لم يتبق سوى الغبار في ساحة الجامعة الجديدة، وبطانيات عالقة على أسوار الجامعة تم امتهانها بطريقة ثورية انتقالية متداولة، لازم أصحابها البقاء في التصعيد الثوري عبر النوم داخل بقايا المخيمات التي تحولت إلى غرف ومساكن شعبوية وبقالات ومحلات متنوعة، نصبت هذه المخيمات في عام 2011 ومرت خلالها ثورتان لم تسأل عن جرحى وفقراء وثوار عاصروا معاناة الثورتين ولا حتى عن أبسط مطالبهم التي خرجوا لأجلها وبقوا معتصمين فيها حتى قبل أمس الماضي،عندما قامت جرافات فجر الاثنين على جرفها كاملة بأوامر من الرئاسة بذريعة أنها محدثة مشكلة وأزمة للسير والزحمة وللمشاكل التي تصدرها الساحة. وهذا حاصل حسب قول أحد المعتصمين. قال إن استمرار الساحة بهذه الطريقة كانت مخيفة ومنتجة للمشاكل الدائمة ابتداء من مضايقة المواطنين وطلاب وطالبات الجامعة. ويقول آخر إن البلد لم تعد بحاجة إلى ثورات كمثل ثورتنا المغدورة، وأشار إلى أن الثورة ليست بحاجة إلى ساحة اعتصام تستمر أربعة أعوام لا يعلم من تبقى فيها أن ثوراتهم سرقت وأهدافها رسمتها قوى وأحزاب وأشخاص عبر مقاساتهم الضيقة. بالإضافة إلى أن جميع من بقوا في ساحة الجامعة كانوا لا يريدون تحقيق أهدافهم الثورية قبل اتخاذهم الساحة مكاناً للرزق والنوم فقط. ومن الصعب أن تتحقق الثورة بالطرق التي يريدها بقايا المعتصمين. لم يتبق شيء فجر يوم الاثنين قامت جرافات وبرفقة أطقم أمنية تابعة للأمن المركزي وسيارات شرطة بجرف كل المخيمات وأكوام القمامة الكثيفة التي تجمعت منذ ما يقارب أربعة أعوام كانت تعجز قلابات وعمال النظافة الدخول من أجل إخراجها. وحسب ما قاله عبدالباسط وهو من بقايا المعتصمين إن الجهات الأمنية قد قامت باعتقال أشخاص قبل جرف الساحة بيومين بتهم مختلفة، وأن جرف الساحة جاء بعد تحذير من الجهات الرسمية للمعتصمين برفعها ولم يتوقعوا ان هذه الجهة بعد التحذير ستقوم بتنفيذ الأوامر التي قالوا إنها من الرئاسة. ويقول خالد الحمادي إن الجرافات لم تراعِ أصحاب المخيمات لرفع أدواتهم وكان الجرف بطريقة عشوائية، وأضاف انه تم جرف محلات مع البضائع والثلاجات التي بداخلها.ويشير خالد أن أحد مالكي البقالات كان يرجو سائق الجرافة كي يتمكن من انتزاع ثلاجته التي كانت على فوهة الجرافة ولم يسمح لصاحبها انتزاعها ليتم جرفها مع أجهزة كثيرة إلى وسط قلابات حملت أكوام الأخشاب والركام إلى مقلب الأزرقين. المعتصمون الذين أخرجوا من الساحة اتهموا الجهات الرسمية التي قامت بالجرف وحملوها المسؤولية جراء ذلك وسقوط جرحى ومختطفين ومتضررين إثر جرف المخيمات. وقال أحد المعتصمين الذين كانوا في الساحة قبل تنظيفها إن المعتصمين ذهبوا إلى مكتب أنصار الله يستغيثون بهم مما دفع بطالبين منهم للتدخل، لكن حسب هذا المصدر ان الحوثيين قالوا لهم لسنا على معرفة بذلك الاقتحام للساحة وغير قادرين على منع الجهات التي قامت بذلك، هناك أوامر رئاسية سمحت. أكشاك على وشك الجرف ثلاثة أكشاك وبقالة جوار الجامعة الجديدة تم افتتاحها بتصاريح من الجهات الرسمية، بعضها قبل عام 2000 ومنها بعد هذا العام بسنوات قليلة. وحسب عارف الوليدي صاحب كشك قال إن الجهات التي قامت بجرف المخيمات أنذرتهم برفع بضاعتهم من داخل هذه الأكشاك لأنه سيتم جرفها عصر الثلاثاء، حيث قد تم إنزال الجرافات إلى جوار أكشاك تبيع الصحف والمجلات وثمة خلافاً بسيطاً أجل جرف الأكشاك إلى صباح الأربعاء. الأكشاك قديمة وليست هذه المعلومة غريبة على أحد وبالذات على طلاب الجامعة الذين أصبحوا اليوم مهندسين وإعلاميين وصحفيين وأطباء ووزراء وآلاف الكوادر الذين مروا واقتنوا المعرفة من هذه الأكشاك. وتعد هي المحطة الأولى لشباب الثورة الآوائل للانطلاق من جوار بوابة الجامعة حتى جوار هذه الأكشاك لتبدأ شرارة الثورة. والجدير ذكره بأن الفضل الكبير يعود لمحمد النعماني وكشكه الصغير الذي كان هو ظهر الأمان للشباب الآوائل عندما كان يقوم الأمن بملاحقة الطلاب من أمام الجامعة ومنع توزيع المنشورات للطلاب والطالبات ليقوم المناضل محمد النعماني بحمايتهم وتخبئتهم تحت طاولة كشكه الصغير الذي يعول منه أسرته الفقيرة.والجميع يعتبر هذا المكان الأول لانطلاق ثورة 2011 ومكاناً لنشر الوعي والمعرفة، ولا نريد أن نكافئ محمد النعماني وعارف الوليدي وغيرهم من مالكي الأكشاك القديمة بهذه الطريقة المجحفة التي لا تليق بهم كمناضلين وناشرين للوعي والمعرفة، منذ ما قبل عام 2000 وهم يزاولون بيع الصحف والمجلات والكتب، ونتمنى من رئيس الجمهورية والجهات الرسمية أن يراجعوا قراراتهم فهذه الأكشاك قديمة وتحمل تصاريح من قبل تواجد الساحات بسنوات وان المجتمع والجامعة بحاجة إلى كشك المعرفة.وليس لهم علاقة باعتصام الساحة.