شهدت العاصمة صنعاء عصر الأربعاء أربع مسيرات حاشدة ؛ رفضا للانقلاب الحوثي ومطالبة باستعادة مؤسسات الدولة , وتنديداً بانتهاكات الجماعة بتشييع رمزي لشهيد التعذيب صالح البشري الذي فارق الحياة السبت الماضي 14 فبراير تحت التعذيب الوحشي في سجون مليشيا الحوثي. واعتدت مليشيات الحوثي المسلحة على المسيرات في نقاط تجمعها حيث أقدمت على تفريق المتظاهرين في شارع بغداد، بالضرب بأعقاب البنادق، وتصويبها نحوهم بهستيريا وضربهم بالعصي وملاحقتهم بالسلاح الأبيض ، ودهست متظاهر بالسيارة في نقطة تجمع الثوار في شارع بغداد؛ قبل أن تقوم بخطفه وعددا من المتظاهرين إلى جهة مجهولة, وتعرض بعض المختطفين لإصابات متنوعة جراء الاعتداء المحموم أثناء تفريق المسيرة. وفي ذات الأثناء عاد المتظاهرون في نقطة بغداد لترتيب أنفسهم في مسيرة حاشدة واصلت طريقها باتجاه شارع الزبيري للإلتحام بالمسيرات الأربع ، وفشل مسلحو الحوثي من تفريقها مجدداً حيث أقدموا بإطلاق الرصاص الحي فوق المتظاهرين عند شركة سابحة بشارع الزبيري، دون أي اصابات. وعند جولة كنتاكي اعتدت مليشيات الحوثي على مسيرة شباب الثورة السلمية القادمة من شارع الدائري، وحاولوا تفريقها غير أن الحشود واصلت زحفها وصعدت جسر الزبيري وسط ترديد الهتافات ضد الانقلاب. وكانت مئات الالاف من حشود المتظاهرين قد رددت هتافات مناهضة للانقلاب الحوثي، ويتصاعد حماسهم عند مرورهم بالمسلحين الحوثيين الذين انتشروا بكثافة في مداخل الشوارع المتفرعة من شارع الزبيري، يرتدون زياً عسكرياً ، وهو ما دفع المتظاهرين للهتاف في وجوههم "هييييي هيييييي ارحل يا حوثي.. على غيري على غيري.. خلس الزنة ولبس الميري.." وكانت المسيرة الأولى قد انطلقت من جوار البنك العربي بالقرب من جسر الصداقة بالتحرير، لتعبر شارع الزبيري وتلتحم مع مسيرة شارع الدائري التي انطلقت من تقاطع شارع عشرين عند جولة كنتاكي، ثم واصلت المسير في شارع الزبيري والتقت بالمسيرتين الأخريين عند تقاطع شارعي هائل وبغداد، لتمتد الأربع المسيرات في مساحة واسعة من شارع الزبيري في قلب العاصمة ، باتجاه شارع الستين مروراً من جولة عصر. وكانت المسيرات الأربع التي دعت لها قوى ثورية ووطنية خرجت من شوارع التحرير والدائري وهائل وبغداد وجابت عدد من شوارع العاصمة قبل ان تتجمع في شارع ابي الاحرار اليمنيين محمد محمود الزبيري وسط العاصمة صنعاء حيث تلي بيان صادر عن شباب الثورة السليمة أكدوا فيه على وجوب "سحب الحوثيون لجحافلها الغازية من العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات والخروج من كافة مؤسسات الدولة واعادة المنهوبات وتسليم سلاح الشعب لمؤسساته الشرعية ". و حذّروا جماعة الحوثي "من التمادي في تقويض السلم الأهلي ونسف النظام السياسي والإيغال في مواجهة الشعب اليمني وإثارة الحروب الأهلية وتمزيق النسيج المجتمعي للنيل من خياراته المشروعة", وأن ذلك تحدياً لإرادة الغالبية العظمي للشعب اليمني. وشدد البيان على ضرورة "تخلي (جماعة الحوثي )عن العنف فورا والكف عن قمع المظاهرات واعتقال الناشطين واطلاق سراح جميع المعتقلين من سجونها". ودعا شباب الثورة " كافة المنظمات والجهات المهتمة بحقوق الإنسان المحلية والدولية القيام بدورها بكشف الانتهاكات وإعداد الملفات بحق مرتكبي هذه الجرائم لتقديمهم لمحاكمة عادلة لينالوا جزاءهم العادل ". وتعهد الثوار بمواصلة ثورتهم حتى اسقاط الانقلاب الحوثي وبناء الدولة. وفي المسيرة رفعت صور الشهيد صالح البشري ، باعتباره رمزاً بطولياً للنضال ضد الانقلاب الحوثي ، كما رفعت صور المختطفين المحررين وعليها اثار التعذيب الوحشي, وطالبت المسيرة بالإفراج عن المختطفين في سجون الحوثي السرية بأمانة العاصمة، ورفعوا صور الناشطين فتح القدسي وعبده الحذيفي ومحمد النجري وزكريا الشرعبي وعبدالكريم الشرفي وعبدالسلام الاعوش.
