الفريق علي محسن الأحمر ينعي أحمد مساعد حسين .. ويعزي الرئيس السابق ''هادي''    ما لا تعرفونه عن الشيخ عبدالمجيد الزنداني    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ورقة عمل : أهمية وحدة الفصائل الوطنية الجنوبية ..على أساس من الوفاق والتنوع
نشر في عدن الغد يوم 24 - 07 - 2012

مداخلة الدكتور عبدالرزاق مسعد سلام في ندوة منتدى المدار في 27/6/2012م
زمن لا مكان للإقصاء والإلغاء فيه:
إلى عهدٍ قريب في ظل وجود الشرعية الدولية الجديدة التي تأسست منذُ أواخر النصف الأول من القرن العشرين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في مدينة سان فرنسسكو بالولايات المتحدة الأمريكية توارثت الشعوب والأمم والدول صغيرها وكبيرها سياسة الإقصاء للآخر على صعيد الكرة الأرضية عبر قانون الصراع بين كبار الأرض، وسيطرة نزعة التنافس بين الأقويا دولياً وإقليمياً ووطنياً وإثنياً ومحلياً وساعد على ذلك التطور الموضوعي والذاتي الاقتصادي والصناعي والعلمي والمعرفي وعلى مختلف المستويات ومحفزات ذلك الهامة جداً "المصلحة والحاجة" "الجشع والطمع الإنساني" وذلك ما هو ملازم ولكل بلدان الأرض وشعوبها الكبير والصغير منهم وكان للفرز الحديث أو المعاصر لنتائج الحرب العالمية الثانية وبروز قوتين عظيمتين جبارتين بديلاً عن الدول الاستعمارية الغربية ..
سعتا دوماً لتأطير شعوب وأمم العالم تحت إرادتهما وأيديولوجياتهما الثقافية والاقتصادية والأسوى إنهما خاضا حرباً باردةً سعى كل منهما إلى الهيمنة على العالم والى الانتصار على الآخر في طموح مستحيل للهيمنة على الكرة الأرضية وفرض أسلوب حياتهما وسيطرتهما على السوق والعادات والتقاليد وأساليب تطورهما النوعي والكمي على حلفائهم الأصغر منهم والمتوسطي القوة ومادون ذلك فهو منافي لرغبتهما ولسياستهما ونشطا من أجل تحقيق ذلك وقسما العالم إلى جماعتين جبارتين لم تفترض أبداً التعايش فيما بينهما وبين حلفائهما شعوباً وقوى إقليمية وأحزاب سياسية وأثنيات قومية وعصبية الخ حتى أنتصر الأقوى عسكرياً وعلمياً والأكثر غناً فحظي حلفاءه من البلدان والرؤساء والحكام المحليين ملكيين وجمهورين وأحزابهم وقبائلهم وقومياتهم حظيوا ببعض فتات من الامتيازات الإقليمية وعلى صعيد الدول وحظي بعض كبار مالكي الثروات أفراد وجماعات ودول وحضي أغلب فئات المجتمعات الصغيرة الشعبية العمالية ببعض من تلك عند الآخر .. والأدهى إنه نتيجة ذلك التحالف قامت ثورات التحرر لمئات الشعوب وكان نتيجة تلك الثورات في أغلب بلدان أسيا وأفريقيا أن تحولت إلى دول فاسدة ومستبدة.
أما الذين أنتصروا في الحرب الباردة وتصدرته أمريكا وحلفائها الغربيين والأسيويين في شرق وغرب وجنوب شرق أسيا فأنهم خلقوا دول فاسدة بحكام فاسدين في جميع مفاصل الحكومات والمجتمع والدولة وقامت أنظمة حكم مستبدة فردية وعائلية في أفريقيا وأسيا وعلى رأس تلك البلدان عدد من البلدان العربية.. ولأول مرة في تاريخ الجمهوريات تحولت بلدان عربية وإسلامية وأفريقية بجوهرها في الواقع إلى أنظمة جمهورية مستبدة ورؤسائها ملوك جمهورين وإعادة لنا بلدان الحرية والديمقراطية المعاصرة شكل ومضمون البلدان الملكية المستبدة التي شهدتها أوروبا والعالم العربي والإسلامي والأسيوي والأفريقي في القرون الوسطى((مقابل حماية مصالحها وظمان هيمنتها)) وتحولت الدولة والأرض إلى ملكيات إقطاعية وتحول الإنسان والناس فراداً وجماعات إلى عبيد بالباطن.. واندمجت الدولة وخزينة الدولة بخزينة العائلة الحاكمة .. وهذا ما حصل في اليمن فعلاً (على سبيل المثال) .. وعند قيام الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب في مايو عام 1990م بطريقة سلمية كان الجنوب قد توجه بقيادته نحو وحدة إنسانية مشهودة مع شمال اليمن الذي كان حليفاً للقوة الأمريكية والغربية.. على الرغم من كثرة سكانه وقلة ثروته وامتلاكه قوة مدنية عسكرية رسمية وقوة حديثة قبلية مندمجة بدولة غاشمة وفاسدة وهو ما تبناه هذا التحالف الدولي بأمواله وبأموال الغرب والشرق الإسلامي والأسيوي .. وبالمقابل كان الجنوب القليل العدد وذي المساحة الكبيرة والثروة ومنها الواعدة..الخ إلا أن الشمال حليف الغرب المنتصر به وبدعمه قد صمم في قرارة نفسه بالمحاولة لاقتلاع شركاءه شعباً وقواً سياسية وعسكرية الخ. ومحاولة حرمانهم من كل ولو كان زهيداً.. مستغلاً نتائج حروب الإقصاء للأخر في الجنوب التي أثبتت الحياة ونتائجها الملموسة المأساوية عدم صحتها حتى ( بعد نتائج الحرب الباردة الواسعة والضيقة ) والتي أوصلت الجنوبيين بحقهم وأرضهم إلى قاب قوسين أو أدنى بفقدان كرامتهم وحريتهم وأرضهم وأعمالهم وحياتهم التي أسس لها الله سبحانه وتعالى منذ عشرات الآلاف السنين ولا زلنا نتخبط في مأساة يعلم الله متى تنتهي !
