تظل الثورة الجنوبية المباركة خطا ساخن لايكمن لااحدا فرملته كونه أمر حتمي لمفر منه في أصقاع الجنوب الذي نفث الغبار السوداوي إلى ابعد الحدود وأعلن نفسه معادلة صعبة لأتقبل القسمة على اثنين , نتيجة للتضحيات التي قدمها والتي لتنطلي على احد لتظل هذه التضحيات شعاع أمل وخط مستقيم لكل أبناء الجنوب التواقين للحرية والاستقلال .. لتتبلور هذه الإحداث إلى عملا ثوري وشعلة مضيئة إضاءة الجنوب المكبل بالسلاسل والأصفاد لتغرس بين أبناءه بكل عنفوان عزيمة فولاذية لايمكن كبحها بأي حالا من الأحوال على مر الأيام والسنين .. اليوم ومن خلال الإحداث التي يمر بها الجنوب يتضح في الأفق إن القضية الجنوبية تتعامل بازدواجية في المعايير خاصة من قبل ساستها الذين ينظرون إليها من زاوية عكسية بعيدا عن تطلعات ابنا الجنوب الصامدون صمود الجبال في الساحات والميادين الذين ليبارحونها برهة من الزمن لتشكل هذه الإرادة القوية دافعا معنويا كبيرا لكل أطياف المجتمع الجنوبي تجاه قضيته التي تقتل وتنتهك بفعل ساسة همهم الأول والأخير فرض نظرياتهم على الشارع والاعتقاد بها كونها مسلمة لاتحتاج إلى معطيات وبراهين بحيث شكل هذا التوجس الذي يراود الساسة إلى ظهور معضلة جمة أرمت بظلالها إلى إن تظل القضية الجنوبية محلك سر في غيبوبة بعيدا عن تطلعات السواد الأعظم من أبناء الجنوب المغلوبون على أمرهم نتيجة هذه الإعمال الدخيلة على الثورة الجنوبية التي لاتتحمل هذه الاخطاء القاتلة من قبل ساستها خاصة في هذه الظروف العصيبة .. أكثر من سبعة أعوام والجنوبيون يكابدون القتل والبطش والتشرد والضياع والتنكيل وساستهم في خبر كان وسباق عميق كأنهم من كوكب أخر غير كوكب الجنوب لتفرز هذه الإحداث العقيمة التي تكتنف الساسة بان يظلوا آلة هدم لامناص منها بتعنتهم هذا اللام حدود وكان الجنوب خاليا من الكفاءات البشرية في الريادةة الحقيقية التي انعدمت عن هؤلاء السابحون بأفكارهم الهلامية في اتجاه مغاير وزاوية عكسية لأتمت للجنوبيين الشرفاء بأي صلة في مراحلهم الوطنية في كل الأطر الثورية .. فالجنوبيون إذا مارادوا دولة حقيقية يجب عليهم عدم اللهث وراء هذا السراب المسمى ] الساسة[ حتى لأتصاب القضية الجنوبية بمقتل ونترحم عليها قبل التحرير والاستقلال اللذان اصب حاء تشوبهما شوائب عدة عل أهمها الساسة والأباطرة الذين شكلوا بتفرقهم وتشتتهم عامل أساسي في إن تظل القضية الجنوبية رهينة المحبسين تقتل وتنتهك بفعل سياسة فلذات أكبادها الذين صاروا ينظرون لمصالحهم الشخصية بعينا ثاقبة بعيدا عن القضية الجنوبية الأساسية والمحورية التي صارت بين كماشة نظام غاشم وسندان ساسة أكل منهم الدهر وشرب ليظلوا بهذا فعلهم أجسادا خالية لفائدة منها في حاضر ومستقبل الجنوبيين العاشقون للجنوب وذرات رماله الطاهرة في كل مكان وزمان …