يوم التسامح والتصالح لتطهير النفس والروح من رجس شيطان مشروع يمننٍّة الجنوب ونبذ مشروع أية نوع من الفيدرالية مع اليمن الشقيق، أنه يوم تجسيد الاستقلال في عمق الروح، بوحدة أبناء شعبنا فيها، بعد عقود التشتت والضياع والحرمان والموت والقتل والاغتراب في وطننا الحبيب، يوم نعيد اعتبار التاريخ فيه للوطن والهوية والأنسان، نخلد فيه كلنا الى الحياة، اعزاء شرفاء أحرار، لنزيل ما علق بِنَا من ماضي أسود، ونفتح عقولنا وقلوبنا وارواحنا لنور الله العلي العظيم، ليجعل التسامح والتصالح باب وطوق نجاة لخروج الوطن من محنة والآمة. الحكيم ميخائيل نعيمة قال: أن كان المرء يحتاج الى غسل وجهة يومياً من ثلاث الى أربع مرات، فلماذا لا يجرب غسل قلبة ولو مرة واحدة في عمرة. ونحن أبناء الجنوب، نطبق اليوم قواعد حقيقية لمبادئ التسامح والتصالح لنخلع ونجتث ماضي النخب الفاشلة من أوساطنا، من كان الكارثة الحقيقية، التي تسحب نفسها علينا حتى اللحظة في محنتنا في مستنقع اليمن الشقيق، عنوة أدخلونا فيها، ورغم محاولة شعبنا المستمرة للخروج من اليمننّة بكل مصائبها علينا، وهو ما ندشنه اليوم عملياً على أرض الواقع، بالتحضيرات الواسعة لوحدة الصف والهدف والرؤية والخطاب السياسي الواحد الموحد نحو أنجاز مهام نضالنا السلمي لتحقيق الاستقلال الوطني الناجز من أشرس احتلال عرفة التاريخ البشري، الاحتلال اليمني المتخلف، اليوم ونحن نتأهل ونتأهب نحو استرداد الوطن والهوية، تخرج خفافيش الظلام الميؤوسة لتروج مشروع الفيدرالية من أقليمين، ونسمع مروجيها في مواقع ومناطق مختلفة، يتباكون ويتقاطرون، بتقديمهم خدمة جليَّة لشعبنا في اخراجه من محنته لبر الأمان وهم يحفرون قبور جديدة لشعبنا بدموع مشروع يمننٍّة الجنوب مرة أخرى. لهؤلاء، نقول اليوم، كفى لعب، نعرفكم من أنتم وماذا تريدون بالبسيط الجنوبي، أنكم فشلتم وأنتم شباب، فكيف تنجحوا وأنتم عجزة تقفون عند بوابة عزرائيل، كُنتُم جزء بل المشكلة بكلها، فكيف تكونوا جزء من الحل، أتركوا الجنوب وشأنه، شعبنا كبر، وعرف طريق تحررّه، من هم أصدقاءه ومن أعداءه، نضج وعينا وصح عقلنا وعلمتنا مصائبكم ومحنكم الكثير، في ان نتوحد ولا نستكين أبداً، وأننا نحن شباب هذا الجيل، من يحق فقط أن نرفع لواء ومشعل التحرير، بعقول ذكية وعيون واقعية الرؤية وعقل سوي السلوك، وروح مليئة بالأمل والحب والتفاهم، بقبول الآخر والتعايش معه تحت سقف ثوابت الوطن الجنوب العربي، الوطن الذي ظلّ 47 سنة يرحل إلينا، فذهبنا اليه شهداء وجرحى، معتقلين ومختطفون مشردون ويتامى وثكالى وأرامل، كلنا رحلنا الى جنوبنا الحبيب، واثقون من أنفسنا، اننا عاهدنا أنفسنا وشهدنا خالقنا، ان نقف وقفة رجل واحد ونهب فريق واحد نحو الاستقلال والدولة والهوية، ملاذنا النهائي وقرارنا النهائي والأبدي، فيه نعيش أحرار، نطعم الحرية والحياة، كما كنّا عبر التاريخ، عبقها لازال ريحة طيبة لإسلامنا ترافقنا في أحلامنا، التي منها نرى لا مفر الى الحياة غير الاستقلال، والفيدرالية مع حكومات الهواء لنظام الاحتلال اليمني في صنعاء، سوى مضيعة للوقت وضحك على الذقون. وللتذكير، والتحذير لجماهير شعبنا في الوطن والشتات حول ما يدور هذه الأيام خلف الكواليس وفي عواصم بعض البلدان من تحركات مشبوهة، لما يسمى مشروع الفيدرالية بأقليمين بين اليمن والجنوب، إنما خدعة وبدعة جديدة. ليعرف الكل، القاصي والداني، رفضنا المطلق بأية صورة او شكل كان، بل وتعد محاولة يائسة مستميتة نهائية بل وأخيرة للقوى المتنفذة اليمنية المهزومة والمنتصرة يوم 21 سبتمبر الماضي، وخلاصة جهود 73 أمام زيدي، والعمق الاستراتيجي الخبيث لنخب النظام الشمولي الفاشل في الجنوب حينه ،كل هذه المشاريع القذرة، تهدف الى استمرارية مشروع يمننٍّة الجنوب العربي، الهوية، الأرض، الثقافة، التاريخ وكل ما يتصل بالجنوب العربي، والفيدرالية قبر أبدي للجنوب، تحاول كل هذه القوى من الانقضاض على شعب الجنوب، عندما نجرعها علقم هزيمتها بصحوة وعي أبناء شعبنا، ولهذا تعمد لعمل مثل هذه المشاريع، واستغلال المناسبات العظيمة، لإفراغ محتواها كالتسامح والتصالح يومنا هذا، التي تعود ذكراه الثامنة، بعد 29 سنة من الألم الجنوبي الجنوبي، لذا وجب أخذ الحيطة والحذر من هذه المشاريع الانتقاصية من حقوق شعبنا في استعادة الوطن والهوية، وليعلم الكل، أن لا توجد أية جهود لأية منظمة دولية بخصوص الأقليمين غير أنه مشروع لتسويق بعض الأشخاص والأحزاب والتكوينات اليمنية وليس لها علاقة بأية توجهات جنوبية استقلالية، وتعد خروج عن الأجماع الجنوبي، لوحدة الصف ولم الشمل، بل وخيانة وطنية، يكررها يباعوا يوسف، كلما غرائزهم الشيطانية تملئ عليهم، بهزيمتهم النكراء، بما هو اليوم واقع وحقيقة، بل عقيدة في وجدان شعبنا مسكونين بها والى الأبد، الوطن والهوية عبر الاستقلال، والاستقلال لا غير، اللهم فأشهد، فأنته الشهيد العليم.