قال الطريق : أنا الزاهد ٌ المتعبدُ أنا العازف ُ أنا الإيقاعُ أنا الغريب . قال الطريق مراكش، حديقة الله على الأرض، لوحة في صحراء شجرٌ ناعس ٌ بياض ٌ يقطعُ الحلم بسكينه فتوُقظنُا مثل النور ، إذ يشرقُ من قلبِ العاشقِ المُشتاق .
النخيل ُ يمتدُّ كما قلب المغّربي إذ يقرأ الفاتحة على بلادي التي علّاها الطحلب وأقفرت من غزلانها ، الطريق يابسٌ إليها كأنه جرح ٌ على خد المدى ودمٌ يسيل ُ بكيتُ عليها حتى ذاب دمٌ من فم البرتقال .
عندما تبتسمُ مراكش تغيبُ شمسٌ وتضحكُ حديقة وصديقٌ من بعيد يضيء: أنت فجرٌ أيتها الشاعرة فيقطرُ الندى على حُمرة الأصيل .!
مدينة يحرسها ضوءُ يزنُر خصرها مثل نحل ٍ لا ينام ذهاباً أيابا ً إلى عسل ومتاه .
في مراكش تركت قلبي معلقاً على مئذنة، تقول: " لا إله سواه " كان بي أرقٌ إلى اكتشاف المعاني بي أرقٌ للصعود ِ كي أرى حسان كي أرى الرباط تمُّر على تاريخها ِ وتزهرٌ كالربيع إذا ما تأخر مخاض المرأة العاشقة .
في الدار زهرة يفوح ُعطرها حتى أرض الياسمين تقطفُ لأولادها ما علقٌ من الندى على زهر الصباح وتدعو لهم بقلبٍ ينبتٌ النخلُ فيه ، كانت ، كما مراكش كما الرباط إلى قلب ِ البياض ِ إلى تاريخ "عقبة" إذ أضاء البحر وصيادٌ يصيدُ الأمل هنا التاريخ يقرأ: ما أبدَعَ الأنسان .! وما تفجَّر من نبع القلوب .!
“وكلميم" التي أخفق البحرُ في وصالها امرأةُ صعبةٌ المنال ، المطرُ يغازلُ الأرض فيها بلمس ٍخفيف ٍ فترتعشُ ،كأنها من زمن ٍ لم تنل قبلة ً من حبيب .