اعتقد ان القضية الجنوبية سارت في مسار تصاعدي صحيح و قطعت اشواطا" كبيرة و وصلت الى ما وصلت الية حول العالم عقب تضحيات و كان العالم بصدد القيام بما يتوجب علية القيام به ازاءها ولكنة فوجئ بها تسير برؤوس عدة متنافرة و متشاكسة كل رأس يحمل رؤية و مشروع يتناقض مع الاخر جملتا" و تفصيلا تنافر مخيف ينذر بعواقب مستقبلية وخيمة تضر بالأمن و السلم الدولي و لا تبشر بقيام دولة مدنية آمنة مستقرة بل يفتح الباب على مصراعيه لنشوء تنظيمات ووجع قلب و تحالفات مشبوهة و صراعات ترهق العالم و تعطل مصالح الناس مستقبلا" و على هذا الاساس اوجس العالم خيفة و تعامل بحذر شديد مع قضية الجنوب و لم تصدر عنة اي بشارات ايجابية بل و فقد الامل في التواصل مع رأس واحدة يتخاطب معها و يضع ثقته فيها ومع ذلك ضل العالم يطالب تلك الاصوات بالتوحد و الاتفاق و الدخول من باب واحد ليستوعب ماهية الدولة القادمة و هل هي قابلة للتعايش مع اطارها الداخلي و الاقليمي دون احداث عداوات دون ازعاج دون صراعات و وجع رأس و ماهية رؤيتها العصرية المقترحة للحفاظ على الامن و السلم الدولي وفق المستجدات السلبية و الايجابية المواكبة للعصر وغيرها من التساؤلات ، لكن دون فائدة فتراخت ردود افعال العالم تنازليا" و تراخت معها الافعال على الارض و فقد العالم تدريجيا" ثقته بالكامل في القضية و في القائمين عليها و سلك مسارات ترقيعية لا تلبي طموحات شعب الجنوب ،، لقد ادرك العالم ان القضية الجنوبية مشروعة و سياسية بامتياز. ولكن الخلل يكمن في تشرذم قياداتها مجرد اشخاص مثيرين للشفقة ليسوا محل ثقة داخلية و لا اقليمية و لا دولية مجرد خصوم و فرقاء يتربص بعضهم ببعض فنفظهم وغض الطرف عن الجنوب و عن قضيته مؤقتا" ووضع ملفها المعمد بدماء الشهداء الميامين في غياهب الادراج بانتظار الشخص الكفوء القادر على حملة ، القادر على جمع الاصوات ورص الصفوف القادر على التعاطي و التخاطب بإيجابية مع قرناه من أهلة و مع عموم شعبة و مع الجوار ومع العالم و هذا ما يفتقده الجنوب حتى اللحظة ..