2)متغيرات على طريق اقتلاع فكرة الإقصاء والإلغاء:

ظلت الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتصارها الساحق على أكبر قوة وتجمع إنساني منافس على حلم بأنها فرصتها التاريخية الحاسمة للسيطرة والهيمنة على الأرض وظل حلفاؤها الصغار الإقليميون والصغار يحلمون بالتهام الشعوب الأقل منهم والأصغر وتتالت الذرائع والأسباب بعد هجمات سبتمبر 2001م على مباني سيادية في نيويورك وواشنطن فشنت أمريكا حرباً صاعقة ومدمرة وساحقة على البلاد والشعب الأفغاني بسبب أبوأهم عناصر القاعدة التي صنعها (تحالف أمريكا ضد الإتحاد السوفيتي الذي تدخل في أفغانستان لدعم حلفائه في انقلاب عام 1979م ) وبذرائع وبأسباب مبرمجة قامت بعدوان ساحق على العراق وشعب العراق في عام 2003م والذي فقد قوته وجبروته وغطرسته بعد تحرير أمريكا والغرب الكويت الشقيق من الغزو العراقي المقيت.
ونستنتج من الحربين المستمرتين اليوم بأن نتائجهما قد قلبت الطاولة على رأس أمريكا بالرغم من اعتقاد الفكر السياسي والعسكري الأمريكي الحربي للمحافظين الجدد بقدرتهم على تدمير إيران وسوريا بحيث لا تقوم قائمة لمن يفكر في منافستها من دول غربية أسيويه كانت حتى تلك الحربين حليفة لأمريكا.
لقد قلبت الحرب على العراق وأفغانستان وغيرت أفكار النخب السياسية والعسكرية للقمم الغربية وخصوصاً النخبة السياسية الأمريكية والأوربية .. وها هي اليوم في الواقع التطبيقي تحاول جاهدة خصوصاً على الصعيد الخارجي دون إرادتها ودعم قيام نظرية سياسة جديدة حققت شيء من الايجابية ومستمرة تلك الايجابية حتى اليوم ألا وهي سياسة ونظرية عدم الإقصاء للآخر على الصعيد الدولي وتبادل الأدوار في الأرض أو في المجتمعات الإقليمية وعلى صعيد المجتمعات المحلية والوطنية وبمعاير الديمقراطية الغربية ولأكنها بحلية جديدة .. على الرغم من أن بعض حلفائها من بلدان العالم النامية لا زالوا لم يدركوا هذا المتغير وتشاركهم في دلك قوى ومفكرين محافظين في الغرب وأمريكا بالرغم من حدوثه اليوم في شكل ثورات الربيع العربي التي شهدتها عدد من البلدان العربية ومنها اليمن حيث ينشئ اليوم فكر جديد فكر لا إقصاء فيه للآخر فكر المؤائمة والوفاق والتنوع فكر التوحد( لافكراً واحد ) ووحدة القيادة من أجل الحق والعدل والحرية والديمقراطية حيث لا مكان لواحدية الحزب ولا لواحدية القيادة ولا لواحدية النوع الإنساني وهذا ماأدركه الثوار التونسيين وشعب تونس وثوار مصر والى حداً ما الشعب الليبي وثواره : حيت لأول مره اصبحت في التاريخ في عدد من البلدان كمصر وتونس .. الخ، (قوى الاخوان المسلمين ) وازيح عنها الفيتو العالمي والخط الاحمر بنحو قرناً من الزمان والعبره اليوم في التطبيق :! .. الخ
وهذا مايجبو ان يدركه اليمنين في الشمال والجنوب وهوما أدركه الشعب في الجنوب بحراكه الميون وبأحزابه وتنظيماته وفئاته ومنظماته النقابية والمهنية وبأحزابه الوطنية والقومية والدينية وحتى الضيقة منها بأذن الله تعالى.
وهناك استنتاج هام على أمل أن يفقهه اليمنيون في الشمال والجنوب بأن سياسة الإقصاء والإلغاء للآخر بحقه في في ارضه وفي الوجود الإنساني والسياسي والاقتصادي والثقافي وكل ما يتعلق بذلك من حروب باردة بين الشمال والجنوب أو بالحروب الأهلية الداخلية المدمرة في الشمال وفي الجنوب وبين فرقاء الحياة الحتمية في كل شطر من اليمن قد ولى زمانه إلى الأبد ولهذا برز الحوار على حقيقة الحاجة إليه كمنهج وجد لا بديل له وهو ما يقود الجنوبيين إلى الوحدة سواً بالرعاية الدولية والإنسانية أو العربية أو فيما بينهم وسيكون الخاسر من يتجه إلى غير ذكر حتماً.
