نلاحظ في الأونه الأخيرة تزايد الاتجاه نحو الهجوم على القيادات الجنوبية بل وتخوينها وتحميلها مسؤولية ما يصفوه بانه فشل الحراك بل ويذهب البعض إلى القول أن القضية الجنوبية فشلت بسببهم بل وبسبب خيانتهم أو على الأقل عدم أهليتهم وكثرة خلافاتهم ، وتحت هذا العنوان نجد الكثير من الشعارات ليس أقلها الشعار المحبوب للبعض وهو (لا قيادة بعد اليوم). واسمحوا لنا أن نوضح هنا رأي شخصي في هذا الأمر ، وهو ليس دفاعاً عن القيادة ، بل توضيحاً للحقيقة ودفاعاً عن شعب الجنوب من وجهة نظرنا : 1 ) الذين يهاجمون القيادة يهاجمون بشكل عام مما يعطي الانطباع أن المقصود هي (كل) القيادات الجنوبية .. وهذا هدف لتطبيق شعار (لا قيادة بعد اليوم) وهوأمر مخالف للمنطق فإن أي شعب لا يمكن أن ينتصر إلّا بوجود قيادة ، وسبق أن كتبت سابقاً أن مشكلتنا التي تبدو في الجنوب هي ( لدينا خمسة ملايين قيادي ولكن ولا مواطن واحد) ، وهذا أمر يخدم تشتيت القضية ، وهو هدف ترسمه دوائر معادية للقضية الجنوبية لأن من يريد أن يهاجم قيادات جنوبية فهذا من حقه .. ولكن عليه أن يذكر من هي تلك القيادات المقصودة وما أدلته ؟ ولماذا يهاجمها ؟ ومن هي القيادة التي يراها مناسبة ؟، هذا إذا كان هدفه هو فعلاً نجاح القضية الجنوبية . ومن أجل الزيادة في تشتيت الحراك الجنوبي تكثر على صفحات الصحف والمواقع والإعلام استخدام تعبير (فلان القيادي في الحراك) ؟؟ والطريف أن بعض هؤلاء (القياديين) هم أنفسهم في هجوم مستمر ضد قيادات الحراك ، فهل يقصدوا أيضا أنفسهم ؟ ! . 2 ) ويجادل البعض أن هناك (عصيد) كثير من كثير ممن يقال لهم القيادات، واختلافات كثيرة وتناقض في التصريحات وتراشق سلبي جداً عبر وسائل الإعلام وتقصير كثير في الاتجاه نحو التوحد للمكونات وكثرة المكونات وتفريخات المكونات ، وتسابق القادة والمكونات نحو التصرفات الأحادية .. بل وأحيانا الضارة بالقضية ، ويكثر أيضا الاستماع إلى اجتماعات (تحت الطاولة) وغيرها الكثير من الأمور التي يراها البعض أنها سلبية وضارة ، ونحن نتفق أن كثيراً من هذه المظاهر موجودة ولكننا نعلم أن الكثير منها هي أمور مقصودة و(مبرمجة) ويديرها عدونا لتشويه الحراك وتشويه عدالة قضيتنا ، ولكن هذا لا يعني أن (جميع) القيادات والمكونات تقوم بهذا الدور السلبي بل أن هناك من يحاول وبجهود تستحق التقدير أن تكون الأمور واضحة وإيجابية ، ولكننا بالمقابل نعلم أن الساحة الجنوبية – مع الأسف – هي ساحة (مفتوحة) يلعب فيها كثير جداً من اللاعبون من الداخل والخارج ، ساحة يصب فيها الكثير والكثير جداً من المال والإعلام اللذان يوظفان في اتجاه تشتيت الحراك وإضعافه وإضعاف قضيته العادلة ، وهذا أمر معروف وملاحظ ، ولهذا ليس من الإنصاف أو الحكمة أن نتجه إلى إدارة المعركة في صفوفنا تحت اسم (الحرص) على الجنوب لأننا نعلم أن كثيرين من أدعياء هذا الحرص هم في مقدمة من يعمل ضد الحراك وضد الجنوب . 3 ) ومؤخرا وبالتحديد بعد فعالية التصالح والتسامح الأخيرة في 13 يناير 2015 م وجدنا كتابات وبيانات أكثر من المعتاد تريد تصوير فعالية يناير بأنها فشلت ، وأن الحراك انتهى والثورة الجنوبية انتهت وأن الأوان قد حان لمحاسبة قيادات قوى الاستقلال ( لاحظوا أن المطلوب هو محاسبة قوى الاستقلال فقط ) والعودة إلى ما اسموه (العقل والمنطق) وهي خيارات أقل من الاستقلال !! وبهذا يكون الأمر مكشوفاً وواضحاً بأن كل تلك الحملة والهجمة الشرسة مالياً وإعلامياً وأمنياً خلال فترة طويلة ماضية ، كان هذا بالضبط هو هدفها وهو اسقاط حق شعب الجنوب في الاستقلال ، ولكن من المؤكد أن هؤلاء المراهنون على هذا الأمر سيفشلون كما سبق وأن فشلوا مراراً ، وإن أي متتبع لفعالية التصالح والتسامح الأخيرة سيرى أنها كانت على عكس مايقولون ومثلت نجاح كبير للحراك الجنوبي لأن الآلاف التي أتت – وإن لم تكن مليونية – كانت أكبر مؤشر على فشل أعدائنا ، وأنهم برغم كل الأموال الهائلة التي صرفوها والآلة الإعلامية الجبارة التي استخدموها وحجم الاخترقات المسنودة أمنياً ومالياً بشكل هائل لتمزيق الحراك