سنوات مضت وتوالت –انتظرنا فلم تأتي البشارة التي نترقبها – بشارة رص الصف القيادي – والتي يبدوا أنها لن تأتي خاصة في الوقت الحالي - المرحلة الآنية – بناء على معطيات أفكار المكونات الجنوبية المتفقة مع الهدف العام والمختلفة فيما بينها بمسائل اخرى مما يخلف ( ثغرة توحيد قيادة لا ثغرة قيادة بشكل عام ) ، والمفترض الا تؤثر بشكل عكسي على مطالب ابناء الجنوب كون الاتفاق وبالرغم من اهميته يعتبر هدف فرعي وليس هدف رئيسي . ولابد من التوضيح منعاً للتشتت ولعدم توظيف نتائج كَبْو هدف فرعي بآخر رئيسي والا يقاس احدهما بالآخر . فالهدف الرئيسي طرد المحتل من ارض الجنوب تتبعه العديد من الاهداف الثانوية التي تعد وسائل لتحقيق الهدف العام التي يمكن الاستغناء عن بعضها لمرحلة معينة، والتي لا يعد تعثرها انحراف الهدف الرئيسي عن مساره ومن هذه الاهداف الثانوية كما اسلفت سابقا (رص الصف القيادي). اصبح موضوع الاتفاق القيادي هاجس يشغل الكثير وافرز لنا سراب على ارض خضرا يحجب الرؤية عن الهدف الرئيسي لأبناء الجنوب ، وهو ما يجب تصحيحه صحيح ..كثيرة هي الجهود التي بذلت ومازالت بين المكونات الجنوبية لمحاولة الخروج بمشروع واحد يكون الواجهة للجنوب قبل تعثره في نهاية المطاف . ومن هذا التعثر وحجم التدن الذي وصلت اليه مرحلة التحرير في الآونة بل السنوات الأخيرة يحتم علينا ادراك الواقع بأن لا تحول قضية الجنوب الى قضية قيادة بالدرجة الاولى، فالقيادات موجودة والمكونات سقفها التحرير والأهم الا تختزل قضية شعب بأكمله (قضية الجنوب) في عدم اتفاق قيادي والذي اصبح يعطى لسنوات كل التركيز والاهتمام ليصبح جل ما يعتري ابناء الجنوب الانسب الا ينقطع الزخم الشعبي وان يمضي بعقل وحكمة دون الافراط في الولاءات التي ترسم شكل القائد الاوحد كونه خلاف للواقع الذي يظهر عدم وجود قيادي اوحد استطاع كسب عامة الشعب وجذب العدو قبل الصديق للتعاطف مع قضية شعبه ولا استطاع أي مكون برغم كثرتها استغلال الفرص التي لاحت ومازالت للجنوب . ومرة اخرى ،،، وحتى لا تلتف علينا الحقائق فالقيادات موجودة والمكونات الجنوبية سقفها التحرير وعلينا ان نسلم ان قضية شعب الجنوب ليست قضية اتفاق قيادة بالدرجة الاولى والا يتوقف الزخم الشعبي بفشل توحيد المكونات وحتى لا تحبط الهمم ويضيع الجنوب وسط زحام الاحداث . فالمكونات الجنوبية لها دور مهم وكبير وان كانت قد فشلت فيما بينها لحد اللحظة وهذا الدور يكمن في رفع الهمم لدى عامة الناس والتوجيه لما يستحسن القيام والتقيد به في الفعاليات الجنوبية وينبغي عليها الا تغفل الانضباط الذي تتطلبه هذه المرحلة والسلوك المتبع وردة الفعل المناسبة على الارض مقارنة بالواقع وتوعية ابناء الجنوب للمخاطر المحدقة بهم لنكتفي من استجداء القيادات بالتوحد فذلك لن يتم حاليا وليصبح الطريق واضحا افضل من المضي تخبطاً في طريق مظلم بانتظار سنوات اخرى نترقب فيها الخروج بحامل سياسي واحد والذي سيتحقق لكنه ليس زمنه ووقته الحالي .