بدعوة كريمة من السيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي انعقد بالصالة المغلقة بالعاصمة اليمنيةصنعاء عصر اليوم الجمعة بتاريخ 31/ أكتوبر /2014م اللقاء ألتشاوري الموسع لوجهاء وعقلاء وحكماء اليمن لدراسة ومناقشة المستجدات على الساحة اليمنية ، وان كنا نبارك ونؤيد أشقاءنا في الجمهورية العربية اليمنية لحرصهم على مناقشة قضاياهم وشؤونهم الداخلية إلا أن ما لا نرتضيه هو إقحام مصير شعب الجنوب في قضاياهم وشؤونهم تلك ... وفي قراءة أولية - سريعة للبيان الختامي للقاء ألتشاوري الذي حوى ( 11 ) بند ورسمها كخارطة طريق مستقبلية وإقحام الجنوب في ترتيباتها القادمة فإننا نحاول أن نفََند بنود البيان الختامي التي أشارت إلى الجنوب أو ذكرته وعلى النحو التالي : البند " 3 " : ------------- إذا كان هناك من إسهام مجتمعي لمعالجة القضية الجنوبية فان ذلك الإسهام لابد أن يقتصر على مجتمع شعب الجنوب وقواه المدنية وان خير إسهام يقدمه المجتمع ويدلي برأيه فيه هو حقه المشروع في تقرير مصيره ، فالقضية الجنوبية يمكن توصيف مفرداتها بالحلول الجذرية وليس بالمعالجات الترميمية . وإذا ماكانت قوى النفوذ والفساد التي تُحيك المؤامرة للجنوب والتي حدد البيان الختامي موقعها " بالداخل " فان كانت شمالية فلا بأس فقد عانى شعب الجنوب منها ومن مثيلاتها من المؤامرات طيلة العشرين سنة الماضية ، وأما إن كانت جنوبية فيا ليت يُبين البيان الختامي شخوصها وأسماءها ، وسنعتبرها خدمة – ضمن المصالح المشتركة – يقدمها البيان الختامي وأنصار الله إلى أشقاءهم الجنوبيون . وبالنسبة للأطراف الخارجية الإقليمية منها والدولية ، فإذا ما أتيحت الفرصة للجنوب للتعامل والتفاوض معهم ودون وصاية حتمآ سيتم التفاوض والتعامل وفق المصالح المشتركة ودون انتقاص من السيادة الجنوبية مثلما حدث لها من انتقاص في ظل الجمهورية اليمنية . ان ما تؤكده الشواهد والمؤشرات ان عمليات زرع العناصر التكفيرية في الجنوب كان مصدرها صنعاء وقوى نفوذها وهي الحضن الدافئ لتلك العناصر الإرهابية ، وما يمارسه أنصار الله اليوم من تطهير لمناطق الشمال وشمال الشمال من العناصر الداعشية ما هو إلا مخلفات لمراكز النفوذ تلك والتي تعرفها الجماعة حق المعرفة .
البند " 4 " : ------------- نعتقد أن تشكيل لجنة جنوبية – شمالية خاصة بالقضية الجنوبية هو انتقاص علني وصريح في حق الشراكة بين الجنوب والشمال والذي أسسته وحدة مايو المغدورة من طرف الشمال ، وكان من الأحرى بهذا البند أن يشير صراحة إلى تشكيل وفد تفاوضي مرجعيته ساحات اعتصام الجنوب وساحات الشمال وعقد لقاءاته تحت مظلة الجامعة العربية وبما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين ، وأما فيما يتعلق بالتشاور مع كافة فصائل الحراك الجنوبي ، فنعتقد أن هناك معايير محددة لمعرفة وتسمية الفصيل فلا يعني أن يجتمع نفر أو نفرين ما يمكن أن نطلق عليه بالفصيل وبالمقابل لا يمكن أن يطلق على من شارك من الجنوبيين في مؤتمر الحوار اليمني في صنعاء – تطفلآ – فلا يمكن تسميته بالفصيل ، فحتى الترشح إلى عضوية مجلس النواب يحتاج إلى تزكية عدد ما من الشعب ليتسنى له الترشح فكيف بعضوية المجلس نفسه !
ما أخشاه هو أن تنفرط ثقة الجنوبيين من جماعة أنصار الله الحوثية الذين يصرون في أكثر من تصريح وبلاغ وبيان بضرورة معالجة المظالم الحقوقية للجنوب مختزلين بذلك القضية الجنوبية وإفراغها من محتواها السياسي وهويتها الوطنية المستقلة وحصرها في مظالمها الحقوقية – وللأسف المادية منها من بيت وقطعة أرض ووظيفة عامة – وما نراهم ألا أنهم يمشون فيما يتعلق بالجنوب بخطأ ثوار فبراير 2011م ، على الأقل حتى ألان ، والتي كانوا أصلا جزءً منها . متناسين بذلك اندلاع ثورة 21/ سبتمبر التي لابد لها أن تغيّر التكتيك والأسلوب على الأقل - دون الاستراتيجية - فيما يتعلق بثورة الجنوب ، أتمنى عليهم أن لا يتمادوا في فعلهم هذا حتى لا تصلهم نقمة الجنوب ( فللجنوب السلمي دعوة لا تُرد ) .