كل صباح يشهد التل المشرف على مدينة عين العرب/ كوباني توافد العشرات من سكان المدينة الذين نزحوا منها إلى تركيا. ويأتي هؤلاء لمشاهدة مدينتهم وقد دكتها أسابيع من القصف اليومي بصواريخ الهاون والقذائف إضافة إلى غارات التحالف العسكري الدولي على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية". ولكن في نفس الوقت يعربون عن أملهم في العودة إليها يوما ما حتى وإن كانوا سيجدونها أثرا بعد عين. سكان عين العرب/ كوباني كانوا يعربون عن سُخطهم المتزايد من عدم السماح لمزيد من التعزيزات الدخولَ إلى المدينة لرفع الحصار عنها. لذلك كان دخول قوات البشمركة ليلة الجمعة بأسلحتها الثقيلة قد بدد من إحباط البعض حتى أن منهم من بدأ يحلم بالتخطيط لمرحلة ما بعد إجلاء عناصر التنظيم منها. المعركة من أجل عين العرب/ كوباني دخلت بالتأكيد منعطفا جديدا، فلأول مرة منذ بداية الصراع منذ حوالي ستة أسابيع تم قصف القواعد الخلفية للتنظيم في محيط خمسة كيلومترات على الأقل. فقد طالت مدفعية البشمركة وصواريخها متوسطة المدى قرى علبللور ومناز و مزرعة عبروش ومن قبلها قريتي كيكان وكشكان والتي يسيطر عليها التنظيم. كما أن ضربات طائرات قوات التحالف الدولي ضد مواقع التنظيم في المدينة أصبحت أكثر دقة بفعل التنسيق المباشر مع القوات الكردية السورية الموجودة داخلها. وهذا لم يكن قائما من قبل بسبب حرص الولاياتالمتحدة على عدم إغضاب السلطات التركية التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردي داخل سورية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يناصب أنقرة العداء منذ أربعة عقود. ولكن المعركة من أجل عين العرب/ كوباني لم تحسم بعد. فخطوط إمداد تنظيم الدولة الإسلامية لا تزال مفتوحة والتعزيزات تصله من دير الزور وتل ابيض والرقة وغيرها من المناطق. كما أن التنظيم يعير لانتصاره في معركة عين العرب/ كوباني رمزية خاصة حيث سيكون بالنسبة لهم رسالة موجهة الى العالم أجمع تقول إن الضربات الجوية التي تنفذها أكبر قوة عسكرية في العالم أخفقت في إنزال الهزيمة بتنظيم يسعى للبقاء... والتمدد.
