أظهرت صورة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي " رجلاً من شرطة السير التابعة لجماعة الحوثي وهو يرتدي زياً تقليدياً قميص أبيض يعرف ب(الزنة) , يرتديها سكان شمال اليمن الشمالي, ممتشقاً سلاحاً آلياً (كلاشنكوف). وأثارت الصورة حالة من التندر والسخرية , كيف لعنصر مسلح أن يقوم بمهمة رجل المرور الذي لا يحمل السلاح , وينظم حركة السير بالتلويح بيده. وكشفت الصورة المتداولة عن كيف يدير الحوثيون العاصمة اليمنيةصنعاء , التي سيطروا عليها في ال19 من سبتمبر العام 2014م , عقب حرب محدودة مع قوات الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها الجنرال علي محسن الأحمر. الصورة التقطها احد الهواة لرجل المرور الحوثي وهو منهمك في تفتيش مركبة صغيرة في احد شوارع صنعاء , كما قال ساخرون من تلك الصورة. ومنذ سبتمبر من العام المنصرم , لم يعد هناك اي وجود للأمن وشرطة السير في العاصمة فكل الأمور تدار من قبل ما يطلق عليها باللجان الشعبية , وهي مجاميع مسلحة تنتمي جميعها إلى القبائل الزيدية. وقال الحوثيون أن لجانهم الشعبية تمكنت من ضبط الأمن في العاصمة اليمنيةصنعاء التي لم تخلوا من تعرضهم لحوادث تفجيرات , كان أبرزها حادث تفجير ميدان السبعين وتفجير مركبة ملغومة في تجمع لطلاب كانوا ينوون الالتحاق بكلية الشرطة مطلع يناير , وغيرها من التفجيرات التي خلفت عشرات القتلى والجرحى. ولم تكتفي جماعة الحوثي بالسيطرة على المرافق الحكومية والأمنية في العاصمة بل ذهبوا في ال19 من يناير إلى ما هو أبعد من ذلك , حيث تمكن مسلحو الجماعة , بعد مواجهة محدود مع جنود جنوبيين- هم حرس هادي - , من السيطرة على دار الرئاسة قبل أن يفرضوا حصاراً محكما على منزل الرئيس اليمني , ووزراء الحكومة ليدفع الحكومة وهادي لتقديم استقالتهم. وتعيش اليمني في فراغ دستوري , عقب ما يصف بالانقلاب الحوثي على سلطة البلد. *من صالح أبوعوذل