تعتبر لحج تراثا وحضارة عميقة ضاربة جذورها في التربة الطيبة فقد قدمت لحج اروع الامثلة في شتى المجالات الفنية والسياسية والزراعية وغيرها من العلوم فقد كانت على مستوى الزراعة سباقة في زرع الحبوب والفواكه بشتى انواعها والفضل يعود في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى يرجع الى الامير احمد فضل القمندان حيث كان يقوم بإحضار شتلات من البذور من دولة الهند لزرعها في لحج،، كما تميزت لحج عن غيرها من المناطق والمدن في تلك الفترة بتعدد من الثقافات والفنون والادب سواء اكان في الشعر او الغناء او اللحن او غيره.. يعد كتاب لحج تاريخ وحضارة من أعداد وجمع الاستاذ السيد حامد علي ابوبكر موسى الملقب ((ابن الشهيد)) وهو من ابناء مدينة الحوطة ،،لقد بدأ الكتاب في الباب الاول بمقدمه عن تاريخ لحج وستطرق عن حضارتها وسكانها وعواصمها حيث كانت الرعارع العاصمة الاولى للحج قبل ان تتحول الى الحوطة بعد تعرضها لكثير من الهجمات وكذا المدينة الاخرى التي يطلق عليها((الميبة)) وقيل انه كان يوجد فيها علم الحديث في القرن الثامن الهجري..
اما الباب الثاني فقد كان لسلاطين وامراء لحج حيث تحدث الباحث فيه حول الدور الذي قاموا به من نهضه في خدمة بلدهم خاصة السلطان علي عبدالكريم فضل محسن واحمد فضل محسن وفضل عبدالكريم كانوا لهم دورا كبيرا في النهضة الثقافية والريادية للحج..
كما تطرق الباب الثالث حول التعليم في لحج ابتداء بما يسمى بالكتاتيب ثم بالمدرسة الشبه نظامية الذي كان يديرها الاستاذ حسن افندي عليه رحمة الله وفي اثناء الحرب العالمية الثانية انشئت المدرسة المحسنية كصرح تعليمي شامخ وكبير تخرج منها العديد من الكوادر العلمية والثقافية كانت المدرسة المحسنية في تلك الفترة تتعامل بالنظام المصري آنذاك ثم تحول الى النظام السوداني..
وفي الباب الرابع يتحدث فيه الكتاب حول الزراعة والتي كانت تعد اساس الاقتصاد في تلك الحقبة حيث اقيمت السدود بكوادر محلية واهم ما تشتهر به لحج من سدود هي سد بيزج وسد العرائس،،كما كانت تشتهر لحج بزراعة القطن ومن اهم المشاريع خاصة في الجانب الزراعي مشروع بساتين الحسيني وحيط الجبلي ولكرود..
اما في الباب الخامس فقد تطرق الباحث حول الفن والفنانين ويعتبر الفنان احمد فضل القمندان الرائد الاول لهذا المجال وان كان سبقه شعراء امثال فضل ماطر باجبل ولكن بقيت خصوصية القمندان متميزة وبعد وفاة القمندان انشئت الندوات الموسيقية امثال الندوة الموسيقية اللحجية التي كان يقودها الفنان صلاح كرد وندوة الجنوب التي كان يقودها فضل محمد اللحجي وقد تخرج منهما العديد من المواهب الفنية التي لاتزال تذكر في عالم الفن اللحجي امثال محمد صالح حمدون وعبدالكريم توفيق والفنان الكبير فيصل علوي ومحمد رزق وكثيرين منهم،، وفي المسرح الذي كان له دورا كبير في الحياة الفنية حيث كان ينمو من بداية الاربعينيات وقدم العديد من المسرحيات من اهمها ((مسرحية المروءة والوفاء))ومسرحية((بنت الاخشيدي))وكذا مسرحية((في سبيل التاج)) كما هناك ايضا العديد من الشخصيات التي لعبة دورا كبيرا في الحركة المسرحية منهم مسرور مبروك وحمود نعمان..
وفي الباب الاخير الذي تطرق الى الفلكور الشعبي وموروثاته الشعبية كامحازي والمواليد والالعاب الشعبية والليالي الرمضانية وغيرها ..
ان كتاب لحج تاريخ وحضارة قد لخص العديد من الحياة الفنية والشعبية وغيرها من المجالات التي تشتهر فيها لحج العقرية فهيا تاريخ وحضارة لم ينسى التاريخ دوا للحج في تلك الحقبة الزمنية في ظل عدم الاهتمام بتاريخها العريق او حتى الحفاظ على ما تبقى من عراقة هذه المدينة فالعديد من الاشياء العريقة التي تحاكي حضارة لحج قد اندثرت والبعض منها على وشك الاندثار رغم كل ذلك لاتزال لحج تاريخ وحضارة..