كيف استطاع الجنوبيون تحويل اليوم المشؤم إلى تصالح وتسامح تكريماً لدماء الشهداء والجرحى الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن الجنوبي واليوم وشعب الجنوب يحتفل بهذه الذكرى في ظل التطورات وتسارع الأحداث الوطنية والسياسية داخلياً وخارجياً وفي خضم الصراعات الدولية والإقليمية وما يحصل اليوم من تسارع الأحداث والحروب الداخلية والقبلية والتي عكست نفسها على المستوى الأنظمة الدولية وشمالية الأنظمة التي تعيش لأوضاع القبيلة دون أن تواكب تطورات العصر وتعمل من أجل تطوير حياتها من خلال وجود دولة وطنية تقوم بحماية وطنها وسيادتها الوطنية وتدافع عن مواطنين بلدها وإنشاء القوانين والأنظمة المنظمة لحياة السكان بل ظلت أنظمة تعيش بدون قوانينها ونظمه ومراجع سياسية واجتماعية بل لا زالت تعيش على هامش الأنظمة الأخرى وهذا النوع من الأنظمة يوجد في اليمن والدليل واضح بما هو موجود اليوم في اليمن حروب قبلية وصراعات قبلية وتباينات قبلية ونتيجة ذلك لم توصل إلى حل بل تعمق الأزمة وتترك المجتمع يعيش في حالات أهات وتمنى أن يعيش في بلده مثل ما يعيشون جيرانه. وعندما نلاحظ كيف انتقل أسلوب القبيلة إلى الجنوب الذي تكونت فيه دولة وطنية بعد خروج الدولة البريطانية وأعلنت الاستقلال الوطني في 30 من نوفمبر 1967م وعلى ضوء الاستقلال الوطني بنية دولة وطنية في جنوباليمن دولة عدالة ومساواة دولة أمن واستقرار دولة نظام وقانون وإنشاءات فيها مؤسسات إنتاجية ومصانع ومزارع زراعية وجمعيات وطنية وتعاونيات استهلاكية وتعمرت دولة الجنوب 23 عام من 30 نوفمبر 1967م حتى عام 1990م قيام الوحدة الاندماجية وهذه الوحدة الاندماجية تعمرت 3 أعوام وعامها الرابع أعلن عليها الحرب نظام صنعاء في 27 أبريل 1994م واستمر الحرب على الجنوب 67 يوم وفي 7/7/1994م أعلن نظام صنعاء انتصاره على الجنوب وبعد احتلاله للجنوب أباح مدن الجنوب للنهب والطمع والسلب لكل ما كان موجود على أرض الجنوب من مكتسبات ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ثم حصل النهب والهدف والاستيلاء على أرض والمؤسسات والمصانع ومزارع الدولة وتعاونيات الزراعية والمؤسسات الإنتاجية والمصانع الإنتاجية وهدم كل ما هو موجود في الجنوب من ثروة وممتلكات عامة وخاصة بصورة همجية. وعلى ضوء همجية الاحتلال الشمالي وممارسته المتخلفة على ارض الجنوب ونتيجة لممارسة الاحتلال اليمني المتخلفة على أرض الجنوب إضافة إلى ما قام به نظام صنعاء بإقصى كوادر القوات المسلحة من الجنوب والقوات الأمنية والوحدات المدنية والميدانية تحت شعار التقاعد دون القانون القوات المسلحة أو بموجب الخدمة العسكرية والأمنية والمدنية بل تقاعد عشوائي وتحت هذا الشعار التقاعدي جرى أقصى الكوادر الجنوبية وعندما زادة دفع الأقصى خلال عامي 2001 و 2002م يتحمل شباب الجنوب خلال عامي 2003 و 2004م وكان عام 2005م بداية اعتصام الشباب عند دار المحافظة في عدن واستمرت الاعتصامات والمطالبة من قبل المتقاعدين والمواعيد من قبل المحافظ حتى نهاية عام 2005م ولم نحصل على أي إنصاف بل مواعيد كاذبة من قبل نظام صنعاء بل زاد ممارسة العبث من قبل المحتل الشمالي ونتيجة لعدم ا لتجاوب من قبل نظام صنعاء زادت تجمعات شباب الجنوب عام 2006م استمرت فيه الاعتصامات وتشكيل جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين وخلال عام 2006م استمرت المظاهرة والمظاهرة ، وفي بداية 2007م يوم 13 يناير 2007م المشؤم حصل تجميع الشباب الجنوب والحضور إلى جمعية ردفان الخيرية وتم إعلان مقاومة الاحتلال اليمني سلمياً وتم إعلان التصالح والتسامح الجنوبي واستمرت المظاهرات والمسيرات وتلاحقه المسيرات المليونية حتى وصلت إلى 14 مليونية وأخرها مليونية الذكرى الواحدة والخمسون لانطلاقه ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد في ساحة العروض خور مكسر عدن وتحولت الساحة إلى ساحة اعتصام والذي أصبح عمر هذا الاعتصام 78 يوم الآن هذا الاعتصام وأطول أيامه لم يلقى تعاطف دولي أو عربي بل حصل على تعاطف وطني من شعب الجنوب على قول المثل ما تحرق النار إلى رجل واطيها. الخلود لشهداء ثورة الجنوب والنصر لشعب الجنوب السليمي. بقلم قاسم بن قاسم الهلالي أحد مناضلي ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة جبهة ردفان الشرقية