3) تكتلات وقيادات جنوبية موحدة (لا واحدة لحل القضية الجنوبية ) على أساس التنوع والتوافق:

بفضل من الله تعالى وإلهامه وبفضل من ثورة الحراك السلمي الجنوبي التي قامت في عام 2007م الأمل السياسي الجنوبي العظيم بتنوعاته وبفصائله المتعددة المشارب وبفضل تضحيات الشعب الجنوبي أطفالاً ونساءً وشباباً وشيوخاً ومتقاعدين عسكريين ومدنيين وأكاديميين وعلماء دين أجلاء ومحافظات مجتمعة موحدة متنوعة وبفضل تأثير وفعل ثورات الربيع العربي وثورة التغيير السلمية الشمالية اليمنية العظمى التي لم يشهد لها التاريخ مثالاً عربياً أو إسلامياً أو يمنياً وما أضفته الحشود الشعبية الجنوبية الجبارة لأبناء الجنوب منذ آواخر عام 2009 2010م مروراً بعام 2011م وحتى النصف الحالي من عامنا الحالي 2012م تلك الحشود المنقطعة النظير أضفت على الساحة اليمنية الجنوبية زخماً شعبياً كبير وكان الإلهام الإلهي أولاً وبالإلهام والدعم المشهود للحركة العربية والإنسانية الجديدة للثورات العربية ومن قبل شعوب المعمورة بقيادة الأمم المتحدة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوروبي وإتحاد التعاون لدول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية الشقيقة ( أمل الجنوبيين بعد الله بدعم عملي كبير على طريق عودة الحق لأصحابه) ومن العالم الحر وعلى أمل عظيم في عودة الحرية والكرامة المهدورة والحق الضائع بفعل حروب الشمال الرسمي والعسكري والقبلي الممتدة منذ زمن الحرب الباردة مروراً بحرب 1994م على الوحدة والأرض والإنسان في الجنوب، وما لحق ويلحق بسكانها حتى اليوم من حروباً متفرقة دورية ومدمرة لمدن الجنوب منذ ما بعد قيام الحراك السلمي الشعبي الجنوب على أمل بحل عاجل يضمن عودة الحرية والكرامة والدولة إلى شعب الجنوب عبر طريق واحد هو (حق تقرير المصير) المشرع في ميثاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي..أنضر بنود الميثاق في آخر المداخلة.
لقد أصبح الارتقاء الثوري السلمي الجنوبي سمة هامة لحراكهم الميمون تجلى ذلك في المقاطعة المطلقة لكل أبناء الجنوب للانتخابات الرئاسية الانتقالية من فبراير وخروج الملايين يوم ذاك والمتجددة الفعل في شهر يونيو من عامنا الحالي عند استقبالها قائد الحراك السلمي الشعبي الجنوبي/ حسن أحمد باعوم وخروج المئات من الآلاف التي استقبلت جثمان فقيد الوطن والشعب الجنوبي العلم البارز/ هشام باشراحيل عندما أمتدت الحشود من مطار عدن الدولي وحتى منزل المرحوم في حي كريتر، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته،،،وتجلى ذلك بأزدياد عدد التكتلات الجنوبية الوطنية على طريق عودة الحق الجنوبي وهي كثيرة ومنها :
تيار فك الارتباط بزعامة الرئيس/ علي سالم البيض لقد برز دور الرئيس والقائد الجنوبي والوطني المغدور به وبشعبه/ علي سالم البيض وعمل على الالتحام بالحراك الجنوبي منذ إعلانه في الداخل وعمل منذ ظهوره رسمياً ومنذ لقاء بروكسل على تأسيس فصيل نادى وينادي بفك الإرتباط الداعي لبعث الدولة الجنوبية من جديد وتحكمه وتؤثر عليه في ذلك مثله مثل أصحاب الرؤى الأخرى مع فارق هام وهو شعوره الأليم كأحد طرفين وقعا على الوحدة اليمنية المغدورة والمغدور هو وشعب الجنوب معها وما سببه ذلك من الآلام على أبناء شعبه في الجنوب من نتائج مأساوية ملموسة دمرته أرضاً وشعباً ودولة جراء حرب 1994م الملعونة والشهيرة بحرب الإلحاق.
تيار الفدراالية وحق تقرير المصير يتقدم هذا التيار الرئيسان السابقان الشخصيتان الكبيرتان/علي ناصرمحمد وحيدر أبوبكر العطاس ولهما نظرتهما القاضية بإعادة بناء الوحدة اليمنية على اساس فدرالي مشروط كتجربة جديدة للوحدة اليمنية بإشراف دولي وإقليمي ويتم مراجعة هذه التجربة بعد خمس سنوات بناءً على النتائج الإيجابية والسلبية بعد نهاية المدة المقررة لذلك وهذا ما أنعقد من أجله مؤتمر القاهرة الأول والثاني المنعقد في 21 -23 نوفمبر وكذلك لم يفعل هذا التيار ربط هذا الحل باقتلاع آثار حرب 1994م كاملة.
3) حمل لنا السابع عشر من نوفمبر الذي نعتبره بعثاً جديداً لمولود جنوبي جديد كان أعلن عن قيامه في عام 2003م بقيادة المناضل العميد/ القفيش إلا أن الدولة قامت بوأده بطرق مختلفة واليوم ظهر (الملتقى الوطني الجنوبي) يتقدمه شخصيات مناضلة ووطنية وسياسية وأكاديمية بقيادة المناضل / حسن أحمد السلامي، وفي هذا اللقاء قدم الدكتور/ حسين علي عبدالله الوثيقة التي قدمت إلى الملتقى وتلخص الرويا لحل القضية الجنوبية ضمن إطار الوحدة وعلى أساس دستور جديد (يؤمن التمثيل العادل لأبناء الجنوب في نظام الوحدة وحق الإدارة الذاتية لأبناء الجنوب والتوزيع العادل للثروة).
التكتل الديمقراطي الجنوبي
لقد أوضح الأخ/ الأمين العام للتكتل الديمقراطي الأستاذ أمين صالح أن من أهداف قيام التكتل هو العمل على قيام حوار يوحد كل الجنوبيين ومثله مثل كل التكتلات يعتقد هذا التكتل النوعي الجديد أن القضية الجنوبية هي قضية (( أرض وإنسان)) وهي متعلقة بقضية شعب ووطن وهذه الأفكار الواضحة واتفاق الجميع على أن قضيتهم هي قضية (( أرض وإنسان)) أنما يمهد لحوار جنوبي جنوبي ناجح بإذن الله..
