة من العيب أن نتحدث عن استفتاء ولكن هذا هو الحال الذي وصلنا إليه. وختاما هل سنرى يمن جديد أو ثورة جديدة. والله من وراء القصد،،