لست في وارد الدفاع عن الرئيس هادي او تبرئة ساحته من سقوط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين فهو المسئول الأول عما حدث بحكم رئاسته للبلاد والتاريخ لا يرحم وسيذكر ان هذا السقوط حدث خلال فترة حكمه وفي غضون سويعات قليلة، لكن ذلك لا يعني القبول بما تطرحه وسائل الاعلام المحسوبة على الاخوان ومراكز النفوذ الأخرى ليس بتحميل هادي المسئولية الكاملة لما حدث فقط بل واتهامه بخيانة صنعاء وسكانها واليمن ونظامه الجمهوري وذلك لعدة أسباب منها : 1-فداحة الجرم الذي وقع ونتائجه الكارثية المتوقعة على البلاد والعباد في السنوات القادمة لا تبرر النظر الى تلك الاحداث من منظور عاطفي – انفعالي ومحاولة تفسيرها بصورة سطحية ومن زاوية ضيقة ومن ثم لابد من النظرة الشاملة لما حدث ومن مختلف الزوايا والبحث عن إجابات بتجرد ومهنية ودون أي اعتبارات او ولاءات ضيقة. 2- البون الشاسع بين مسئولية هادي عما حدث وبين اتهامه بالخيانة، فمسئوليته ترجع أساسا الى عدم القيام بمهام الدستورية كما يجب في الحفاظ على امن واستقرار وسلامة العاصمة وحماية مصالح اليمن العليا، فاذا كان متعمدا في ذلك ففي هذه الحالة يجوز توصيف الامر كخيانة اما اذا كان غير متعمدا فلا يخرج عن كونه تقصيرا في الاداء اما لسوء تقدير وحسابات غير دقيقة او لعوائق وصعوبات تحول دون قيام الرئيس بمهام عمله كما يجب . 3- وجود اطراف أخرى تتحمل جزء كبير من مسئولية السقوط وبصورة قد تفوق بمراحل مسئولية الرئيس نفسه . أولا عوامل السقوط : - لفهم حقيقة ما حصل لابد أولا من تحديد العوامل الرئيسية التي أدت الى سقوط العاصمة خلال عدة ساعات بيد الحوثيين وعلاقة الرئيس بذلك واعتقد ان هناك عاملين رئيسيين هما : - الأول عسكري ويتكون من شقين الأول انهيار سريع للقوات المقاتلة في ميدان المعركة والأخر عدم مشاركة وحدات عسكرية في المعركة وسرعة اعلان بعضها الاستسلام لمسلحي الحوثي . العامل الثاني سياسي وهو من شقين أيضا يتعلق الاول بعدم اتخاذ القيادة السياسية للبلاد موقف واضح من الازمة كإعلان الحرب وفرض حالة الطوارئ اما الشق الثاني فله علاقة بالمجال الديبلوماسي وتجنب التحرك على المستويين الإقليمي والدولي لضمان وقوف المجتمع الدولي الى جانب النظام في مواجهة الحوثيين . ثانيا مسئولية الرئيس : 1- مسئولية الرئيس في الهزيمة الميدانية وانهيار الجيش : يعتبر الرئيس مسئول عن تلك الهزيمة والانهيار الذي حصل للجيش بحكم كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة والامن ،يضاف الى ذلك قرب وولاء وزير الدفاع منه طبعا هذا من الناحية النظرية فقط، لكن من الناحية العملية الامر مختلف تماما في الواقع من خلال الحقائق التالية : أ-عدم سيطرة هادي على جميع الالوية والوحدات العسكرية لعدة أسباب اهمها عدم استكمال عملية إعادة هيكلة الجيش جراء رفض اللواء علي محسن تنفيذ القرار الجمهوري بحل الفرقة الأولى التي كانت تمثل ما يقارب نصف قوام الجيش . ب-انقسام الجيش وتعدد ولاءاته بين اللواء محسن والرئيس السابق