حققت بولندا فوزا مفاجئا على المانيا بطلة العالم بهدفين مقابل لا شيء يوم السبت لتحقق أول انتصاراتها على الجار اللدود وتتصدر المجموعة الرابعة في تصفيات بطولة اوروبا لكرة القدم 2016. ووضع هدف سجله أركاديوش ميليك بضربة رأس قوية الفريق البولندي في المقدمة بعد 51 دقيقة من البداية وأضاف سيباستيان ميلا الهدف الثاني قبل نهاية المباراة ليمنح أصحاب الأرض انتصارا لا ينسى ضد الجارة القوية بعد الفشل في 18 محاولة سابقة. والآن تتصدر بولندا - التي سجلت هدفا واحدا في آخر ست لقاءات ضد الألمان وخسرت 12 من آخر 18 لقاء سواء ضد المانيا أو المانيا الغربية - المجموعة الرابعة بست نقاط وهو نفس رصيد ايرلندا. ولدى المانيا ثلاث نقاط من مباراتين تحتل بها المركز الثالث. ولم تظهر المانيا أيا من قدراتها العالية وهي ترتدي الزي الأحمر والأسود الذي لعبت به آخر مرة في انتصارها الساحق على البرازيل 7-1 في قبل نهائي كأس العالم. وبذل الألمان الذين لعبوا في استاد شهد خسارتهم 2-1 أمام إيطاليا في قبل نهائي بطولة اوروبا 2012 جهدا كبيرا في مواجهة صمود رباعي الدفاع البولندي أمام 57 ألف متفرج متحمس. وقال يواكيم لوف مدرب المانيا "بالتأكيد نحن نشعر بخيبة أمل. لكن لا يمكنني أن أقول الكثير عن الفريق. الشيء الوحيد الذي يمكننه قوله هو أننا أضعنا فرصا كثيرة في الشوط الأول." وأضاف "في الشوط الثاني أيضا لعبنا بطريقة جيدة وصنعنا فرصا لكن بولندا أحرزت هدفها الأول من فرصة خطيرة." وضمن الثنائي طويل القامة كاميل جاليب ولوكاش شوكالا التفوق لبولندا في الكرات العالية بشكل أفضل من ماتس هوملز الذي خاض مباراته الأولى مع المانيا منذ نهائي كأس العالم. وكانت أفضل فرصة لالمانيا التي غاب عنها لاعبون مميزون بينهم باستيان شفاينشتايجر في الدقيقة 38 حين لعب ماريو جوتسه تمريرة عرضية على القائم البعيد لكن الجناح كريم بلعربي سددها بعيدا في أولى مبارياته مع الألمان. ومع اقتراب الشوط الأول من النهاية أتيحت لألمانيا فرص أخرى كثيرة لكن لا توماس مولر ولا بلعربي نجحا في الاستفادة منها. وبعد خمس دقائق من بداية الشوط الثاني نجح ميليك في هز الشباك بضربة الرأس إثر تمريرة عرضية. وأكمل ميلا انتصار بولندا بلمسة سهلة من أمام المرمى إثر تمريرة عرضية من روبرت ليفاندوفسكي. اضافة : وضع فوز بولندا 2-صفر على المانيا في تصفيات بطولة اوروبا لكرة القدم 2016 يوم السبت حدا لانتظار استمر 81 عاما من أجل انتصار على جارتها وقال المدرب آدم نافالكا إنه قد يمثل بداية فترة جديدة من النجاح للمنتخب الوطني. ولم يفز المنتخب البولندي على المانيا في 18 محاولة منذ أول لقاء بينهما في 1933 لكنه هز الشباك مرتين على عكس سير اللعب لينتزع انتصارا غير متوقع على أبطال كأس العالم سيعزز آماله في التأهل لبطولة اوروبا 2016. وقال نافالكا للصحفيين "في مثل هذه المباريات تحصل الفرق على هويتها. أتمنى أن تكون هذه بداية لطريق جديد للمنتخب الوطني." وأضاف "قطعنا خطوة بسيطة.. لكن لا يجب أن نبالغ في السعادة. سنواجه اسكتلندا يوم الثلاثاء وهذا هو تركيزنا الان." وتتقاسم بولندا - التي استضافت بطولة اوروبا 2012 مع اوكرانيا لكن لم تتأهل لكأس العالم في البرازيل هذا العام - صدارة المجموعة الرابعة مع ايرلندا التي ستواجه المانيا يوم الثلاثاء. وبقي بعض مشجعي بولندا في المدرجات بلا حراك بعد أول انتصار على الجار الأكثر شهرة وتحدث زبينييف بونيك اللاعب الدولي السابق ورئيس الاتحاد البولندي لكرة القدم للصحفيين وهو يبكي. وقال بونيك الذي كان ضمن اخر تشكيلة رائعة لبولندا التي احتلت المركز الثالث في كأس العالم 1982 "عندما شاهدت الجماهير في المدرجات قلت لنفسي إنه سيكون من الجيد اذا لم يعودوا أدراجهم في حزن. "الاحصاءات كانت في صالح المانيا فهم أكثر نضجا لكن كرة القدم لعبة تقوم فيها عوامل مثل الجماعية والالتزام بدور. نريد الذهاب الى فرنسا ولن نتوقف هنا." وقال اوكاش بيتشيك مدافع بولندا إن حظ فريقه كان جيدا بعد أن أهدرت المانيا العديد من الفرص الحقيقية. وقال بيتشيك الذي أرسل كرة عرضية في الدقيقة 51 جاء منها الهدف الأول عن طريق اركاديوش ميليك قبل أن يضيف سيباستيان ميلا هدفا ثانيا قرب النهاية "إنه أول انتصار. نشعر بسعادة غامرة." وأضاف "شعبنا انتظر طويلا جدا من أجل ذلك. كنا ندافع بالقرب من مرمانا لكن انتظرنا فرصنا لنشن هجمات مرتدة." وتابع "وقف الحظ معنا قليلا أيضا.. لكننا كتبنا التاريخ اليوم. هناك مباراة أخرى يوم الثلاثاء لكن اليوم سنحتفل."