بالرغم من مرور زمن طويل تغيّر فيه مجرى الحياة في الوطن العربي حيث توجد اليوم الفضائيات والموبايلات وكافة الخدمات التي تجعل كل إنسان يعرف مواقيته بدقة الاّ أن المسحراتي أو المفلّح في مختلف مدن حضرموت مازال يقوم بوظيفته في تنبيه الصائمين بوقت دخول ساعة السحور منذ قرن من الزمان حسب مايرويه المهتمين والمؤرخين . في مدينة المكلا يبدأ المسحراتي بالطواف بأزقة وشوارع المدينة وهو يقرع طبلة بدقات معتادة قبل ساعتين من السّحور ويتحلق حوله الأطفال والصبية الصّغار ويرددون أهازيجه الرمضانية وهم يمشون معه في الحي أو كما يسميها الناس هنا ( الحافة ) قائلين (قم ياصائم وحّد الدائم .. سحورك ياصائم سحورك ياصائم ) .
وبهذه الأصوات المرتفعة من المسحراتي والصبية الصغار يشعر الناس بروحانية رمضان ومتعة لياليه الجميلة النابعة من العادات والتقاليد الدينية الحضرمية الجميلة ومن المناطق التي تعرف المسحراتي كل ليلة في رمضان حتى الآن هي مدينة الشحر .وتريم .وسيؤن .والغيل . والقطن .
وكان المسحراتي يقف عند بعض بيوت الوجهاء في المدينة لإيقاظهم لكن لم يعد هذا موجوداً اليوم كون المدينة أصبحت واسعة ويقطنها الكثير من الوجهاء والشخصيات المعتبرة والمسحراتي لم يتقاضى أجراً معروفاً على عمله في أيام زمان وحتى اليوم غير مايجود به عليه الميسورين وفاعلي الخير نهار يوم عيد الفطر وهذا مايؤكد بأن المسحراتي تراث مازال يتوارثه الأجيال في حضرموت حتى وإن تغيّر الزمن وتبدّل الحال. من: ناصر المشجري