صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، بأغلبية كبيرة على قرار غير ملزم للحكومة، للاعتراف بدولة فلسطين؛ وذلك في جلسة تصويت عقدت مساء اليوم (الثلاثاء) وشهدت تبادلا لخطب ساخنة من الطرفين المؤيد والمعارض. ومن أصل 506 نواب حضروا الجلسة، وافق 339 على القرار مقابل 151 صوتوا ضده، بينما اختار 16 نائبا الامتناع عن التصويت. في حين غاب 77 نائبا عن جلسة الجمعية الوطنية البالغ عدد أعضائها 577 نائبا. وتعد هذه النسبة كبيرة مقارنة مع نتائج تصويت البرلمان عادة، حيث لم تحصد حكومة مانويل فالس خلال التصويت على الثقة، سوى 268 صوتا. رغم كونها تحظى بتأييد الأغلبية وأيد نواب اليسار والخضر ويسار الوسط القرار، فيما عارضه نواب اليمين، وفي مقدمتهم حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي يقوده الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وحزب الجبهة الوطنية الذي تقوده اليمينية المتشددة مارين ماري لوبين. وشهدت الجلسة التي استمرت لحوالى ساعة، إلقاء رؤساء الفرق البرلمانية لخطب توضح مواقفهم من القضية. فيما تعالت أصوات الاعتراض والتأييد بين الفينة والأخرى. وانتقد رئيس الفريق البرلماني لحزب الحركة من أجل الجمهورية كريستيان جاكوب بشدة تأييد نواب اليسار للقرار، قائلا إن الموقف يضعف سياسات الرئيس فرانسوا هولاند "الضعيفة أصلا".
وعبر عن اعتراضه الشديد على القرار. فيما قال ممثل كتلة اتحاد الديمقراطيين المستقلين فيليب ديجيي إن القرار يمثل رمزية كبيرة لدعم السلام والاستقرار، وتحرر الفلسطينيين. وعلى المنوال نفسه أعلن ممثل كتلة الخضر فرانسوا دو روجو أنه ومجموعته يدعمون القرار "بفخر ومسؤولية"، واصفا قرار الاعتراف بأنه "نداء للحوار والتهدئة". متحدثا عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. أما المتحدث باسم نواب الحزب الراديكالي الجمهوري الديمقراطي التقدمي، فقد عبر عن وجود انقسام داخل كتلته بين مؤيد وممتنع عن التصويت. مشيرا إلى أن سبب الامتناع هو سياسات حركة "حماس" وموقفها من السلام. أما ممثل حزب اليسار الديمقراطي والجمهوري فرانسوا اسانسي، فقد قال إن التيار الشيوعي يدعم القرار بقوة لأنه تكريس ل"كفاح تاريخي" ويجسد حق الشعوب في تقرير مصيرها. وأشار إلى التصويت على القرار يعني توجيه رسالة واضحة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تقول "لا للاستيطان والنظام الاستعماري". وأعرب اسانسي عن تأييد السلام وفقا للقرارات الدولية. وقال إن "الأممالمتحدة صوتت في 1948 على قرار التقسيم، وحصل الإسرائيليون على دولة، بينما لا زال الفلسطينيون ينتظرون".