إعداد و تصوير : صدام اللحجي ان الكتابة عن القصور والمباني التاريخية والأثرية المنتشرة في جنوبنا الحبيب بشكل عام والتي خلفها السابقون.. أي في عصر السلاطين دليل على أهمية الأثار في اثراء مصادر البحث التاريخي،، فهي تعبر عما وصلت آلية العقلية في مجالات التخطيط الهندسي في تلك الحقبة الزمنية العريقة والقديمة،، وتروي قصة الاطوار الحضارية التي مر بها الجنوب عبر تاريخه الطويل،، ومن اهم هذه القصور الواقعة بمحافظة لحج هو..
قصر السلطان ((العبدلي)): يعد قصر السلطان العبدلي من اشهر القصور التاريخية وما يحتويه من معالم أثرية في الحوطة والجنوب عامه،، يقع في وسط مدينة حوطة لحج،، ويسمى بقصر السلطان ((عبدالكريم بن علي بن عبدالله العبدلي)) الذي قام ببنائه عام((1343)) هجريه،، يتكون القصر من أربعة ادوار وقد بني بطراز مشابه لمباني الشرق الاوسط،، وهذا مما جعله متميز بشكله وبطرازه عن غيره من القصور.. بجانب القصر كانت تقع حديقة تسمى بحديقة ((الأندلس)) قديما وقد اشتهرت بجمالها ومناظرها الخلابة واشجارها الخضراء حيث كانت تحتوي هذه الحديقة على اروع التحف الفنية الطبيعية المختلفة التي كانت تحتويها قديما،، بل وكانت عبارة عن قبلة للزائرين من مختلف البلاد..
طمس التاريخ يعني طمس للهوية: ((عدن الغد)) زارت قصر السلطان العبدلي وحديقة الاندلس ومحاولة رصد وكشف واقع الحال لأهم المعالم التاريخية في الجنوب ولحج خاصة ،، فقصر السلطان بلحج الحالي يعاني الاهمال والدمار والخراب لعدم قيام السلطة المحلية في المحافظة بدورها وذلك بإجراء ترميمات للبنيان وغيرها،،وحقيقة الامر أنه والى هذه اللحظة لم تقدم اي اعمال ترميمية للحفاظ على ما تبقى من معالمه التاريخية فالقصر بحاجة الى اجراء صيانة وترميمات عاجلة،، فهذا القصر يعتبر تأريخ وتراث مجيد يتحدث عن حقبة من الزمن الجميل التي سادت فترة من الفترات وانتهت لتبقى معالمها التاريخية والحضارية شاهدة عليهم وعلى ما قدموه للأجيال القادمة،، ولكن لا حياة لمن تنادي..
فالحديث عن وضعه الحالي وكيف وصل به الحال من الاهمال والخراب والدمار لاسيما وانه قد بات ايلا للسقوط ،، ناهيك عن سياسة السلب والنهب الذي يتعرض لها منذ سنوات مضت،،حيث طالت مقتنياته الأثرية والتاريخية العريقة دون رقيب او حسيب،، بل وتعرض لأكثر من مره للاقتحام من قبل قوات الجيش اليمني الذي قامت بتكسير أبوابه في اكثر من مره،، وقامت بنشر قناصيها فوق اسطحه وجعلته عبارة عن ثكنة عسكرية خلال اشهر ماضية،، دون أي اعتبار لعراقته ومكانته التاريخية..
حديقة الأندلس.. وكيف أصبحت الآن؟؟ ان من أهم المعالم التاريخية والمعروفة والتي كان يشتهر بها قصر السلطان عبدالكريم بن علي بن عبدالله العبدلي هي ما تسمى بحديقة ((الأندلس)) سابقا،، حيث تبلغ مساحتها400م وتم توقيع اتفاقية لمشاريع خليجي عشرين ومن ضمنها الحديقة في تاريخ 27-6-2009م والجهة المنفذة هو بشير مجيدي وقد بلغة اجمالي المنصرف بالمستخلصات لها 8.767.875 نسبة الانجاز الفعلية 20في المائة والمتبقي من التكلفة هي21.833.625 وكل هذه الارقام والمبالغ والتكليفات وغيرها لم تنفذ منذ التوقيع على هذه الاتفاقية حيث اصبحت حبرا على ورق.. حديقة الأندلس سابقاً لقد كانت هذه الحديقة من اهم المعالم التي كان يشتهر بها قصر السلطان حيث كانت تحتوي هذه الحديقة وفقا للمراجع التاريخية والعلمية من اجمل انواع الاشجار الجميلة.. ولكن ان الناظر لحالها الان يندهش من هول ما وصلت اليه هذه الحديقة العريقة والقديمة فلا ترى اشجار ولا ترى زهو ربل ما تشاهده الآن عبارة عن مكان خاليا من الحياة فالمنظر يدمي القلب الماً،، لماذا وكيف ومن المسؤول عن هذا؟؟ اصبحت الحديقة عبارة عن ركام من الحجارة بل وجرداء من اي شجر،، حيث اصبحت مكان لمكب النفايات ومأوى للأغنام والادهى والامر من هذا هناك خطر محدق بهذه الحديقة العريقة وهو خطر تهديدات البسط والبناء العشوائي على مساحتها بل البعض منهم قد بسط على اجزاء منها،، مستغلين بذلك غياب الجهات المختصة في المحافظة،، وعدم قيامها بواجبها للحفاظ على ما تبقى منها،، مع العلم انه لم يتبقى منها سوى ارض قاحله ويابسه فقط..
الختام ومن نافلة القول أن حماية الممتلكات الثقافية مسألة تعتمد بالدرجة الاولى على جهات الاختصاص في المحافظة وكذا على الوعي الثقافي والاجتماعي والضمير الوطني وأدراك مدى أهمية هذه الممتلكات بما تشكله من أرث ثقافي وحضاري للمجتمع ككل ومن هنا يصح القول بأن حماية تراث المجتمع هي مسؤولية كل أفراد المجتمع،، فهل ستصل الرسالة؟؟