في ظل المشهد السياسي المعقد الذي يكتنف الوطن لايزال الجنوبيين في بوتقة الصمت اللامعقول مما يدل على ان الجنوبيين باتوا في خبر كان وفي غيبوبة دائمة وكأنهم ليسوا بأصحاب قضية خرجوا من اجلها وقدموا قوافل من الشهداء لأجل استعادة وطنهم المنهوب الذي بات من المستحيل الحصول عليه في ظل هذا الانكماش المخيف الذي بات ظاهرا على السطح والذي افقد القضية الجنوبية بريقها اللامع وجعله في زاوية الجمود الأبدي الذي صم أذان الجنوبيين وجعلهم بعيدين عن قضيتهم العادلة التي لاتحتاج إلى براهين كونها راسخة وبعنفوان في قلوب الملايين الذين خرجوا لأجلها في الساحات والميادين اليوم ومن خلال الإحداث السياسية المعقدة التي يمر بها الوطن لابد إن يكون للجنوبيين دورا سياسي كبير تجاه قضيتهم وسد كل الطرق المجهضة لمشروعهم التحرري معلنين إن القضية الجنوبية لأتقبل القسمة مهما حاولت الإطراف المتناحرة فرض أجنداتها على الساحة السياسية التي يساورها المصير المجهول والتي زادت تعقيدا نظر التمسك كل طرق بمشروعة بحيث يتوجب على الجنوبيين إطلاق عنانهم إلى الأفق الوضاءة التي يحلم بها الشارع بعيدا عن العقم السياسي الذي أصبح الشبح المخيف المشعشع بين حنايا الساسة الجنوبيين البعيدين عن القضية ألجنوبييه بهذا صمتهم الأبدي وكأنهم أصناما لاتعي مايدور حولها من تغيراتها في المشهد السياسي المتفجر بين أصحاب النفوذ والمليشيات والذي يحاول كل منهما الانتصار على الأخر وأقصاه من الحياة السياسية .. هذه الإحداث الدراماتيكية التي تعصف بقوى النفوذ من شانها جعل القضية الجنوبية إن تأتي إلى الجنوبيين على طبقا من ذهب بعيدا عن التعب والمشقة خاصة إذا كان هناك قيادتا جنوبية تعرف معنى قيمة الأوطان كون الشارع الجنوبي لاينقصه شي سواء قيادة حكيمة تعرف الحذق السياسي واللعب بالبيضة والحجر مع هذه الإطراف لفرض سياسة الأمر الواقع بان القضية الجنوبية لأتقبل القسمة على اثنين وغير قادرة على الاندماج والتعايش في بيئة موبوءة بالجهل والتشرذم كأنها في العصر الحجري .. فالجنوبيون إذا ماارادوا دولة ذات سيادة يجب عليهم عدم الانطواء تحت مسمى المكونات بل يجب عليهم الانطواء تحت اسم الجنوب وجعل القضية الجنوبية إمام نصب أعينهم حتى للاتتاثر القضية الجنوبية بالعوامل الخارجية الدخيلة على المجتمع الجنوبي الذي نفثها دون رجعة على مر الأيام والسنين ... ان مايحزني ألما ان المليونيان الجنوبية لم تظهر في هذا الظرف السياسي الصعب وباتت تنكمش لاسبابا لم يعرف دواعيها ..حيث كان من المفترض ان تظهر في هذا الظرف وبقوة عن سابقاتها لقطع اليقين بالشك على هذه الإطراف المتناحرة بان القضية الجنوبية خلفها شعبا عظيم لايمكن لأي طرفا من الإطراف فرض أجندته على شعب الجنوب العاشق لوطنه وذرات رماله حتى الثمالة ... جل مانرجوه من إخواننا الجنوبيين الالتفاف تجاه قضيتهم بمعنى الوطنية بعيدا عن الغوص في اللامعقول حتى يؤكدوا لمن حولهم ان القضيه الجنوبية ساطعة في سماء الجنوب كسطوع الشمس مهما حاولت هذه الاطراف الى كبح سطوعها وان الجنوبيين من هذه اللحظة اكثر قوة وتماسكا من ذي قبل لايمكن لهم اضاعة هذه الفرصة التاريخة في غمضة عين هم في الاصل انتظروها سنينا وسنين وعلى احر من الجمر لكي يقولوا وبالفم المليان ان الجنوبيين سئمؤاء هذه الترهات العقيمة التي لاتغني ولاتسمن في حياة شعب الجنوب التواق ابناءه الى الحرية والاستقلال اللتان باتتا على خطى قريبه عاجلا ام أجلا...