والرئيس الحالي والحوثي والحراك . ج-عدم قدرة هادي على اعلان الحرب الا بعد العودة الى مجلس النواب والذي يتحكم الرئيس السابق في قرار الأغلبية المؤتمرية في المجلس إضافة الى ميل الاشتراكي الى صف الحوثيين. -اما بالنسبة للمسئولية عن الهزيمة الميدانية التي لحقت بالجيش في معركة العاصمة فمن غير المنطقي تحميل هادي ذلك لعدة أسباب أهمها: 1- وفق ما ذكرته صحيفة الوسط فقد طلب اللواء محسن من هادي تولي الوية ووحدات الفرقة المنحلة واللجان الشعبية التي شكلها الإصلاح مسئولية المعركة مع الحوثيين وتحييد الوية الجيش الأخرى بحجة عدم ضمان ولائها ومن ثم فان عدم مشاركة تلك الالوية في المعركة لم يكن مفاجئا ولا سببا في الهزيمة حتى مع استسلام بعضها للحوثيين كما لم يتم استخدامها ضد الوية الفرقة. 2- لم تكن الهزيمة ناجمة عن نقص في الأسلحة والذخيرة كما يروج له اعلام الاخوان ما يدحض مسألة ان يكون نقص الذخيرة او الامداد السبب الحقيقي للهزيمة، فما كان لدى الالوية التابعة للواء محسن من ذخيرة يفوق اضعاف مضاعفة ما لدى الحوثي خاصة في مخازن الفرقة، وكان احد نشطاء الإصلاح المعروف بقربه من اللواء محسن ومدير مكتبه "ي- ا" قد نزل منشور في صفحته يوم 24/9 يتضمن معلومات عن عدد الدبابات والمصفحات والاليات الاخرى التي نهبها الحوثي من الوية ومعسكرات الفرقة في العاصمة خلال ثلاثة أيام ،وكانت الأرقام التي أوردها مبالغ فيها كثيرا ذكر ان عدد الدبابات المنهوبة تجاوز ال700 كما قام بإجراء حسبة رياضية عن قيمة تلك المنهوبات بصورة توحي بخبرة ومعلومات واسعة يمتلكها عن الوحدات العسكرية لكن تسميته للمصفحات العسكرية بالمصطلحات أظهرت حصوله على تلك المعلومات جراء قربه من قيادة الفرقة. - يبدو ان الهدف كان اظهار حجم وقيمة المنهوبات التي استولى عليها الحوثي نتيجة تواطئ الرئيس ووزير دفاعه، لكن هناك من حاول تدارك الامر وتلافي الخطأ الفادح بنشر تلك المعلومات وما تكشف عنه من خسارة اسطورية تلقاها الاخوان على يد خصم لا يمتلك حتى 20%من حجم ترسانتهم، ما أدى بصديقي العزيز الى حذف منشوره السابق وتعديله بمنشور مقتضب تداوله العديد من نشطاء الاخوان يفيد فيه بان ما نهبه الحوثي من الدولة في 3 ايام اكثر من ما نهبه الفاسدين في 35 عام ،وهذا خطأ اخر وان كان اقل فداحة من سابقة فالمعروف ان عمليات النهب تركزت على مقار ومعاقل مراكز النفوذ في جماعة الاخوان وكان اغلبها عسكري وعملات اجنبية ومجوهرات وهو ما يعني ان غالبية خيرات وثروات البلاد كانت تهيمن عليها مراكز القوى العسكرية والقبلية في الاصلاح. 3- اتهام اعلام الاخوان للرئيس هادي بالخيانة يتجافى مع المنطق والحقائق على الأرض فكان المفترض ان توجه أولى اتهامات الخيانة لهادي من قبل مستشاره اللواء محسن باعتباره المتضرر الأبرز من الاحداث الأخيرة خاصة مع الاخبار المروج لها انه خارج اليمن، لكن على عكس ذلك فقد دعا محسن في اول تصريح له يوم 26/9 في حديث مع مجلة العربي الجديد القطرية اليمنيين إلى "التمسك بشرعية الرئيس هادي" فهل من المنطق