شاءت الأقدار ان يتولى الشاب عادل باحميد حاكما لمحافظة حضرموت كبرى محافظاتاليمن مساحة وأكثرها ثروة نفطية وسمكية خلفا للشاب خالد الديني ، وبالمناسبة السلف والخلف كلاهما من مواليد 1973م ! غير انهما يفترقان في انتمائهم السياسي السلف المؤتمر الشعبي العام جناح علي عبدالله صالح ، والخلف التجمع اليمني للإصلاح من حواضن الإخوان منذ بداياته كطالب في جامعة عدن وأشرافه على الندوة العالمية للشباب الإسلامي وحتى تأسيسه لمؤسسة العون التابعة لسالم عبداللاه بن محفوظ وقبلها كان مديرا لمؤسسة طيبة الخيرية .. عموما لم يكن قرار تعيين (باحميد) مفاجئ بالقدر الذي كان يتوقعه اخرون لطالما دخول البلاد في وضع سياسي مضطرب وغير مستقر منذ مابعد فبراير 2011م وحتى يوم 21 ديسمبر الذي صادف توقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية بدخول قوة جديدة على معادلات نفوذ الحكم والقرار في صنعاء كأمر واقع حيث أصبحت قوة فعلية على الأرض تفرض خياراتها وشروطها اما بالقوة او عبر تفاوض ثنائي عبر مؤسسة الرئاسة في (القصر) ومع ذلك لم تكن حضرموت في معزلا عن حسابات معادلات شروط القسمة التي غالبا ما يتم فرزها على اساسات توازنات الجنوب مع محافظة عدن لمجرد التفاوض في لعبة المقايضات عند مراكز التقاسم اذا ما نظرنا الى محافظة الحديدة وذمار ، والثابت إن حركة تعيينات المحافظين الأخيرة مردها إلى مفاعيل سياسية ولعبة مصالح لا أقل ولا أكثر ؟! وأمام المختص الطبي د عادل باحميد سليل التربوي القدير والفنان التشكيلي الأستاذ محمد علي باحميد ، أوجاع مؤلمة تعاني منها حضرموت على امتداد ساحلها وواديها لاسيما في ظرفاً بالغ الصعوبة والتعقيد !! قد يقول قائل وتردد كثير من النخب الحضرمية بمختلف تياراتها الفكرية والسياسية انه يجب ان تكون حضرموت حزبنا الكبير وجهودنا يجب ان ترتكز على الحفاظ على أمنها واستقرارها وتجنبها الفوضى يبدو الكل متفق على هذه العناوين .. لكن على أرض الواقع الموضوعي ما يحصل من عبث يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان ما يقال لا نجد له اثر على حياة الناس حيث إن الملف الأمني من أكبر القضايا المزعجة والمقلقة وعندما تطلب موقف شعبي او نخبوي او مجتمعي للتصدي والمساعدة للحد من الجرائم الأمنية كالقتل والنهب والفوضى يباشرونك بالرد فين الدولة ؟ وبكل امانة تكونت على مدى السنوات الماضية في حضرموت شبكة مصالح واسعة عبر دوائره السلطة والحكم والمقربين ، وتداخلت عوامل تحالفات المصالحة عند طبقة الحكم ومن خارجها ومعتهما علاقات يحكمها حبل المصلحة بدء من أعضاء مجالس محلية ومدراء عموم تنفيذيين في المديريات والمحافظة وكذلك أعضاء مجلسي النواب والشورى وحتى قيادات سياسية بالمحافظة لم تسلم من تقاسم الكعكة جميعهما وفر لهم الحزب الحاكما سياسيا وتنفيذيا غطاء لتضخم دائرة المصالح ؟! والغريب ان الكل يتكلم ضد الفساد ومخاطره ، عجبي !! ناهيكم عن تصاعد نشاط حركة العصيان بين الحين والاخر في المحافظة وما يرافقه من مظاهر عنف وفي المقابل دخول حلف قبائل حضرموت في برنامج تصعيدي جديد مطالبا بتنفيذ ما تم الاتفاق مؤخرا مع السلطة على خلفية مقتل المقدم سعد بن حبريش العليي قبل نحو عام . أضف إلى ذلك مشروع ( العصبة الحضرمية ) !! وفوق هذا وذاك يقابله انهيار بشع وتراجع شديد في بنية المنظومة القيمية الاجتماعية .. أشفق وبتعاطف شديد مع المسئول الذي يريد ان يجدول شروعه في حلحلة ملفات متراكمه وبهذا الحجم ! وأجزم إن حلها يحتاج إلى وقفه مجتمعية مسئولة لا تستثني القوى السياسية وشرائح المجتمع بكل مكوناتهم ووجاهاتم حتى لا يسقط المعبد فوق الجميع . وكفى