كلمات شاخت حبيسة ، تبحث دوماً عن قلم وأخيرا نورها شاع يوم لامس حرفها الاول راس القلم سارعت هي ولم يقاوم هو ، استسلم لتدفقها ، تبعها وكله شجن سابقت هي الزمن ، ضلت في زخم ، بحرارتها ازاحت عنه غبرات الزمن توهج القلم وأبصر نوراً وحبس انفاسه وغاص سطوراً شاركته الشغف ومدته بالأنفاس ، فكان هو لها محباً مرشداً وفي عز انشغاله وقمة ضياءه اشارت له لأقرب موقفاً اعياءاً توقفا معاً في تناغم ، وسألها ماذا تكتبين ؟ هزت رأسها شاكرة ، ولفظت بعدها انفاسها الاخيرة.
دمعة حبر هي اخر ما بقى في القلم ، اسقطها وقفز الى اول السطر ليرى ما كتب فوجد: " احتضار يوم : (الساعة 11:59 مساء) اظنها ساعة الفراق يا احباب اليوم والأمساعلم انكم لاحقون ولكني الان بمفردي ويومي لا ارى له غدا ، لا ارى سوى ومضات ضؤء خافت ، هل ياترى ترون ما ارى ؟ ام انني وحدي الان ؟ ، هل مازلت بينكم هلا تجيبون ؟ هل تسمعونني ؟ لما لا تردون ؟ كم الساعة الان ؟ اعزائي ، اضنني قد فارقتكم الان ، احبائي دعواتكم لا تنسون اعدائي ، ان اخطئت سامحون ، انا لله وانأ اليه راجعون"
ضحك القلم ... قائلاً : أملؤني بالحبر فإنها ستأتي غداً. بقلم : لؤي أحمد علي