ان يدعو الرجل أنصاره للتمسك بشخص خانه بل ويؤكد على ضرورة التمسك بشرعيته، فهو بمثابة صك براءة واضح من محسن لهادي يبرئه فيه من تهمة الخيانة. - ربما يرجع البعض موقف محسن الى عدم مغادرته اليمن الى حد الان ما جعله مضطرا لمجاملة هادي والتودد اليه الى حين التمكن من مغادرة اليمن لكن من الصعب القبول بذلك والاعتقاد ان محسن سيختبئ ويأمن على حياته عند شخص خانه وتسبب في وصوله الى هذا الوضع المزري. 4- عندما اقسم هادي اليمين الدستورية كان على تنفيذ المبادرة الخليجية التي حلت محل الدستور وكانت الاساس الذي وصل بموجبه الى السلطة ومن ثم لم يكن امامه عندما وقف اللواء محسن والاخوان عائقا امام استكمال تنفيذ بنود المبادرة وبالذات ما يتعلق بهيكلة الجيش، من خيار سوى التغاضي عن المعارك التي شنها الحوثيين في عمران ثم في العاصمة خاصة مع تأكيد الحوثيين على استعدادهم نزع سلاحهم وتنفيذ مخرجات الحوار وفق الية محددة ومتفق عليها في حين ان الطرف الاخر "محسن" كان يرفض ذلك بل ويهاجم عملية الهيكلة ويتهم وزير الدفاع بالعمالة لأمريكا، كما كان الاخوان يرفضون من الاساس الاعتراف بوجود ميليشيات مسلحة تابعة لهم ما صعب من إمكانية نزع سلاح الحوثي، ومن ثم فكان من الطبيعي ان يتبع هادي مثل هذه السياسية التي تسببت في اضفاء ضبابية وغموض في مواقف قيادة الجيش . 5-أما الأسباب الحقيقية للهزيمة العسكرية فلم يكن للرئيس هادي أي دور فيها وكما يلي : أ-خاض الإخوان معركة العاصمة بروح معنوية منهارة جراء عدم قدرتهم على التخلص من اثار الخسائر الاستراتيجية المتتالية التي تكبدوها في حربهم مع الحوثيين ابتداء بخسارتهم معركتي دماج وكتاف مرورا بخسارتهم لحاشد ومعاقل نفوذ أولاد الأحمر وانتهاء بسقوط عمران واللواء 310 . ب-خذلان قياداته الرئيسية قبل بدء المعركة فكان غالبية أولاد الأحمر قد غادروا اليمن مع اسرهم قبل أسابيع ولحقهم حميد مع سقوط قتيل في احداث شارع المطار في حين حاول الزنداني التودد للحوثي باكرا وفتح خط منفصل عن الجماعة وظهر ذلك في حديثه المفاجئ قبل اشهر عن الخمس، كما ابدى رغبة في تسليم مقر جامعة الايمان دون قتال ،وأخيرا تفاجئ ضباط وجنود الفرقة صباح يوم سقوط صنعاء بهروب اللواء محسن والقيادات التي كانت معه من مقر الفرقة وبدلا من ان يساعدهم وجوده الى جانبهم على الصمود لأسابيع كما كان حال الشهيد القشيبي لكن فراره تسبب في سقوط الفرقة خلال عدة ساعات . ج-رفض حزب الاصلاح المشاركة في مواجهة الحوثيين واعلانه عدم علاقته بالمواجهة معهم وما يعنيه من فك ارتباطه باللواء محسن واولاد الأحمر وهذا الموقف أدى الى انهيار سريع للجان الشعبية التي كان الحزب قد شكلها للدفاع عن العاصمة، فالمسلحين القبليين انسحبوا مسبقًا بمجرد استلامهم الأسلحة والذخائر والعقائديين من انصار الحزب والمؤيدين له او المتضامنين معه، تم سحبهم بصورة مفاجئة وغير منظمة وعلى عجل مما جعل صنعاء بشوارعها ومؤسساتها وسكانها فريسة سهلة ومستباحة لمسلحي الحوثي . د-وقوف اللواء محسن والقيادات العسكرية