لا يتوقع احد شئ يأتي من سلطات مذعورة تبحث عن مخبأ لتصدر بيانا، مجرد بيان (لا يودي ولا يجيب)، فهذه السلطات المحلية، مثلها مثل حكام صنعاء (القدامى والجدد)، لم تستطع أن تصنع من السلطة مظلة وطنية تصون حقوق الجميع، تتمكن معها من تحديد مواقفها مسنودة بالتفاف شعبي حولها. واقع الحال أن منطق القوة والنفوذ هو السائد في العربية اليمنية منذ انقلاب 1962م ولم يخرج أنصار الله عن القاعدة المتبعة للوصول إلى السلطة (القوة) حين سيطروا على صنعاء.
حين قامت ثورة 2011م أعلن الشارع الجنوبي انضمامه إليها رغم انه يدفع شهداء وجرحى منذ 2007م ثمنا لحقه في الاستقلال، كما انضم إليها أنصار الله، إلا أن السلطة التي جاءت بعد ذلك قلبت ظهر المجن للجنوب ولصعده، فعاد الحراك الجنوبي إلى ثورته السلمية وعاد أنصار الله إلى متاريسهم، وهكذا لم يتم الالتفات إلى الشارع الجنوبي فيما فرض أنصار الله حقهم بالقوة.
في كل التحولات منذ 1990م كان الجنوب هو الخاسر الوحيد، فحين ذهبنا إلى صنعاء نحمل شعار الوحدة أدخلونا في أزمة أودت بعدد كبير من الشهداء من خيرة الكوادر الجنوبية ثم جاءت وثيقة العهد والاتفاق التي تم الانقلاب عليها وعلى اتفاقية الوحدة في 1994م، فتم احتلال الجنوب عسكريا، وحين انضممنا لثورة 2011م تم التنكر لمواقفنا، وحتى المعالجات التي وردت في النقاط ال (20) أو طروحات مؤتمر الحوار، المرفوضة جنوبيا أصلا, انقلب عليها أنصار الله، كما انقلب صالح على ما سبقها.
في الحالتين، دخول أنصار الله إلى الجنوب أو قدوم السلطات المحلية في المحافظات (الشمالية الرافضة) كما سموها، فيه انتقاصا لأبناء الجنوب ولدمائهم التي سالت من اجل قضية يصر الضيوف على التنكر لها كما قفز عليها أنصار الله حين دخلوا صنعاء.
للجنوب قضية تعرفونها جميعا، السلطات السابقة واللاحقة، والنفوذ السابق والحالي، وتعرفها دول الإقليم والعالم، فلماذا لا تصدرون بيانات رفضكم من محافظاتكم أو أقاليمكم، لماذا الإصرار على أن يدفع الجنوب ثمن خطاياكم، في كل مرة؟.
من حق أبناء الجنوب، بكافة انتماءاتهم أن يعبروا عن قضيتهم سلميا، وكما نقول دائما (فأن القوة متغيرة وان الحق ثابت ولا يمكن للمتغير أن يؤسس لقواعد ثابتة، أو يرسي استقرار دائم)، هذا ونسأل الله السلامة للجميع. عدن 14/2/2014م