ويرى المناضل والقائد الوطني الجليل الأستاذ الدكتور محمد حيدره مسدوس أطال الله عمره الذي بذل ولا زال يبذل جهوداً جبارة ومضنية لتوحيد الصف الجنوبي منذ أكثر من عقد وقام برحلات مكوكية كثيرة إلى خارج الوطن وداخله من أجل تحقيق ذلك ويرى (( أن حرب 1994م قد ألغت مشروع الوحدة وفكت الارتباط بين الشمال والجنوب في الواقع وفي النفوس وأن الوضع القائم في الجنوب منذ الحرب ليس وحدة وإنما احتلال)) ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن من حق شعب الجنوب أن يرفض هذا الوضع وأن يقرر مصيره بنفسه دون وصاية عليه وبإمكان أن يتم ذلك على أساس إشراف دولي وإقليمي. وأن تحقيق هذا الهدف, يصبح من مسئولية كل القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية دون إستثناء ويشارك مسدوس كثيرون هذه النظرة العلمية وفي مقدمتهم السلطان القعيطي الجليل غالب بن عوض القعيطي ورفض مسدوس التعامل مع القضية الجنوبية بأنها قضية منطقة مشابهه لقضية صعده مثله مثل الأستاذ أمين صالح الأمين العام للتكتل الديمقراطي الجنوبي.
4) جهود علمية ودولية محمودة:
في أواخر عام 2011م نظمت مجموعة الأزمات الدولية بالاشتراك مع منتدى التنمية السياسية بعنوان (( نحو صوت موحد للجنوبيين)) وقدمت مجموعة الأزمات تقرير الدكتورة ابريل المعدة للتقرير وهو ما فتح باباً كبيراً وشفافاً لنقاش القضية الجنوبية بطريقة موسعة تمت لأول مره بطريقة شبه شفافة بالرغم من أن التقرير العلمي الجميل والدقيق في حيثياته ومضمونه وضع حدود المشاريع المفترضة لتصحيح الوحدة الاندماجية المدعمة بالحرب والدم حيث وضعت حداً على مناقشة الانفصال وما عدا ذلك كان مسموحاً كالفدرالية بين شطرين الفدرالية على أساس وطني والحكم المحلي على رأس إقليمين وضمنياً كالكنفدرالية.. الخ
لقد ساعدت عوامل سياسية هامة مثل انتصار ثورات الربيع العربي وديمومة ثورة التغيير السلمية في الشمال اليمني وثورة الحراك الجنوبي السلمي في الجنوب، ساعدت على طرح أفكار جريئة أمام ومرأى الأجهزة الأمنية السرية والعلنية..لقد كانت دراسة الدكتورة الباحثة ابريل باسم مجموعة الأزمات الدولية دراسة معمقة في جذور أزمة الوحدة اليمنية بالاستناد إلى تاريخ الشمال والجنوب قديماً وحديثاً حتى قيام الوحدة اليمنية من الأعلى سلمياً مروراً بحرب 1994م المدمرة لمثل هذه الوحدة ومروراً بحرب المدن والسكان في الجنوب بعد قيام الحراك السياسي الجنوبي كقوة سياسيه مدافعة عن حق الجنوبيين لاسترداد أرضهم وكرامتهم وثروتهم ودولتهم المسلوبة في عام 2007م و ما صاحب ذلك من تضحيات وقتل ودمار وزج الآلاف بالسجون على أيادي قيادة المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح الإسلامي بالتعاون مع الإسلام المتطرف الجهادي القادم من أفغانستان.. إلا أن الندوة كانت مفيدة وإيجابية حيث مثلت حلقات نقاش وحوار بين مختلف المكونات السياسية والاجتماعية والجنوبية حول سيناريوهات الحلول للقضية الجنوبية وعكست المسئولية الإيجابية المطلقة لكل المشاركين وفي مقدمة أولئك القائمين على الندوة الأخ الوطني الجليل علي سيف حسن حول أهمية وحدة الجنوبيين للوصول إلى مبتغاهم وحقهم عبر التحضير لحوارات مهمة جنوبية جنوبية تجمع على أن قضيتهم قضيه مسلوبة ومنتهكه يجب وضع الحلول العادلة لها.
لقد تبع تلك الندوة الإنسانية والوطنية منذ بداية عام 2012م نشاطاً محموداً بل مشكوراً لمركز الدراسات والتنمية السياسية بالاشتراك مع أطراف من المؤتمر الشعبي العام وبعض ممثلي المعارضة الخارجية وبمشاركة ألمانية نبيلة المقصد وسط معارضة رسمية لصقور المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح.. والأهم والأخطر مما تسرب عن تلك الاجتماعات عند مناقشة قراري مجلس الأمن الدولي حول حرب 1994م ( 924 – 931) أن من أداروا القتل وحرب التدمير للجنوب وأهله في 1994م وما لحقها من قتل وتدمير للمدن الجنوبية ولثوار الحراك الجنوب السلمي.. يرفضون حتى أبجدية الاعتذار عن هذه الحروب, وإذا على العالم أن يدرك ماذا يتوقع الجنوبيين ممن يرفضون حتى الاعتذار؟ لقتلهم وتدمير دولتهم وبلادهم.. وعند الحديث عن استضافة الدولة الألمانية للحوار تناهي إلى مسامعنا بل وقرأنا أحاديث لمسئولين ألمان عن ضرورة الاستفادة من التجربة الألمانية في التوحيد.. وهو ما هو مثالي بل وخيالي, كيف لدولة عظمى كألمانيا تقاسمها العالم بعد حرب عالمية عظمى بعد الحرب العالمية الثانية المنتهية في عام 1945م أي منذ 60 عام ومتطورة اقتصاديا واجتماعياً وصناعياً بشكل جبار مع مقارنتها بشمال وجنوب اليمن المنفصلين منذ الأزل وفقط منذ الخمسينيات من القرن العشرين بفعل هجرة الشماليين إلى الجنوب لأول مره جرى الحديث عن وحدة الجنوب الذي كان يسمى بالعربي حتى استقلاله في نوفمبر عام 1967م ودور الحركة الناصرية القومية ودور الاشتراكية العالمية فقط وبفعل عدم التوازن الدولي توحد الشمال والجنوب, إلا أن هذه الوحدة لم تستمر أربع سنوات! كيف للأصدقاء ألالمان أن يحكموا بعد ما لحق بالجنوب من دمار شامل نفسي ومادي لحق بأهله في تجربة سيطرة عليها ثقافة أخلاق القوة والقوة المتحيزة للقوى الجاهلية الأولى التي لا تعرف إلا أسلوب واحد للوحدة أين كانت أسلوب القوة والقمع والاستعمار والاستعباد للأخر وبفلسفة واحدة وحيدة هي فلسفة الفساد المطلقة العنان التي لم تستطيع القيم الوطنية والدين والقيم الإنسانية من وضع حد لها حتى اليوم.
