قبول السيد عبدالملك الحوثي وجماعته بخالد بحاح رئيسا لحكومة ما بعد ثورته السبتمبرية الجديدة في اليمن، ورفضه لاستقلالية وكفاءة الدكتور احمد عوض بن مبارك، يؤكد أنه أقرب الى الدوران في فلك "صالح" من الشعب اليمني الذي يخوض معاركه اليوم باسمه، واصراره على وصف الثورة التحررية بالجنوب على أنها مظالم بحاجة لإنصاف ومجرد مطالب حقوقية بسبب ممارسات خاطئة من السلطة السابقة باليمن. لا ثورة شعب يبحث عن حريته وانعتاقه من أقبح محتل عسكري قبلي متخلف شهدته المنطقة والعالم برمته، بعد إن قادت نظام حكم عبر مليشياته وجنوده وارهابه، واستباح من خلاله بالقوة العسكرية وبأقبح أساليب الهمجية، دولة عضو في الاممالمتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وكل المحافل والمنظمات الدولية والاقليمية، وثورة أكبر بكثير من حفنة وزارات في حكومة لم ولن تولد، في ظل الواقع القاتم القائم في اليمن.. كل ذلك يؤكد قطعا أن حسابات وتقييم السيد القائد الهمام ليست صحيحة تجاه الجنوب، وأنه لم يدرك بعد أن شعب الجنوب الثائر والمنتفض منذ ما قبل عام 2006م، لم يخرج ليلاقي الموت والقمع والاعتقال، بحثا عن وظيفة او وزارة، بل عن هوية ودولة وتاريخ وحضارة أراد محتله أن يدمرها جميعا باسم قداسة وحدة ولدت ميتة ومشوهة الخلق نتيجة لعدم مشروعية اللقاء "اللا حميمي" الذي ولدت منه.. ولذلك قال الجنوبيون للسيد شكرا لمكرمتك، ولا عاش من يتعامل مع قضيتنا المقدسة ب"الانتهازية والاستغلال السياسي"، لأننا أكبر من ذلك الصوت المزور وأقدر على فرز الغث من السمين، والأيام كفيلة بتأكيد ذلك.