ونحن نقف على عتبات استقبال الذكرى (ال45) للاستقلال الوطني الأول كذكرى خالدة لها أهميتها ودلالاتها لدى شعبنا في الجنوب ، وذلك ليس فقط من كونها نتجت عن فعل ثوري ومواجهات مع الاحتلال البريطاني ، بل وكذلك ملاحم بطولية كفاحية ممهورة بالدماء الزكية الطاهرة دفعها شعبنا كفاتورة ثمنا للحرية والعزة والعيش الكريم . الكثير من صناع هذا المجد وهذا الانجاز العظيم الذي تكلل بالانتصار الأعظم قد قضوا نحبهم وواروا الثراء ، غير أنهم تركوا لنا مواقف وبطولات في صراعهم مع المحتل البريطاني ، الذي يفوقهم بالعدة والعتاد وكل الإمكانيات التي تمكنه من خوض المواجهات بسهولة ، غير أن الطرف الأخر أي الثائر الجنوبي سلاحه أقوى مكنه في نهاية الأمر من تتويج هذا النصر المؤزر ،وهذا السلاح الذي أنكسر أمامه المحتل البريطاني هو (الحق) الذي مكن الثائر الجنوبي من الاستمرار و الصمود دون الاكتراث للإمكانيات التي يملكها عدوه المحتل المغتصب لأرضه ، لذلك كانت ضربات الثوار لها وقع شديد ومؤلم أدرك المحتل البريطاني في نهاية الأمر انه ما علية إلا الرحيل وتسليم الأرض لأصحابها وهو ما حدث بالفعل في 30 من نوفمبر 1967م . ومن ملحمة هذا الانتصار النوفمبري الذي نحن على موعد قريب للاحتفال به في الساحات والميادين كجيل اخذ ويأخذ على عاتقه استرداد الوطن المغتصب من محتل أخر لا فرق بينه وبين المحتل البريطاني إلا بالهمجية والجهل و التخلف أنه المحتل الشمالي ،الذي أتى يدمر ولا يبني يجهل ولا يعلم ينشر الفوضى والخوف والرعب والقتل والفساد في كل شبر وكل رقعة من ارض الجنوب مما جعل الجنوب يموج ويغرق في وحل أعماله الفوضوية وممارساته البربرية بحق الإنسان و الأرض الجنوبي . ستبقى ذكرى نوفمبر رسالة لثائر الجنوبي الذي يفترش الساحات والميادين اليوم أخذا على عاتقه خوض شكل أخر من أشكال النضال السلمي التحرري الواعي لاسترداد الوطن كحق الشرعي متسلح بهذا الحق كما تسلح الإباء الذين نحن على مشارف استقبال ذكرى انتصارهم على المحتل البريطاني وفي المقابل رسالة تبقى للمحتل الشمالي بان القوة الحقيقية هي قوة الحق وليس قوة العدة والعتاد كما كان يتصورها ويتوهمها المحتل البريطاني الذي انهار أمام ضربات جنود الحق فهل يعي محتل اليوم من درس والعبر الذي تلقنها محتل الأمس ؟ رشاد قاسم احمد