عندما تنهمر دموع الإنسان علي خديه بسبب فقدان أحبته أو بسبب فراقهم أو إخفاقه بشيء ما فإنها تكون سخية وحارقة ، ولكنها تغسل القلب وتريح النفس ببعض الراحة بعد نزولها0وأثبتت الدراسة أن 85% من النساء يشعرون بالارتياح وأنها أي المرأة تبكي 65 مرة في العام بينما يبكي الرجل 15 مرة0 بعد هذه المعلومات القليلة والنافعة عن البكاء والدموع ، ومن يوم ما بدأت أشاهد قناة (عدن لايف) الفضائية مثل جميع المواطنين الجنوبيين وأتابع برنامج (صوت الشعب) الذي تعده وتقدمه المذيعة بحجم الوطن – الأخت ليلي ربيع-فأنني ألاحظ أن الدموع تنهمر من عيونها0فسألت نفسي:- لماذا تسيل الدموع من عيون المذيعة القديرة والمحترمة، والتي تناضل وتكافح بقلمها الذهبي وبصوتها الذي يهز الكيان والاحتلال، وكذلك بأسلوبها الإعلامي المتميز؟ وبعد تحليل ومتابعة علمت أن دموعها تسيل لأسباب معقولة وكثيرة منها:- 1- عندما تشاهد مناظر مؤلمة وحزينة مثل قصف الضالع وسناح من قبل جنود ضبعان بالمدافع والدبابات ، فان ذلك موقف لا يستطيع أن يتحمل أي مشاهد سواء كان شقيقا أو حتي عدوا فيه نوع من الانسانية0 يعني أن دموعها تسيل من الحزن الشديد وفقدان أبناء وبنات الجنوب، وهي أي تلك الدموع تعبير عن دموع جميع الأمهات الجنوبيات والعالميات الرحيمات. 2- تدمع عيون الأستاذة ليلي عندما تري أبناءنا في عدن، حضرموت،الضالع،لحج وأبين يقتل علي أيدي مسلحين وكذلك من الجيش؛ وكأنها تتساءل :- من الذي يصدر الأوامر وزير الدفاع أم قائد اللواء أم من 000؟ ولماذا يوجه فوهات البنادق والرصاص علي صدور من لا يحملون لا سكين ولا خنجر ولا مسدس0 بأي ذنب يقتل شعب يطالب بحقوقه؟ أليس الصبح بقريب؟ 3- تدمع عيون الإعلامية ربما من الفرح بقرب استعادة دولة الجنوب وكذلك بمناسبة احتفالات شعب الجنوب13 من يناير والتي أصبحت رمزا للتصالح والتسامح والإخوة والمحبة. 4- حب الوطن يلعب دورا كبيرا ويحرك مشاعر المذيعة وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعب الجنوب وهو تحت الاحتلال وكذلك المعيشة الصعبة جدا والغلاء والبطالة0كل هذه الأسباب المؤلمة تظهر أمام المذيعة؛ وفي تلك اللحظة لاتتحمل وتستجيب عيونها الحساسة لمشاكل الجنوب وتسيل منها الدموع قطرة بعد قطرة. 5- الدموع هي رسالة للمسئولين وقادة الثورة السلمية وتقول لهم :- أيها الإخوة ، يا رجال الجنوب، القيادة قدوة وشجاعة وتفاهم ، ونرجوا منكم اليوم أن تصلوا إلي اتفاق ورؤية موحدة حتي يخرج هذا الشعب المظلوم إلي بر الامان. مهما كان الأمر، فصبرا يا أخت ليلي ويا شعب الجنوب الغيور والمحب للسلام والحرية والاستقلال0 صبرا يا أيتها الأمهات اللائي فقدن أبناءهن وأزواجهن وأطفالهن0 صبرا فان شمس الحرية والاستقلال ستشرق علي أرض الجنوب وان طال الليل0 إنكم صبرتم كثيرا ولن تذهب الدموع والدماء هدرا والنصر قادم بإذن الله. كلنا ننتظر بفارغ الصبر اليوم الذي نردد فيه :- أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق، وتدمع عيوننا من الإلف إلي الياء مرورا بحرف اللام ومن الفرح والسرور بإذن الله. وأخيرا وليس آخرا، يقال أن الدموع التي تنهمر من العيون صحة وعافية وأنها سبب من أسباب طول العمر. أطال الله في عمرك ومن هن من أمثالك من حرائر الجنوب0 إلي الأمام لا شعب الجنوب رجالا ونساء، وثورة حتي النصر بإذن الله.