يحتفل شعبنا الصابر في الجنوب العربي المحتل بالذكرى السابعة والاربعين لعيد الاستقلال الوطني من المستعمر البريطاني ، ويقف شعبنا في هذا اليوم بشموخ واجلال متأملاً عظمة اولئك الابطال الاماجد الذين صنعوا فجر هذا اليوم العظيم برحيل آخر جندي بريطاني من جنوبنا الحبيب ، واعلان الاستقلال الوطني من المستعمر البريطاني في الثلاثين من نوفمبر 1967م . مثل هذا اليوم النوفمبري المجيد لحظةً فارغة في تاريخ شعبنا في الجنوب العربي رسمت معالم الدولة الجديدة والتي توحدت فيها وبزمن قياسي كل السلطنات والمشيخات والكونتينات ، وتلاشت فيها كل الفوارق الطبقية والجهوية والمناطقية ، فتشكلت معالم الدولة الجنوبية الجديدة دولة الجنوب العربي . هذا الشعب العظيم الذي صنع ملحمة نوفمبر الكبرى في 1967م - عزم احفاده اليوم على اعادة التاريخ من جديد من ساحة الشرف والبطولة (ساحة الحرية بخور مكسر ) . وبهذا الصمود والصبر والاصرار يسجل شعبنا البطل ملحمة اسطورية جديدة ورائعة ، بل وفريدة من نوعها ، عن طريق التعبير عن حقه في استعادة دولته من المحتل اليمني - بالطرق والوسائل السلمية المختلفة . وقد كان شعبنا في الجنوب صاحب السبق في ابتداع هذا النوع من النضال في هذا العصر المتطور . ولا قرو ان قلنا ان الجنوب قد اصبح بهذا النضال على مرمى حجر من تحقيق اهدافه وطموحات ابنائه . كيف لا وقد اصبحت قضيته في المحافل الاقليمية والدولية ، وتعد اهم قضية في الشرق الاوسط بعد القضية الفلسطينية ، وان كانت بعض الدول تتحفظ تجاه قضيتنا ، نتيجة المصالح المتبادلة المشبوهة مع عصابات الاحتلال اليمني . اطفال وشباب وشيوخ ونساء يسطرون اليوم اروع معاني النضال ويرسمون اجمل صورة لشعب عظيم ، يطالب سلمياً بفك الارتباط من دولة الاحتلال اليمني ، واستعادة دولته، دولة النظام والقانون ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) على كامل ترابنا الوطني . تحية لكم بحجم الوطن ايها الصامدون في ساحات الصمود والشرف ، ودمتم ابطالاً وحماةً ورعاةً وبناةً للجنوب العربي ، واياكم ان تنحنوا او تستكينوا فربما كما يقال لا تأتيكم الفرصة كي ترفعوا رؤوسكم مرةً اخرى . الرحمة والمغفرة لشهداء نوفمبر ، وشهداء الثورة الجنوبية السلمية المباركة ، الشفاء لجرحانا الابطال ، الحرية لمعتقلينا في سجون الاحتلال اليمني، وانا لنا مع النصر موعد وانا لنا مع النصر لقاء .