تعالت الأصوات وارتفعت , وذرفت الدموع على الهواء مباشرة من خلال شاشة التلفزيون اليمني , ونشرت العديد من التغريدات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة عندما اجتاحت جماعة أنصار الله عاصمتهم اليمنية صنعاء , كما تسابق المحللون السياسيون على شاشات القنوات الفضائية يحللون ويفسرون ويتباكون على الفردوس المفقود صنعاء , وأجمع الكل على أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها هذه الجماعات المسلحة الحوثية تعتبر أحتلالآ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى . وتداول النشطاء السياسيون على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور والبوسترات التي تظهر هذه الجماعات المسلحة الحوثية منتشرة في شوارع وأحياء عاصمتهم صنعاء واستحداث بعض النقاط العسكرية عند التقاطعات والإشارات المرورية المختلفة .
وتصدرت الناشطة السياسية والحاصلة على جائزة نوبل للسلام السيدة توكل كرمان الاخوانية التباكي والنحيب على عاصمتها المحتلة والتي استباحها في غمضة عين السيد عبدالملك الحوثي بالمليشيات المسلحة .
لكل هؤلاء أقول أين كنتم عندما أستباح جيشكم الجرار الجنوب العربي في العام 1994م ؟
أين كنتم عندما أفتى أحد شيوخكم الأجلاء الفتوى الشهيرة والتي تجيز استباحة الجنوب العربي وشعبة ؟ أين كنتم أيها النشطاء السياسيون عندما تم نشر المعسكرات واستحدثت النقاط العسكرية داخل المدن الرئيسية بمختلف محافظات الجنوب العربي المحتل وتحويل هذه المحافظات إلى ثكنات عسكرية ؟ أين كنتم أيها المحللون والنشطاء السياسيون عندما يقتل أطفال وشباب الجنوب العربي بتهمة رفع علم الجنوب على أسطح منازلهم للتعبير عن حبهم وانتمائهم للجنوب ؟ أين كنتم عندما يتم قمع التظاهرات السلمية الجنوبية بالرصاص الحي وقتل الجنوبيون بدم بارد ؟ أين كنتم أيها الأشاوس عندما قتل العديد من شيوخ ومقادمة الجنوب وما مقتل الشيخ سعد بن حبريش ببعيد عنا ؟ أين كنتم عندما تم تسريح الجيش الجنوبي بكاملة وفي غفلة من الزمن ؟
لن تتباكون ولن تذرفون دموعكم على شعب اضطهدتموه وجعلتوا أهلة أذله وشبابه على أرصفة الشوارع وانتم تتمتعون بكل الامتيازات وتشيدون طرق وجسور وأبراج عاصمتكم من ثرواته وخيراته المنهوبة .
وأخيرا أقول ذوقوا وتجرعوا من الكأس الذي أذقتمونا منه العام 1994م , وسوف يستعيد الشعب الجنوبي دولته شاء من شاء وأبى من أبى والله من وراء القصد