أن الطاغي شعبياً وسياسياً اليوم خياران مهمان وهما خيار فك الارتباط وخيار الفدرالية وحق تقرير المصير, ونحن هنا نعتبر بأنه لا يجب أبداً التقليل من وجهات النظر الأخرى وهي عديدة ومتنوعة ولعل أهم ما اتفق عليه أصحاب الرؤى المختلفة اليوم هو إيمانهم المطلق بأن القضية الجنوبية تعتبر ( قضية أرض وإنسان) وهذا يكفي بأن يكون مدخلاً هاماً للجميع لحوار عاجل يمثل كل التنوعات الجنوبية أين ما كانت وكيف ما كانت داخل وخارج البلاد.. بعيداً عن النفعية الذاتية المطلقة وبعيداً عن المورثات السيئة البغيضة الإقصائيه للأخر.. وبعيداً عن نتائج الحروب الداخلية وعلى رأسها حرب 1994م والتي يجب على الساعين للحوار إدانتها بقوة وفي هذا الصدد لا يجب إغفال الأطروحات التي تتقدم بها المعارضة الرسمية ممثلةً بأحزاب اللقاء المشترك ومن حق الجنوبين القبول بها أو عدم القبول بها على طريق خلق حراك سياسي جنوبي موحد بقيادة موحدة متنوع, متعدد الرؤى والمشارب لا حراك سياسي ( واحد) بالاستناد إلى الدروس والعبر التاريخية للتجارب الجنوبية والشمالية! وذلك انطلاقاً من الحقيقة الساطعة التالية: (( أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الناس وصنعهم بأشكال وأنواع مختلفة وولدوا في بيوت مختلفة في مدن وقرى ومجتمعات مختلفة, وكان نمو الناس وتعليمهم ووعيهم ودرجات تطور هذا الوعي مختلفا ً ومتبايناً ومعلوماً حسب الظروف والثقافة والمعرفة وظروف التعليم والدراسة ومستوياتها والعادات والتقاليد المجتمعية والذاتية المكتسبة ودرجة وطريقة تمسكهم بالحق متفاوتة.. وبمحيطهم الصغير والكبير وتأثيرهما ولكنهم لا يجب أبداً أن يختلفوا بأنهم متشابهون بأجسامهم وبحواسهم الخمس.. وبالحق وبقرباء الدم وعقيدة الإسلام الحميدة وعندما يحل عليهم الظلم أو القهر الواضح للعيان, وعندما يكون الحلال والحرام وحدودهما واضحين فلا جدال ولا.. فإن على الذين يتشابهون بواقعة الظلم عليهم لا خيار أمامهم إلا التوحد على اختلافهم وفقط بالتوحد يستطيعون الحصول على حقوقهم وإلا فليقرؤوا على أنفسهم السلام وهذا لا يفقدهم تنوعاتهم وخصائصهم وتفكيرهم أبداً, والآراء والأفكار التي لا تكون مناسبة اليوم أو غداً فلربما ستجد الظروف المناسبة لها بعد غد وهكذا دواليك. وهناك من كانت تجربتهم مريرة وعانوا من الظلم وهم قادة وعامه ونخب لا زالت نفوسهم معمره للآلام والحزن والأهوال الموضوعية والذاتية التي عرفوها وعانوها وهؤلاء لا يريدون إلى الحق كاملاً ولهم نظرتهم التي ربما تكون العميقة لمجريات الأمور وهذا ينطبق على المطالبين ( بفك الارتباط) - حسب رؤيا أصحاب فك الارتباط وحسب وثيقة مؤتمر القاهرة الثاني وحسب وثائق حراك الداخل وحسب كل الرؤى والملتقيات – بأن لا هناك ما يفرقهم في ما يصبون إليه إلا إذا كانت الذاتيات ونزعات جنون العظمة والنفعية الذاتية المادية والسياسية المطلقة المتشبثة بالسلطة مع الشمال ومنها ما هو موضوعي ومبرر ولكن هناك ما هو غير مبرر إطلاقاً أو أن هناك تأثيراً للسلطة وهذه مصيبة عظيمة! وهؤلاء لا نستطيع أن نقول لهم بأنهم ليسوا على حق.. لأن الخيط الأبيض من الخيط الأسود واضح للتاريخ وفي الواقع وهذا الفريق تؤيده قوى سياسية أخرى تريد حل الأمور للحصول على الحق ولو بالإيثار عملاً بقوله تعالى: (( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)). ولو على أوقات ويراهن على الزمن والبشر والأوضاع الداخلية والخارجية وهو يرى مثل أصحاب فك الارتباط ما يحيط بظروف وشروط الحياة المحيطة بظاهرة الظلم وضياع الحق.. وهناك اختلاف في قدرات الإنسان المادية والعلاقات المساعدة الشاملة وأنواعها وهناك من يستطيع الحركة ولربما لحسابات ملموسة توصل إلى الهدف المنشود.. وهناك جماهير صامته هي المقررة في حسم الأمور وجزاء منهم كبير تفيض من أعينهم الدموع لعدم مقدرتهم على المساهمة الفعالة, لكن جميع هؤلاء مقررون في الفعل والجهد والحق على اختلاف ألوانهم وأفعالهم صغيرة أو كبيرة..