المحسوبة على الاخوان وتلك التي أعلنت انضمامها للساحة العام 2011م وراء الوضع الصعب الذي تعاني منه غالبية الوحدات العسكرية جراء عملية اقصاء واسعة طالت الاف من الضباط والجنود المحسوبين على الرئيس السابق على مدار الثلاثة الأعوام الماضية ،حيث تم إيقاف غالبية برامج التدريب للجنود وتم تشتيت ألويته وتشجيع مظاهر التمرد ضد القيادات العسكرية وشراء الولاءات داخل صفوف الجيش، إضافة الى عمليات الاغتيال التي طالت مئات من عناصره سواء التي نفذت بدراجات نارية او عبر هجمات إرهابية للقاعدة. 6-الدور الذي لعبه الرئيس السابق في تحييد عدد من الوحدات العسكرية والضباط والجنود وسرعة اعلان بعضها الاستسلام لمسلحي الحوثي، إضافة الى كون صالح احد اهم الداعمين لوجيستيا للحوثي ورغم وضوح ذلك الدعم للعيان خاصة بعد رفع اعلام المؤتمر الشعبي في احتجاجات الحوثيين بالعاصمة وصدور مواقف وتصريحات من قيادات مؤتمرية بارزة داعمة للحوثي، إضافة الى وجود تسجيلات صوتية موثقة لصالح لدى لجنة العقوبات ورغم كل ذلك تفاجأت بموقف واحد من اهم صحفيي صالح وهو يتهم هادي بالخيانة ويبدي استغرابه ممن لايزال يدافع عنه بعد بيعه صنعاء للحوثي حد قوله ،طيب يا أخي اذا كان ما قام به هادي يعتبر بيع لصنعاء فماذا نسمي ما قام به صالح هل هو بيع وتدمير للوطن من اجل ثأر شخصي ام مليارات الامارات والسعودية أم رغبة جامحة للعودة الى كرسي الحكم؟. 7- إدارة الحوثي للمعركة في شقيها السياسي والعسكري بطريقة ذكية وفاعلة وكما يلي: - بالنسبة للجانب العسكري : اتخذ الحوثي عدة خطوات هامة كان لها دور كبير في ترجيح الكفة لصالحه رغم البون الشاسع بين قدرات مسلحيه التي انحصرت على الأسلحة الرشاشة ومدافع الهاون والصواريخ المحمولة على الكتف وبين الدبابات والاليات المصفحة وغيرها من الأسلحة الثقيلة لدى خصومه مع ملاحظة وضوح بصمات خبراء حزب الله وايران في تلك الخطوات ومن ابرزها التالي : أ- اغلاق مداخل العاصمة الأربعة وهذا منحهم نقاط تفوق هامة من الناحية العسكرية أهمها التحكم في حركة المرور من والى العاصمة ما مكنهم من ادخال كميات كبيرة من الأسلحة والمسلحين الى داخل العاصمة بسهولة شديدة وتحت يافطة القوافل الغذائية للمعتصمين وفي الجهة الأخرى تمكنوا من قطع الامدادات على خصومهم بل وضمان تحييد وحدات عسكرية رئيسية وعدم مشاركتها في القتال كقوات الاحتياط المرابطة عند المدخل الجنوبي والقوات الخاصة "معسكر الصباحة" المرابط عند المدخل الغربي للعاصمة وهكذا ب- اختيارهم للعاصمة وبعض اجزائها لان تكون ساحة للمعركة العسكرية ما مكنهم من تحييد تلقائي لاهم أسلحة النظام والتي كان يعول عليه لحسم أي معركة شاملة مع الحوثيين والمتمثل بسلاح الطيران الذي تراجعت فعاليته كثيرا في المعركة داخل العاصمة والاحياء السكنية وذلك ينطبق بدرجة اقل على الأسلحة الثقيلة كالصواريخ والدبابات . ج-ابرام الحوثيين أثناء مرحلة التصعيد اتفاقات مع قيادات عدة معسكرات، التزمت بموجبها الحياد مقابل عدم التعرض لها، وكان في مقدمتها قوات الاحتياط، كما