في العام 1993م وضع زعيم حزب العمال شيمعون بيريز أخطر رؤية في كتابة ( (The New Middle East والتي كانت عبارة عن رسم خارطة لشرق اوسط جديد يتيح لإسرائيل الهيمنة على الدول الشرق أوسطية والعربية للمنطقة الممتدة جغرافياً من موريتانيا غرباً إلى أفغانستان شرقاً، مروراً بإسرائيل وتركيا وإيران وقد تم الترويج لهذه المبادرة من قبل الحكومة الأمريكية وقد ذكرت صحيفة الواشنطن بوست: (أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تعمل على صياغة مبادرة طموحة لتعزيز ونشر الديمقراطية في (الشرق الأوسط الكبير) يحاكي نفس المشروع الذي بموجبه تم تفكيك حلف وارسو والاتحاد السوفييتي وتم الاتصال بالأوروبيين لرسم مخطط شامل وعرضه على مؤتمرات القمة لكل من مجموعة الدول الثماني الكبرى، ومنظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وهو مالم يتناسب مع أطماع شرق أوروبا وشرق أسيا متمثلة في روسيا وحليفتيها الصينوايران واعتبارهما ان نفوذهما سوف يتم تهميشه في المنطقة فلقد علمت روسيا على بناء تحالفات كبيرة ممتدة الى الصينوايران وحلفاء ايران في المنطقة ك سوريا ولبنان وممثلها حزب الله هناك . وقد كشف " بيريز" عن أهدافه القادمة في مؤتمر صحفي عام 1995 حيث قال نحن نطمح بالانضمام الى جامعة الدول العربية والتي يجب تغيير أسمها الى جامعة الشرق أوسطية .! رهان أمريكا ودول الغرب الاوربي . لقد كان لأمريكا وحلفائها وإسرائيل خارطة عمل حقيقة هادفة لتغيير معالم المنطقة وكانت مصر هي العقبة امام هذه الاطماع فكانت المؤامرة على مصر من حلفاء امريكا وحزب الإخوان وتركياوقطر حيث قامت امريكا بالضغط على تركيا بدوافع الديمقراطية الشعبية منح الاكراد تقرير مصيرهم بأنشاء دولة في القلب الشرق اوسطي وهو ما جعل تركيا اليوم خاضعة تنفذ كل ما يتناسب مع رغبات امريكا في المنطقة ، ورصدت المخابرات المصرية اجتماعات الاخوان وامريكا وبمشاركة قطر في تركيا وحصل "عمر سليمان" على حزمة أوراق حول المخططات الأمريكية لكل دولة في الشرق الأوسط، لقد اخبرت المخابرات المصرية مبارك بأن تولي اوباما الحكم في امريكا سوف يكون الاخطر على الاطلاق وسوف يقوم بتنفيذ المخطط الشرق اوسطي الجديد . وفي زيارة اوباما عام 2009 لمصر مصطحبا هيلاري كلنتون حين القى خطابة من جامعة القاهرة قال بالحرف هذه اخر زيارة لمصر كما نعرفها الآن ، لقد كانت ثورات الربيع العربي الجزء المهم من تلك الخطة والمؤامرة على الدول العربية ولقد راهنت امريكا على نجاحها في مصر وكان لها في البداية ما ارادت ألا ان السعودية والدول الخليجية اكتشفت مؤخراً تلك المؤامرة وحصل حينها الرهان الأكبر حيث اعادة دول الخليج و السعودية مصر الى احضان أبنائها في مدة وجيزة كلفت الكثير من الاموال حينها حصلت توترات كبيرة في العلاقة الامريكية السعودية وكلنا شاهدنا حجم التوتر واتجاه السعودية الى الشرق لعقد تحالفات جديدة مع الشرق ، فلم تستيقظ امريكا من الصفعة العربية السعودية حتى تلقت الصفعة التالية في رهانها الخاسر على سقوط سوريا حين بقت سوريا صامدة ولم تنكسر فلقد راهنت على بقاء سوريا الدول الثلاث الكبرى المتحالفة ورصدت تلك الدول " روسياوالصينوايران " ميزانية ضخمة مفرقة عليهما في دعم الاقتصاد السوري ودعم الجيش السوري وحتى أعادة اعمار سوريا لاحقاً الأن نشاهد ان خطة الشرق الاوسط الجديد تنهار وانهارت السياسات الأمريكية في المنطقة وحالت تلك الرهانات دون التحول الى الشرق الاوسط الجديد وما يحدث اليوم في اليمن ما هو الا تكملة الرهان الاخير لأمريكا وحلفائهم الإخوان المسلمين في اليمن وانكسارهم شر انكسار . الحروب والاقتصاد الامريكي مما لا شك فيه ان امريكا هي اللاعب الاول في المنظومة الارهابية في المنطقة منذ احداث 11 سبتمبر التي الصقتها بالعرب والمسلمين بمسرحية هزيلة صدقها العرب وكان بطلها السي أي ايه وشخصيات نافذة بالقرار الامريكي ، حيث قال ليندون لاروش مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الامريكية 2004م وهو من أكبر الشخصيات السياسية الامريكية "يكمن الدافع في الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي بدت بوادرها في الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية فكان من الضروري اختراع عذر لإشعال حرب تحرك الاقتصاد الامريكي الذي تلعب شركات الأسلحة دوراً كبيراً في إنعاشه " لابد اننا قرأنا كم مقدار تكلفة الحرب الاخيرة على داعش بالشام وان السعودية سوف تتكفل بنسبة 60% من تلك الميزانيات "الفنتازية" التي تصرف بذرائع الحرب على الارهاب ولكم التفكر في حروب امريكا ضد القاعدة ومقدار المبالغ الخيالية التي تصرف منذ 11 سبتمبر وهي في الأساس عملية ابتزاز خطيرة لدول الخليج الغنية بأدوات للأسف عربية تحت راية الجهاد والعزف على السيفونية الاسلامية بطرق استخباراتية ملتوية فاقت حدود الدهاء في التخطيط والتطبيق !؟ هل تسألتم يوماً لماذا لا تقوم قاعدة جزيرة العرب بضرب ونسف المصالح الاجنبية في اليمن من حقول نفط وموانئ وحقول الغاز في المنطقة ؟! حقيقةً لقد وضعت امريكا الدول الخليجية بين فكي كماشة المشروع الشرق اوسط الجديد وتنظيم القاعدة وحزب الاخوان المسلمين ففي كلتا الحالتين يبقى الاقتصاد الامريكي في النمو المتزايد ما بقت نيران الحروب مشتعلة وشركات الأسلحة الأمريكية في التصنيع والتصدير .