كأجزاء مكونة للشعب في الجنوب المهم هنا أن الجميع يريدون الوصول إلى النتيجة المرجوة مهما اختلفت الآراء أو اختلفت الأساليب والمناهج.. ومثلاً فأن الذي يريد حل المسألة الجنوبية عبر رفع شعار المصالحة الوطنية اليمنية الشاملة بين الجنوب والشمال وبين الجنوبيين في الجنوب وبين الشماليين في الشمال ويريد نظاماً اتحادياً سواء كونفدرالياً أو فيدرالياً لتصحيح الوحدة اليمنية وبفترة زمنية مشروطة انطلاقاً من مبدا حق تقرير المصير لأبناء وشعب الجنوب وبإشراف دولي وعلى أساس إٍزالة واقتلاع كامل آثار حرب 1994م و إعادة انتشار القوات المسلحة وإعادة تموضعه بما يتناسب وعودة الأوضاع الى ما قبل الحرب إلا أنه يعلم تماماً حتى هذه المثالية ستصطدم بعقلية وموروث عنصري للنخب السياسية الشمالية مدعومة من طبقة شعبية وقبلية عمياء وإنتهازية وجشعه بالفطرة المخيفة وهذا ما يساعد على فضح هؤلاء على حقيقتهم عند المجتمع الدولي والعربي والإسلامي.
أن شعار ندوة ديسمبر 2011م التي نظمتها مجموعة الأزمات الدولية ( نحو صوت موحد للجنوبيين) هو أهم عمل يمكن أن يقوم به الجنوبيين على صعيد الحراك الوطني والسياسي والشعبي الجنوبي في الداخل والخارج بعد انتخاب رئيس جديد وحكومة جديدة عملاً بالمبادرة الخليجية بقرار 2014م.. وإلا فأن عليهم أن يقرؤوا على أنفسهم السلام وما عدا ذلك سوف تتحول قضيتهم (كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب) سورة الرعد.

وقد قال الحكماء بالاستناد الى التجربة التاريخية والانسانية يوماً ((بأنه لا يوجد رجال كاملون في هذا العالم ولكن توجد نوايا كاملة))
5) استنتاجات :
بالرغم من المشاركة الوطنية الواسعة في ملتقيات أصحاب فك الارتباط أو ملتقيات القاهرة أو الملتقيات الأخرى وآخرها الملتقى الوطني لأبناء الجنوب التكتل الديمقراطي الجنوبي وحركة النهضة واللقاء ألتشاوري وبالرغم من التماسنا مصالحه وطنية جنوبية إيجابية, إلا أننا نعتقد بأن الهوة الموجودة بين الجنوبيين بمختلف اتجاهاتهم لازالت موجودة وأن هناك قضية واحدة سوف تردم هذه الهوة وتقارب بينهم إلا وهي عقد مؤتمر للمصالحة الجنوبية, وليكن المؤتمر الذي بدأ في تركيا ومصر والأردن هو نواة المصالحة التاريخية الجنوبية الشاملة ((والجهود المخلصه لأكبر تجمع دولي يظم أكثر من 12 دولة غربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وعلى الجنوبين التوجه بالامتنان للدور الذي يقوم به باسم التجمع كلٍ من دولة وشعوب ألمانيا ودولة وشعوب المملكة المتحدة البريطانية وسفرائها في مصر واليمن والأردن وعلى الجنوبيين أن يأملوا بل وأن يكونو على ثقة مطلقة بدعم أشقائهم في المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول الخليج العربي وما عدا ذلك من دعم آخر إسلامي فهو أن قدم فهو مفيد لأنه مفروض من الأخوة والتضامن الإسلامي لكن لا يجب التعامل معه كبديل لأشقاء التاريخ والجغرافيا والقربى الشاملة والدم وعلينا الاستفادة من العبرة التاريخية لذلك والقريبة منها خاصة! هذه المصالحة تضم ممثلي كل التيارات المختلفة الرؤى والنظريات والإعلان التاريخي لمصالحة وطنية شاملة كاملة لا رجعة فيها ولا باطنية.. والرجاء كل الرجاء من الأطراف السياسية الشطرية أن ترفع يدها المثيرة للفتن داخل صفوف الجنوبيين بكل أشكال وجودهم , وخصوصاً أجهزتها التجسسية الخاصة والعامة وعلى جميع الجنوبيين إعلان القطيعة المطلقة مع كل الحروب الداخلية منذ ما قبل الاستقلال حتى حرب 1994م وبدون هذه المصالحة لا نرى أفقاً أكثر إيجابية, وبدون وحدة وطنية جنوبية صلدة ستظل قضيتهم وحقهم سراباً إن هذه الوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية هي من تحدد خياراتهم بشكل موحد.. وعلى جميع اليمنيين الجنوبيين أن لا ينسوا بأن وحدتهم ومصالحتهم الوطنية تعني أولاً وقبل كل شيء تنوعهم وأن حق الاختلاف سيكون وارداً بالاستفادة من العبر والدروس التاريخية عند تحقيق ما يصبون إليه كطريق تاريخي جديد لا بد منه .