ركز الحوثيين على استقطاب القيادات العسكرية والأمنية التي أقصاها الاخوان خلال السنوات الثلاث الماضية كما تمكن من شراء ولاء قيادات عسكرية أخرى الى جانب وجود موالين له داخل الجيش، إضافة إلى المتعاونين من أنصار النظام السابق. د-المام الحوثيين بساحة المعركة عبر انصارهم داخل العاصمة وعقال الحارات والقيادات المحلية التي تمكنوا من استقطابها في الأشهر الماضية . -اما في الجانب السياسي :فقد عمل الحوثي على تحييد هادي من خلال اتباع سياسة معينة انطلاقا من عدة اعتبارات أهمها : 1-حرص هادي الشديد على استكمال عملية نقل السلطة المتمثلة في استكمال عملية الهيكلة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ،لذا جعل من تحركه العسكري في عمران والعاصمة تنسجم مع إعادة الهيكلة باستهداف الوحدات العسكرية للفرقة المنحلة ومقرها الرئيسي في العاصمة وكما نجده في منشور سابق لعلي البخيتي الذي قال فيه ان مهاجمة مقر الفرقة هو من اجل تنفيذ القرار الجمهوري ،وبصورة مقاربة ادراك الحوثيين للأهمية الكبيرة والاولوية التي تحتلها قضية تنفيذ مخرجات الحوار لدى الرئيس ما جعلهم يتعمدون رفع ذلك كثالث مطالبهم وأهدافهم من التصعيد الشعبي في العاصمة رغم انهم ابعد ما يكون عن ذلك المطلب. 2-حرص هادي على الحل السلمي للازمات المختلفة التي تبرز على طريق التسوية وتجنب الحل العسكري قدر الإمكان رغبة منه في عدم التورط في سفك الدماء ومنع الانزلاق الى حرب الاهلية مهما كان الثمن، إضافة الى ادركه خطورة الدخول في حرب بجيش يعاني من انقسامات خطيرة جراء تعدد الولاء فيه على أساس طائفي ومناطقي، لان ذلك قد يؤدي الى تفجر حرب أهلية ،فلبنان لم ينزلق الى الحرب الاهلية الا بعد انقسام الجيش بين المسلمين والمسيحيين. - ويبدو ان اتهام بعض وسائل الاعلام لقوى شمالية قبل عدة أسابيع لهادي بانه يسعى لتكرار مجزرة يناير 86م بعدن في صنعاء جعله اكثر حرصا على التوصل لحل سلمي للازمة ومنع نشوب حرب أهلية في صنعاء مهما كان الثمن . 8-الدور الإقليمي والدولي: هناك العديد من المؤشرات الأولية التي تدل على ان سقوط صنعاء ما كان ليحصل دون وجود ضوء اخضر إقليمي ودولي بذلك، وان ما حدث مرتبط بالمخاض الحالي الذي تشهد المنطقة وما يزال في مراحله الاولى، ولعل الصمت السعودي والخليجي والتجاهل الأمريكي المتعمد والدور المشبوه الذى لعبه جمال بن عمر خلال الاحداث الأخيرة والتي ساعدت في مجملها في سقوط صنعاء وتجنيب الحوثيين فرض اي عقوبات دولية ضدهم، ما يعني ان اسقاط صنعاء وتسليم النظام للحوثيين هو ضمن مخطط اكبر من قدرات الرئيس هادي واليمن وانه لا هادي ولا أي رئيس غيره قادر على التصدي لذلك خاصة مع ضعف الجبهة الداخلية والانقسامات الكبيرة بين القوى الرئيسية، إضافة الى وضع هادي البيض كله في سلة السعودية وامريكا مما حصره في زاوية ضيقه وافقده القدرة على المناورة، ونظرا لأهمية البعد الخارجي وصلته الوثيقة بالأحداث الاخيرة لذا سنتناوله بتفاصيله وتداخلاته المختلفة في المقال القادم بإذن الله تعالى.