واختراع خيام مدسوسة في الساحة (تصوروا في نفس اليوم أن هناك من بقى في تلك الخيام ولم ينظم إلى الساحة) ومكونات مدسوسة ولجان بلا حساب مدسوسة إلا أن ذلك كله لم يمنع عشرات الآلاف من الحضور وهو أمر كان واضحاً من ردة فعل عدونا أنها أذهلته وصدمته ، ولهذا أراد أن يعوض تلك الهزيمة من خلال هجمة مدفوعة الثمن إعلامياً ، ومن خلال المندسين لتصوير الأمر بأن الحراك انتهى في محاولة لإصابة الجماهير بالاحباط واليأس، وهو أمر من المؤكد لن يحصل أبداً لأن القضية العادلة لا تموت. 4 ) وهنا لي ملاحظات للكثير من الشرفاء الذين يغشهم الإعلام وتغرر بهم الشعارات البراقة وينجرفون وراء حماسهم ونحن نرى أنهم مخلصون ولكن لابد من توجيههم : أولاً: هناك مشكلة في من يعتبروا أنفسهم أو يعتبرهم الناس (قيادات) وهذا أمر واضح .. ولكن هل نحن ملزمون بهذه القيادات؟ الجواب طبعا لا ، ولهذا نرجو ممن يريد أن يشكل قيادة جديدة أن يتفضل .. فالميدان مفتوح ويستطيع كل من يريد أن يصنع قيادة جديدة ان يتفضل ، وليكن الحكم هو شعبنا ومن سيقنع شعب الجنوب فهو القيادة ، ولكن يجب أن يتوقف البعض عن الانزلاق وراء مخططات عدونا الذي يريد أن يتحول الصراع بين الجنوبيين ، فمن يريد من الجنوبيين أن يعمل فلنتركه يعمل وإذا لم يعجبنا فلا نسير وراءه بدون أن نصرف جهداً ووقتاً في صراعات بيننا .. فإن الأفضل أن نوجه كل طاقتنا ضد عدونا وفضحه وكشفه وشد همم شعبنا الجنوبي للاتجاه صوب الاستقلال والتمسك به كحل وحيد للقضية الجنوبية . ثانياً: لا ننخدع بشعار ( لاقياده بعد اليوم ) فهو أمر ينافي كل منطق .. فكل شعب يحتاج إلى قيادة تقوده نحو النصر ، وعلينا فقط أن نختار القيادة الأصلح . ثالثاً: على الجميع أن يمتنع عن تجييش شباب أو مظاهرات لإفشال الآخر بطريقه مباشرة مثل تهديد الآخر ورميه بالحجارة والاعتداء عليه والذهاب إلى فعاليته وعرقلتها وعمل فوضى وهرجلة بداخلها ، لأن هذه أمور تخدم عدونا ولا تخدم نضالنا ويعرف الكثير منا أن هذه أمور يرتبها عدونا مالياً وأمنياً ، وحتى لو رفع هؤلاء شعار التحرير والاستقلال وعلم الجنوب فنحن نعلم أن هناك كثير من كلمة الحق المراد بها باطل . رابعاً: نكرر من جديد ضرورة تنظيم ساحات الاعتصام ، ولقد سبق وأن كتبنا منذ بدايتها أن ننتبه لهذا الامرلأن عدونا سيخترقها مالياً وإعلامياً وأمنياً ليقول للعالم أن الحراك لا يستطيع أن يدير ساحة بمساحة 200 متر مربع فكيف سيدير دولة الجنوب ، وقلنا ولازلنا نقول أن على مشرفي الساحات أن يعلموا بأنهم قيادة للساحة المعنية ، وليس قيادة للجنوب لأن عدونا يتعمد أن يصوّر الأمر بأنهم قيادة للجنوب وأن أي اخفاق للساحة هو اخفاق للجنوب ، وهو أمر من المؤكد أنه غير صحيح ، لأن هدف عدونا واضح ومكشوف بأنه لو تم مغادرة الساحة فهذه شهادة وفاة لحق الجنوب في الاستقلال، وهو أمر ليس صحيحاً اطلاقاً .. فلو افترضنا أن الساحة أغلقت لأي سبب فإن القضية الجنوبية باقية ولن تموت لمجرد أن فعالية جنوبية أدت دورها وانتهت . خامساً: نعلم جميعاً أن هناك من يرفع شعار التحرير والاستقلال بينما في الواقع هو يعمل ضد هذا الشعار ، ونعلم أن هناك من يرفع شعار توحيد الجنوبيين ولكنه في الواقع يعمل على تمزيقهم ، ولكن يجب ألّا نعطي أنفسنا الحق بتخوينهم أو التحريض ضدهم .. ويكفي أننا بهدؤ نحاججهم وننور شعبنا نحو أعمالهم الضارة وألّا نشارك معهم طالما نحن غير مقتنعين بمسيرتهم ، وفي الأخير هم جنوبيون مهما كانت ملاحظاتنا عليهم ويبقى الحكم دائماً هو شعب الجنوب. خاتمة : قال أحد السياسيين (أن الأمور في اللعبة السياسية تتم فوق الطاولة تحت ضجيج المشجعين وتلميع أضواء الإعلام ورنين أموال الرهان ولكن النتيجة النهائية تحسم تحت الطاولة) ، ولا بد أننا جميعاً نسمع ونرى ونشم في هذه الأونة الكثيرمن اللعب تحت الطاولة ، ومع ذلك فإن قناعتنا راسخة أن أي نتيجة لا تحقق لشعبنا الحرية والاستقلال ستفشل بأذن الله .. وبصمود شعبنا مهما اعتقد النمرود وقارون وفرعون أنهم منتصرون. . ولنثق جميعاً .. طالما شعب الجنوب موجود فقضيته باقية حتى النصر.