وأما النظريات المختلفة حول القضية الجنوبية فإن الواقع والزمان القادم القريب أو البعيد سوف يحددان نجاحها حسب تأثيرها في الواقع وليس في الخيال, ولا الرغبة الحزبية أو الذاتية أو الفئوية أو أياً كانت.
أود أن أختم مداخلتي بملاحظات أعتقد شخصياً ان التفكير بها ووضعها بالحسبان عند أي حوار مع الطرف الشمالي مهم جداً:-
أن يكون الارياني مسؤلاً للاتصال مع القائد الجنوبي الجليل علي سالم البيض ومع القادة الكرام علي ناصر والعطاس والآخرين فمعنى هذا شيء واحد فقط وهو الانتقاص من قادتنا لأن الارياني كان أحد قادة القتل والتدمير الشطرية فكيف لنا أن نصب الزيت على النار ونحن نعلم النتائج مسبقاً كما أن الطريقة التي قرأنا عنها حول اتصالات الأرياني طريقة ممقوته واتسمت بالجهل والغرور والتعالي لحليف قاتل اشترك في كل الحروب على الجنوب وأهله مع توأمه علي عبدالله صالح أو مع حلفاءه الجدد اليوم وموقفه الرافض لحق الجنوبيين في كامل أرضهم وحكمهم لأنفسهم بأنفسهم وحقهم في الاعتذار منهم والانحناء أمام عذاباتهم (الاشنع) التي شارك فيها ضدهم.. إن ذلك يعتبر مأساة وتراجيديا يمنية وعربية وإنسانية أقترفها الارياني المسنود من مشائخ حاشد وبكيل وما يسندهم من بنية قبلية تقليدية وحشية وقوى قومية ودينية شوفينة وعنصرية كلهم ينطقون من مشرب واحد ويتحدثون من مشكاة واحدة بمنطق وفكر وثقافة الغزوات من القرون القديمة والوسيطة، ولكن على الجنوبيين أن لا يجزعوا لذلك لأنهم أي هؤلاء لا يملكون الجنوب وليسوا حاملين للقضية الجنوبية فالجنوبيون وحدهم هم من يملك الجنوب وهم وحدهم الحاملون الشرعيون لبلادهم وهم من يقررون مصيرهم بأنفسهم هكذا يقول فقهاء القانون الدولي وهكذا تقول القوانين والأعراف وقبل كل شيء فإن الله هو من يقول ذلك وديننا الإسلامي الحنيف.. ولأن التاريخ وفعل التاريخ الذي مارسه الشماليون من النخبة الطاغية على الجنوب قد أصبح ملكاً وحملاً لشعب الجنوب بكل فئاته وطبقاته وأصبح ملكاً ومسؤولية العالم بأكمله والذي نعتقد بأنه يدرك دوره مع الشعوب وحقوقهم المسلوبة ونرجو أن لا يقف الجنوبيون بشكل سلبي مع أخوانهم الشماليون المستعبدون من طغمة الحكام والمستفيدين والفاسدين من المشائخ وأزلامهم..الخ
ونعتقد بأن المجتمع الدولي يجب عليه أن يتجه نحو القضية الشمالية والجنوبية كلاً على حده وخصوصاً:-
أن هناك قضية شمالية متنوعة ومركبة يعيشها الشمال فعلينا وعلى العالم البحث بعد سيطرة قوة عظمى على العالم وهي أمريكا وحلفائها وبعد سقوط نظام الاشتراكية العالمية السوفيتية البحث في جذور مشاكل الشمال إدارياً وسياسياً وحقوقياً وتطوير البناء السياسي والاقتصادي والسياسي فيه على أساس متطلبات الزمن الحاضر، زمن التطور والإدارة الحديثة للاقتصاد والحياة الخالي من الفساد والظلم والعبودية التي تسود أكثر المناطق سكاناً وبسيطرة مطلقة لمشائخ القبائل والمناطق الكبيرة ويديرون أبناءها وسكانها على أنهم من أملاكهم، وحل المشاكل الكبيرة المعقدة في المناطق الوسطى من الشمال وحل مشكلة صعدة ودماج ونتائج وآثار حروب صعدة الست المدمرة وتعميق المصالحة الشمالية الشمالية التي بدأتها المبادرة الخليجية والدول الداعمة لها ..الخ.
على صعيد الجنوب الذي تعرض لحرب بربرية وحشية وتوحد مع الشمال بقرار سياسي ليس لشعبه لا ناقة ولا جمل فيها، هذا الجنوب الذي يعيش على أرضه بشراً وأناساً وشعباً منذ عشرات الآلاف السنين بعد ما رأينا ويلات لحقت به وآثار مدمرة في أواخر القرن العشرين والواحد والعشرين واليوم ومن تمزيق لشعبه ساهم بها بشكل مباشر وغير مباشر الصراع العالمي الإقليمي في سنوات الحرب الباردة..نأمل من العالم ومنظمة الأمم المتحدة أن يقوموا بدور رئيسي مثلما يقومون به في الشمال(وبشماعة الجنوب) من مصالحة شمالية شمالية وإعادة لحمة الجنوبيين الذين لم يكونوا يوما بشيوعيين مثلما لم يكون الشماليون رأسماليين وكلهم تقريباً يعيشون اليوم طريق الانتقال إلى حرية السوق والرأسمالية مما يجعل قضاياهم مرتبطة بمضمون النظام الاقتصادي والسياسي العالمي الرأسمالي السائد بل يحق لأبناء الشمال أن يختاروا مصيرهم بأنفسهم ويحق للجنوبيين اختيار مصيرهم تحت الإشراف العالمي والأممي والإقليمي قبل فوات الأوان. وشعار حق تقرير مصير الجنوب حق لا يقبل التسويف بعد اليوم بعد أن أثبتت الحياة بأن النخب المسيطرة الشطرية الشمالية دوماً غير ناضجة ومراهقة وقاتلة ومدمرة، نزع الله من عقولهم وقلوبهم أبسط الحقوق الأخوية والوطنية والدينية إزاء أبناء شعب الجنوب وهناك استنتاج حاسم من فعل الزمن والتاريخ اليوم الشماليين لا يريدون وحدة أبداً وإنما يريدون جنوباً يغتنمون ويلقون شعبه إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا .

