بعد مخاضٍ عسير ومعقد استبشر اليمنيون بولود حكومة الكفاءات عل وعسى أن تدمل الجروح النازفة التي نخرت جسد الوطن المنهك بدءاً من الاقتتال الهمجي الذي استباح الأخضر واليابس ليصبح الوطن المعطى في دوامة الصراع الممنهج والطوفان المخيف ليظل الوضع السياسي والاقتصادي في مدٍ وجزر. فغزو المليشيات للمحافظات والمدن في حكومة الكفاءات الوليدة يدل على أن هناك تنافر وتضاد لايمكن لهما التمحور إلى بر الأمان نظراً لغزو المليشيات اللامحدود بحيث شكل عائقاً محدقاً أمام حكومة الكفاءات التي أصبحت مسلوبة الإرادة ومشلولة غير قادرة على المضي قدماً في انتهاج سياسة المواطنة المتساوية كون المعطيات على الأرض تخالف تصور حكومة الكفاءات المعتكفة على نفسها بين أربعة جدران خرس لا تعي ما يدور حولها كأنها في غيبوبة ومرض أبدي ألزمها الفراش حتى إشعار آخر.. فحكومة الكفاءات التي يعول عليها أبناء الوطن إذا ظلت على هذا المنوال الخطير وفي صمت مريب وغير مقبول تجاه ما يحصل فإنها لامحالة سوف تظل في نظر السواد الأعظم من أبناء الوطن سوى سحابة صيف عابرة لا صدى يخلدها سوى الصمت والانزواء العقيم في بلد الحكمة والإيمان .. فاتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع بين الأطراف السياسية ما هو إلا حبراً على ورق والذي من خلاله لابد للأطراف أن تجنح تحت وطاءة السلم بعيداً عن أي إشكاليات حتى ينعم أبناء الوطن بالأمن والأمان لنجد بين عشية وضحاها أن هذه التصورات ماهي إلا ضحكاً على ذقون الغلابى ابتكرها الساسة ونفذتها المليشيات بتوغلات غير مسبوقة ومخالفة لكل بنود الاتفاق لتشكل هذه العوائق الجسيمة تحدياً لا نظير لها أمام حكومة الكفاءات على مدى جدولها الزمني المكدس بدا هذه المليشيات التي عاثت في الأرض والوطن فساداً وقهراً وتنكيلاً... اليوم ومن خلال الأحداث التي يئن بها الوطن بات على حكومة الكفاءات إيجاد حضورها القوي والفعال في كل الأطر الحياتية وفرض هيبتها في كل أصقاع الوطن حتى تقطع التكهنات على من تسول له نفسه الانفراد بالقرارالسياسي دون عامة الشعب وتعلن بالفم المليان أن الوطن يتسع للجميع بعيداً عن الافتراضات التي تسلكها بعض القوى التي تحاول مراراً وتكراراً الغوص في أسرار الوطن بكل جهوية وطائفية وكأننا في العصر القديم هذه العوامل الإدراكية أمام أعيننا التي تقوم بها المليشيات من شأنها إحداث فجوة في مكونات المجتمع تحت اعتقاد خاطئ وغير ملزم لكل أبناء المجتمع بحيث أصبح أبناء الوطن بين مطرقة المليشيات وسندان توغلها الجنوني المتخذة شعاراً عاماً بأن كل ما تقوم به هو حقاً مشروع في ظل حكومة الكفاءات التي ارتفع فيها الخراب والدمار والبكاء والآهات فحكومة الكفاءات يتطلب منها اليوم قبل الغد وقف هذه المسرحية الهزيلة التي تقوم بها المليشيات حتى لا تفقد بريقها الخافت عند أبناء الوطن الذين يكتوون بنيران هذه المليشيات دون رقيب أو حسيب من حكومة الكفاءات التي كأنه لا تعنيها هذه الأحداث المؤلمة التي تسطرها هذه المليشيات هنا وهناك في أصقاع الوطن المنهك اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً جراء هذه النتوءآت المستوحاة من الجهل والتخلف والجهوية العمياء.. إن ما يحزنني صمت حكومة الكفاءات المخيبة للآمال وكذا الأفكار الهدامة غير المسبوقة في تاريخنا المعاصر الذي ارتوى من هذه الأفكار بكاءاً وندماً على الماضي الجميل الذي ولّى دون رجعة مع هذا التضاد العقيم الذي أصبح معادلة حياتية استنتجتها اعتقادات وتصورات أحادية الجانب بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق اللذين فقدا في وقتنا الحاضر المليء بالخزعبلات والكذب والزيف الذي أصبح سمة أساسية للأقنعة الزائفة التي ترى حلم وآمال أبناء الوطن من زاوية ضيقة أو من خرم إبرة على مر الأيام والسنين ...