الحراك الجنوبي قصة عشق خالدة بموميات تقوده منذ 40 عاما. تفشل، تتقاتل، تخون وتدمر بعضها البعض، وتفشل من جديد. لا يهم: يعشقها وسيعشقها إلى الأبد. وإذا توفت يوما فسيعشق أحفادها وأحفاد أحفادها... مهزلة الموفمبيك، لقاء الأحزاب في عدن لرفض الانقلاب... : لا يهمه ذلك. "لا يهمنا ذلك، لا علاقة لشعب الجنوب به!"، يقول الحراك. تمر اليمن بفراغ سياسي، هو فرصته باستعادة كل ما نهبه صالح وعصابته، بإعادة عدن المغدورة كواجهة مدنية وجذوة ليمن جديد حر حديث وسعيد. بتحقيق تقرير المصير، أو الانفصال الحميد اذا أراد، أو بتحقيق وحدة يمنية جديدة لا علاقة لها بهذه الظالمة. لا، كل هذه قضايا تفصيلية، لا تهمه من قريب أو بعيد. لا يهمه إلا الوفاء والعشق لموميتاته. لا يثلج صدره ويملأ شرايينه دفأ وسعادة إلا عندما تشكل له مومياته الأبدية مكونات حراكية، مجلس إنقاذ، مؤتمر جامع، لجنة عليا لمجلس المكونات الجنوبية، مجلس تحضيري للجنة جامعة إنقاذية للتحضير لمجلس إنقاذي أجمع... أو عندما يسمعها تردد هذه المعزوفة: "مؤتمر جامع للمكونات الجنوبية على أرضية التحرير والاستقلال والتحرر والجلاء". هذا ما يهمه في هذه الحياة الفانية، ولا شيء غير ذلك. ثمة من يحتفل بيوم الحب في 14 فبراير بعد يومين. بالنسبة للحراك الجنوبي، كل الدهر 14 فبراير من أجل عيون قياداته التي تثير تقيؤ الشياطين... *من صفحة الكاتب بالفيس بوك