وفقه ولحطه تاريخية متأخره , ايجابية
سجل المؤتمر الشعبي العام موقفاً ولحطه تاريخية متأخرة في أوائل يوليو لأكنها ايجابية في كل المعاير منذ حرب 1994م وتمتثل تلك الايجابية :
اولاً : اعتذار يحيى الراعي رئيس مجلس النواب إلى الجنوبيين بما لحق بهم من مئاسي وذمار عندما خاطب ممثلي الملتقيات الجنوبية في صنعاء في أوائل شهر يوليو الحالي وشاركه لأول مره المخضرم عبد الكريم الارياني في أهمية الاعتراف بالقضية الجنوبية ( كقضية ارض وإنسان ) .
ثانياً : ظهور وعياً جديداً ناضجاً وتفكيراً بصوت عالي أكده الشخصية الوطنية الجليلة أ . صالح علي بإصره حول فتح باب الحوار حول القضية الجنوبية وعدم وجود حدود لدلك سواء عبر الفيدرالية بإقليمين أو بأكثر أو حتى عبر الانفصال , وهذا هو المنطق الحضاري الرفيع للتخاطب مع الجنوبيين والتعامل مع قضيتهم كقضيتاً ( للشعب وارضاً وانسان ) بطريقه حضارية تضع اليمنيين في مقدمة الشعوب والأمم المتحضرة المستندة في حل قضاياها عبر الأمم المتحدة وميثاقها المبني على أركان ثلاثة وهي :
1)- مبدأ المساواة بين الدول .
2)- مبدأ حسن النوايا في تنفيذ الالتزامات الدولية .
3)- مبدأ حق تقرير المصير .
ونأمل أن يكون دلك ايذاناً علنياً صريحاً لامواربة فيه ولا خداع بسماح لشعب الجنوب في تقرير مصيره وهو مايؤذن بعلاقات يمنية سلمية لايتخيلها العقل ايجابياً في اليمن والمحيط والعالم .










مرفق مع المداخلة
الميثاق الذي ينص على أهمية مبادئ الإنسانية وهذه المبادئ هي:-
مبدأ المساواة فيما بين الدول.
مبدأ حسن النوايا في تنفيذ الالتزامات الدولية.
مبدأ حق تقرير المصير.
وجاء في كتاب الدكتور محمد سعيد الدقاق أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية (( المنظمات الدولية العالمية والإقليمية )) في صفحة (87-88-89-90) على النحو التالي:-
حول مبدأ حق تقرير المصير ما يلي:
أعتبر ميثاق الأمم المتحدة اقتراح هذا الحق من قبيل المبادئ التي يقوم عليها المنتظم كما أن النص عليه في الميثاق يعد تقنيناً للآتي هات الديمقراطية التي أخذت تتسلل إلى المجتمع الدولي منذُ أعلن الرئيس ويلسون في 4 يوليو سنة 1918م أن كافة المشاكل الإقليمية يجب حلها وفقاً لإدارة سكان كل إقليم، ثم أخذ هذا المبدأ يكتسب أنصاراً بصورة متزايدة حتى جاء ميثاق الأمم المتحدة فنص عليه باعتباره أحد المبادئ، ثم تأكد بعد ذلك بقرار الجمعية العامة الصادر في 14 ديسمبر سنة 1960م والخاص بمنح الاستغلال إلى الأقاليم والشعوب المستعمرة والذي يعتبر بحق كما يرى الأستاذ محمد طلعت الغنيمي.. نقطة التحول في تاريخ مبدأ حق تقرير المصير..
لقد أثيرت عدد من النقاشات أو بالأحرى أثير السؤال المتعلق بوسائل الحصول على حق تقرير المصير، فكان السؤال الرئيسي بشأنها يتمثل فيما إذا كان الالتجاء إلى حروب التحرير الوطنية بمشروع أو لا وكانت الايجابية التي تقدمت بها مجموعة الدول الاشتراكية ودول عدم الانحياز هي أن كافة الشعوب غير المتمتعة بالحكم الذاتي لها أن تتوسل بكافة الوسائل التي تراها ملائمة لتحقيق استقلالها والحصول على الحق في تقرير مصيرها.
وواضح ان عمومية عبارة(( كافة الوسائل)) تعني أن الأمر قد يصل إلى حد شن حرب تحرير وطنية، أضف إلى ذلك إلى أن الاعتراف المتزايد بحركات التحرير الوطنية وقبول ممثليها للوقوف أمام المنظمات الدولية، والأمم المتحدة ذاتها يعد أبلغ دليل على مشروعية حروب التحرير الوطنية كوسيلة للحصول على حق تقرير المصير. (( ويعتقد مقدم هذه المداخلة بأن حق تقرير المصير اليوم تقرره الشعوب بأكثر الطرق والوسائل حضارية وهي الطرق السلمية التي أثبتت نجاحاً كبيراً في ثورات الربيع العربي.. وبدعم حاسم من قبل الدبلوماسية العالمية لدول التحالف الغربي الضارب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين والإسلاميين والعرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.